حول موقع روح الإسلامنبذة عن الموقع
تأسس موقع روح الإسلام بمبادرة فردية وجهود ومساهمة بعض المتطوعين عام (2003م).
يهدف الموقع إلى نشر الكتب والمراجع الإسلامية المختلفة من مصادرها الموثوقة عن طريق نشر كتب التراث الإسلامي أو المؤلفات الحديثة، ويستخدم لنشر العلم وسائل النشر النصية والصوتية والمرئية، ويعتبر بمثابة وسيلة إلى تقديم المعرفة العامة للجميع. ويعتمد الموقع على مصادر معروفة على الانترنت، وتعتبر موثوقة للكتب والمواد المنشورة، منها مواقع رسمية للعلماء ودور الإفتاء، بالإضافة إلى مواقع ومنتديات أخرى، ومن مصادر الموقع الرئيسية: كلمة الشيخ / عبد الحق التركماني لموقع روح الإسلام كلمة عن (روح الإسلام) الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد: فإن من المواقع الإسلامية المشهورة موقع: (روح الإسلام)، أنشأه منذ سنوات بعض الشباب المحبِّ للعلم والخير، بجهود فردية، مساهمةً منهم في نشر العلم الشرعي، فكتب الله تعالى لعملهم ما شاء من القبول والنفع، وهو المسؤول سبحانه أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.
ولما كان اسم الموقع: روح الإسلام Islam Spirit ـ ويظهر لي أنهم اختاروا هذا الاسم
لأنهم وجوده أنسب الأسماء المتاحة للحجز على الشبكة العالمية ـ فإنه فقد سألني بعض
الإخوة عن صحة استخدام هذا المصطلح، علمًا أنني لست صاحب موقع (روح الإسلام)، ولا
مشرفًا عليه، ولا أتحمل المسؤولية العلمية لمحتوياته، لكني اطلعت على كثيرٍ من
مواده فوجدت فيها خيرًا كبيرًا. ومن هنا وجدنا علماءَ الإسلام يحذرون من الانخداع بتلك الدعوات، أو استخدام مصطلحاتها وشِعاراتها دون الوعي لدلالاتها المنحرفة الخطيرة. قال العلامة الكبير بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله في كتابه: (معجم المناهي اللفظية): في مادة: (روح الدين الإسلامي): (أهل العلم في هذا الزمان يعيشون في زحمة زحف مهول من عامية الثقافية المعاصرة، ومن توليد المصطلحات، ومن الوقوع في دائرة اصطلاح المتصوفة من حيث لا يشعرون، ومن هذه: هذا اللفظ: (روح الدين الإسلامي)، ونحوه، مثل: (روح الشريعة)، (روح الإسلام)، ومعلوم أن لفظ (الروحانية)، وهذه البلاد فيها روحانية، وهذه المجالسة فيها روحانية، وهكذا... كلُّها مصطلحات صوفية لا عهد للشريعة بها، فعلى المسلمين تجنُّبها، وإن كان لها بريقٌ، فعند تأمل البصير لها، يجدها خواء، أو تشتمل على منابذة للشريعة بوجهٍ ما. والله المستعان). انتهى. قال عبد الحق التركماني عفا الله عنه: أما طرح لفظ: (الروحية) و(الروحانية)، ومجانبتهما بالكلية فنعم، أما التعبير بروح الإسلام أو الشريعة، ففيه تفصيلٌ؛ فإنَّ بعضَ المعاصرين من الإسلاميين الحركيين ـ وأسوأ حالًا منهم: الليبراليون وأدعياء العقلانية والعصرانية ـ يقصدون بهذا التعبير: الأخذ بالمقاصد والمفاهيم الكلية للإسلام، وطرح الشرائع والأحكام التفصيلية وإبطال السنن، وقد علت أصواتهم بهذا بعد (الخريف العربي)، وأظهر بعضهم من الكفر والزندقة ما كانوا يجبنون عن إظهاره من قبلُ. [وانظر: ((المستدرك على معجم المناهي اللفظية)) للشيخ سليمان الخراشي، دار طيبة، الرياض: 