كتاب الكتروني: جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (مفهرس، عدة صيغ، نسخ مميزة)
نبذة عن الكتاب:
قال المؤلف الشيخ شمس الدين الافغاني
رحمه الله في المقدمة ما ملخصه: [لقد كان الله سبحانه وتعالى خلق آدم
أبا البشر وزوجه أم البشر وارتضى لهما ولجميع بني آدم هذا الدين
القيم؛ فكانوا يعبدون ربهم وحده لا شريك له. وقد كانوا كلهم أمة
واحدة على ملة واحدة؛ يوحدون ربهم عز وجل ويعبدونه وحده لا شريك له،
بطريقة واحدة أرشدهم إليها بواسطة أنبيائه عليهم السلام، فلم يكونوا
يشركون بعبادة ربهم أحدًا، كما أنهم لم يكونوا يعبدون ربهم بطرق
بدعية. فكانوا كلهم رجالًا ونساءً مسلمين موحدين سنيين، ولم يكن فيهم
مشرك بالله، ولا قبوري، ولا وثني، ولا صنمي، ولا مبتدع في دين الله،
ولا خرافي في شرع الله. فلم يكن يوجد صنم يسجد له، ولا وثن يعبد، ولا
قبر يعكف عليه، ويراقب إليه، ولا شجر يتبرك به، ولا حجر يذبح عنده،
ولا ملك مقرب ينذر له، ولا نبي مرسل يستغاث به، ولا ولي صالح يستعان
به. وقد كان إبليس عليه لعائن الله تترى عدوًّا لدودًا لهم جميعًا،
وكان وضعهم هذا يسيئه؛ لكونه يراهم في طاعة الله يسيرون، وعلى شرع
الله يسلكون، والله وحده يعبدون، وإياه يوحدون؛ فكان يتحين لهم الفرص
لإغوائهم بطرق إبليسية سرية شيطانية مزخرفة؛ فلم يتمكن من ذلك؛ إلى
أن توفي بعض الصالحين الذين لهم مكانة في قلوبهم؛ أمثال ود، وسواع،
ويغوث، ويعوق، ونسر، فحزنوا لفراقهم حزنًا شديدًا. فاحتال عليهم
الشيطان، وسول لهم أمورًا استدرجهم بها إلى أن عكفوا على قبورهم
فعبدوهم. وبهذه الطريقة الشيطانية، ظهرت فرقة قبورية في بني آدم قبل
رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام؛ حيث انحرفوا عن عبادة الله تعالى
وحده، وناقضوا توحيده سبحانه، حتى رسخت الوثنية في قلوبهم، وجعلوا
يعبدون هؤلاء الصالحين بأنواع من العبادات تحت ستار التعظيم والولاية
والمحبة والتوسل والشفاعة. وقد آل بهم الأمر إلى أن صارت أمة التوحيد
أمة وثنية، فأرسل الله تعالى إليهم رسوله نوحًا عليه الصلاة والسلام،
فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، وكان يدعوهم إلى توحيد الله
وعبادته وحده لا شريك له، ونبذ عبادة القبور وأهلها، وترك الاستغاثة
بالصالحين، والاستعانة بهم. فحاربوه وعاندوه، ولم يقبلوا منه، وبقوا
على قبوريتهم ووثنيتهم، إلا نزرًا قليلًا من الموحدين السنيين؛ إلى
أن اجتاحهم الله تعالى بطوفان من عنده، ونجا أهل التوحيد. ثم بعد
فترة من الزمن احتال عليهم إبليس؛ فزين لهم بمكائده ومكره عبادة
القبور وأهلها من الصالحين، إلى أن انتشرت القبورية بسبب عبادتها
وعبادة أصحابها في كثير من الأمم؛ أمثال عاد وثمود ومدين وغيرهم.
وانتشرت القبورية وتطورت، واتخذت صورًا شتى، وآل الأمر إلى عبادة
الأوثان والأصنام والأحجار والأشجار التي لها علاقة بالقبور وأهلها
من الصالحين. حتى وصل الأمر إلى مشركي العرب ... وقد كانوا في الأصل
على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ولكن استدرجهم الشيطان، فزين
لهم عبادة القبور وأهلها، فدخلت فيهم الوثنية من طريق عبادة القبور
وأهلها، فكانوا قبورية وثنية صنمية. ثم أنعم الله تعالى على هذه
الأمة؛ فبعث محمدًا صلى الله عليه وسلم رسولًا إلى الثقيلن، {عَلَى
فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} فهدى الله الناس بنبوة محمد صلى الله عليه
وسلم، وبما جاء به من البينات والهدى: هداية جلت عن وصف الواصفين،
وفاقت معرفة العارفين، وفتح الله به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا،
وقلوبًا غلفًا، وجمعهم على دين الإسلام؛ دين التوحيد، والملة
الإبراهيمية الحنيفة بعد تشتت تام وعداوة كاملة، وانهيار خلقي،
وانحلال ديني وفساد عقدي، وألف به بين قلوبهم، فأصبحوا بنعمته
إخوانًا، وكسرت الأصنام، والأوثان، وطمست التماثيل، وسويت القبور
المشرفة، وأزيل كل ما يعبد من دون الله؛ من قبر وشجر وحجر ونصب وصنم
ووثن، وأبطل، وصار الدين كله لله. وصار الناس مسلمين موحدين يعبدون
الله وحده مخلصين له الدين وانقشعت ظلمات الإشراك بالله، ورفرفت
رايات التوحيد في البلاد * والعرب والعجم من العباد].
ملاحظة: هذا الإصدار
يعتني بالفهرسة ونحوها، لإعداد الكتاب في نسخة الكترونية مميزة.
بيانات النسخ: تشمل ما يلي: |
|