1426هـ، ص: 36-43]. ولا شكَّ أنَّه لا يراد من اسم هذا الموقع: (روح الإسلام) شيء من تلك المعاني والعقائد والأفكار الباطلة، لا من قريب ولا من بعيد، وليس في نصه ولا في مفهومه ولا في فحواه شيء من المعاني أو اللوازم الباطلة. وإنَّما معنى: (روح الإسلام) في لسان أهل الإسلام والسنة: لبُّ الإسلام وصُلبه وحقيقته وجوهره. وذلك كله يتلخَّص في الكتاب والسنة: علمًا واعتقادًا وعملاً وسلوكًا. وهذا ما يهدف موقع: (روح الإسلام) إلى نشره بين الأنام، من خلال نشر الكتب في مختلف العلوم الشرعية النافعة، وهي في الجملة على منهاج السنة، وإن كان يقع فيها من الأخطاء ما لا يخلو منه كتابٌ إلا كتاب الله عزَّ وجلَّ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكلُّ أحد يؤخذ من قوله ويردُّ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. واستخدام هذا الاصطلاح ـ أعني: روح الإسلام ـ بهذا المعنى موافق للأساليب العربية الفصيحة، فإنَّ الألفاظ الدالة على القوة والحياة والخير والجمال يكثر استخدامها في المجاز للدلالة على بعض تلك المعاني، وقد شرح هذا العلامة ابن القيِّم في كتابه: (الروح)، فقال رحمه الله: (وأما القوى التي في البدن فإنها تسمى أيضًا أرواحًا، فيقال: الروح الباصر، والروح السامع، والروح الشامُّ، فهذه الأرواح قوى مودعة في البدن، تموت بموت الأبدان، وهي غير الروح التي لا تموت بموت البدن، ولا تبلى كما يبلى. ويطلق الروح على أخصَّ من هذا كله، وهو قوة المعرفة بالله، والإنابة إليه، ومحبته، وانبعاث الهمة إلى طلبه، وإرادته، ونسبة هذه الروح إلى الروح كنسبة الروح إلى البدن، فإذا فقدتها الروح كانت بمنزلة البدن إذا فقد روحه، وهي الروح التي يؤيد بها أهل ولايته وطاعته، ولهذا يقول الناس: فلان فيه روح! وفلان ما فيه روح! وهو قصبة فارغة! ونحو ذلك. فللعلم روح، وللإحسان روح، وللإخلاص روح، وللمحبة والإنابة روح، وللتوكل والصدق روح، والناس متفاوتون في هذه الأرواح أعظم تفاوت، فمنهم من تغلب عليه هذه الأرواح فيصير روحانيًّا، ومنهم من يفقدها أو أكثرها فيصير أرضيًّا بهيميًّا، والله المستعان). انتهى. قلتُ: لهذا وجدنا هذا اللفظ دائرًا على ألسنة بعض أئمة الإسلام المعروفين بالتحقيق والتحري، والعناية البالغة بتصحيح العقائد، والتزام الألفاظ الشرعية، ومجانبة شعارات أهل البدع ومناهجهم، وفيما يلي نماذج من كلامهم: قال العلامة ابن القيم في (مدارج السالكين) في شرح منزلة (المحبة): (وهي روح الإيمان والأعمال، والمقامات والأحوال التي متى خلت منها، فهي كالجسد الذي لا روح فيه)، ونقله سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (ت: 1233هـ) رحمه الله في كتابه: (تيسير العزيز الحميد)؛ واستحسنه. وقال في (مدارج السالكين) أيضًا: (فإن هؤلاء المستكثرين من الطاعات الذائقين لروح العبادة، الراجين ثوابها،..). وقال ـ عن المحبة وميل القلب ـ: (وهذا الميل يلازم الإيمان، بل هو روح الإيمان ولبه). وقال: (وروح العبادة: هو الإجلال والمحبة، فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت). وقال ابن القيم أيضًا في المحبة في كتابه: (طريق الهجرتين وباب السعادتين): (فهي قطب رحى السعادة، وروح الإيمان، وساق شجرة الإسلام، ولأجلها أنزل الله الكتاب والحديد). وقال في (الطب النبوي) من كتابه (زاد المعاد): (ولكن نفوس البشر مركبة على الجهل والظلم، إلا من أيده الله بروح الإيمان، ونور بصيرته بنور الهدى). وقال في (الوابل الصيب من الكلم الطيب) ـ في فوائد الذِّكر ـ: (التاسعة: أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام، وقطب رحى الدين، ومدار السعادة). وقال في (بدائع الفوائد): (ومعلوم أنَّ النيةَ جزءٌ من العبادة بل هي روح العبادة). وقال الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس الصنهاجي (ت: 1359هـ)، في تفسيره ((مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير)): ((وبيَّن القرآن مكارم الأخلاق ومنافعها ومساوىء الأخلاق ومضارها، وبين السبيل للتخلّي عن هذه والتحلّي بتلك، مما يحصل به الفلاح بتزكية النفس والسلامة من الخيبة بتدسيتها. فهجرنا ذلك كله، ووضعنا أوضاعا من عند أنفسنا، واصطلاحات من اختراعاتنا، خرجنا في أكثرها عن الحنيفية السمحة إلى الغلو والتنطُّع، وعن السنة البيضاء إلى الأحداث والبدع، وأدخلنا فيها من النسك الأعجمي، والتخيل الفلسفي ما أبعدها غاية البعد عن روح الإسلام، وألقى بين أهلها بذور الشقاق والخصام، وآل الحال بهم إلى الخروج من أثقال أغلالها، والاقتصار على بقية رسومها للانتفاع منها، ومعارضة هداية القرآن بها)). وقال الشيخ العلامة المحدِّث أحمد محمد شاكر (ت: 1377هـ) رحمه الله في شرح ((جامع الترمذي)) ـ بعد نقله كلام الإمام الشافعي رحمه الله في منع تكرار صلاة الجماعة تجنبً للاختلاف وتفريق الكلمة، وفيهما المكروه ـ: ((والذي ذهب إليه الشافعي من المعنى في هذا الباب، صحيح جليل، ينبىء عن نظرٍ ثاقبٍ، وفهمٍ دقيقٍ، وعقلٍ درَّاك لروح الإسلام ومقاصده)). وقال الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي (ت: 1376هـ) رحمه الله، في ((التعليقات على عمدة الأحكام)) ـ بعد كلام له في مسألة السفور ـ: ((وهذه الأحوال أعظم طريق يتوصل بها الفرنج إلى إخراج المسلمين من دينهم؛ فإن المبشرين ـ وهم الدعاة الذين بثوهم في البلاد، وفتحوا لهم المدارس، واتفقت دول الفرنج على مساعدتهم ـ مقصودهم: إخراج المسلمين عن دينهم، وإذهاب روح الإسلام عنهم..)). وقال أيضًا في (التوضيح والبيان لشجرة الإيمان): (الإخلاص: هو روح الإيمان ولبُّه وسرُّه). وقال أيضًا في (القول السديد شرح كتاب التوحيد): (العبادة: حق الله وحده، فمن دعا غير الله أو عبده فقد اتخذه وثنًا وخرج بذلك عن الدين، ولم ينفعه انتسابه إلى الإسلام، فكم انتسب إلى الإسلام من مشرك وملحد وكافر ومنافق، والعبرة بروح الدين وحقيقته لا بمجرد الأسامي والألفاظ التي لا حقيقة لها). وقال الشيخ محمد بن خليل هرّاس (ت: 1395هـ) رحمه الله في كتابه ((الحركة الوهابية)) ـ ردًّا على الدكتور محمد البهي ـ: ((فإن ابن تيمية رحمه الله لا يقرُّ التشيع في أي صورة من صوره، غاليًا كان أو معتدلاً، ويعتبره انحرافًا عن جادة الحق، واتباعًا لغير سبيل المؤمنين، لا سيما والشيعة كلهم يشتركون في مبادئ عامة بعيدة عن روح الإسلام، كالقول بالرجعة والتقية وعصمة الأئمة وسب الصحابة ونحو ذلك)). وقال الشيخ حمود بن عبد الله بن حمود التويجري (ت: 1413هـ) رحمه الله في ((الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين)) ص: 42: ((وقد زاد الحمق والغرور ببعض أهل الجهل المركب في زماننا فزعموا أن القومية العربية هي روح الإسلام، وأن الدعوة إليها دعوة إلى روح الإسلام. وهذا خطأ كبير، وضلال بعيد وجناية عظيمة على الإسلام، حيث ألصقوا به ما يذمه الإسلام، وينهى عنه من دعوى الجاهلية والتعزي بعزائها)). وقال الشيخ محمد أمان الجامي (ت: 1415هـ) رحمه الله في كتابه ((العقل والنقل عند ابن رشد)) ص: 80: ((وهذه قاعدة عظيمة ونافعة بإذن الله،... وقد أشار أبو الوليد ابن رشد إلى هذه القاعدة في كتابه (منهاج الأدلة) في غير ما موضع في أثناء مناقشته لبعض علماء الكلام في تأويلهم البعيد عن روح الإسلام، وفي رد شبههم التي عرضوها على الشريعة ليعارضوها بها...)). وقال في شرحه للأصول الستة ص: 15: ((التفرقُ يخالف روحَ الإسلام الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام)). وقال الشيخ إمام العصر عبد العزيز بن عبد الله بن باز (ت: 1420هـ) رحمه الله، كما في ((مجموع فتاويه)) 6/238 ـ في نصيحة موجهة إلى الطلبة المسلمين بباكستان ـ: ((... لأن الطلاب ـ وهم قادة المستقبل ـ إذا وجهوا توجيهًا إسلاميًّا صحيحًا، ونمت فيهم روح الإسلام وشبت معهم الأخلاق التي رسمها رسول الله للمسلمين؛ فإنهم يكونون من أعظم أسباب سعادة أمتهم، والسير بها إلى أحسن المناهج، وتجنيبها ويلات المذاهب الهدَّامة والمبادئ المدمرة والعقائد المنحرفة التي تفتك بالأمم وتقتل الشعوب...)). وفي رسالته لرئيس العراق صدام حسين 7/394، يقول: ((والإسلام يحرم على المسلم دم أخيه وماله وعرضه ويعطيه حرية التصرف الكامل في ماله في ظل الحكم الشرعي، وتصرح تعاليمه بأن ما يزعمه بعض الناس من أن النظام الاشتراكي مستمد من روح الإسلام زعم باطل لا يستند لأي أساس من الصحة...)). وقال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني (ت: 1420هـ) رحمه الله في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها)) تحت الحديث (2326): ((.. معاملة غير شرعية من جهة أخرى لمنافاتها لروح الإسلام القائم على التيسير على الناس والرأفة بهم، والتخفيف عنهم)). وقال الشيخ الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن البسام (ت: 1423هـ) رحمه الله في ((تيسير العلام شرح عمدة الأحكام)) 2/315 في كتاب الجهاد: ((وكلام العلماء المحققين في هذا الباب كثير، وهو الذي يُفهم من روح الإسلام ومبادئه ومقاصده)). قال عبد الحق التركماني عفا الله عنه: يظهر لنا من هذه النقولات عن بعض الأعلام من علماء الإسلام: أن أهل العلم والإيمان والسنَّة يطلقون لفظ: (روح العبادة)، و(روح الإيمان)، و(روح الإسلام) ويقصدون به حقيقة هذه الأسماء وماهيَّتها وفق الكتاب والسنة والفقه الصحيح عن سلف الأمة، وبهذا القيد والاعتبار فلا حرج في استخدامه؛ إن شاء الله تعالى. وبالله تعالى التوفيق. كتبه: عبد الحق التركماني صفر 1434 |
|