موسوعة فضائل القرآن - الإصدار الأول
الوصف:
برنامج موسوعي يعتني بجمع الكتب في فضائل القرآن، وخصائص سوره
الكريمة. قال الامام الرازي في مقدمة كتابه (فضائل القرآن) بما يصلح
أن يكون وصفاً لمضمون الموسوعة وغايتها ما ملخصه: (فإن هذا كتاب
ألفته فِي فضائل القرآن وتلاوته وخصائص تُلاتِهِ وحملته. وقد سماه
الله بالقرآن، والفرقان، والعظيم، والعزيز، والحكيم، والروح،
والكريم، والنور، والهدى، والتذكرة، والذكرى، والرحمة، والشفاء،
والكتاب المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، والحق اليقين،
والقصص الحق، والموعظة الحسنة، والآيات البينات، والمتبينات،
والبيان، والتبيان، والبينة، وحبل الله، وصراط الله، فِي غيرها من
الأسماء العلية والصفات الجلية. ونوه بذكر حملته من حفظته، ورفع من
شأنهم، فَقَالَ عزَّ من قائل: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا
كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل
عمران: 79] فالرباني أخص نسبة ينسب بِهِ العبد إلى مولاه من بعد
النبوة، ومعناه: كونوا علماء حكماء بتعليمكم الكتاب ودرسكم إيَّاه.
ومن وراء جميع ما ذكرته خص علماءهم بخلة مستخلصة لهم دون غيرهم من
علماء الشريعة، وهي ائتمام الأمة بهم فِي كتابه عَن آخرها عَلَى
اختلاف نحلها ومذاهبها من غير نزاع ولا مخالفة، فأعظم بهن من فضائل
وخصائص وأكرم، وإن لم يحصل المرء المسلم إلَّا عَلَى مجرد حفظه دون
تبطن فِي معناه، أو منازلة لجميع موجبه ومقتضاه، فإن رسول الله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد قَالَ: «لو جعل القرآن فِي إهاب،
ثُمَّ ألقي فِي النار ما احترق» أي: من علمه الله القرآن من المسلمين
وحفظه إياه، لم تحرقه النار يوم القيامة إن ألقي فيها بالذنوب. وعلى
الحفظ والتحفظ كَانَ الصدر الأول ومن بعدهم، فربما قرأ الأكبر منهم
عَلَى الأصغر منه سنا وسابقة، فلم يكن الفقهاء منهم ولا المحدثون
والوعاظ يتخلفون عَن حفظ القرآن والاجتهاد عَلَى استظهاره، ولا
المقربون منهم عَن العلم بما لم يسعهم جهله منه. والله عزَّ وجلَّ
دعا الخلق عَلَى العموم إلى الاعتصام بالقرآن، والإتباع لَهُ وتدبره
والتذكر بِهِ فِي نص التنزيل، فَقَالَ عزَّ من قائل: {وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]،
ومعناه: التمسك بالقرآن والعمل بما فِيهِ، وبيان ذَلِكَ فِي قوله
عَلَيْهِ السَّلَامُ: إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله عزَّ وجلَّ
وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ما استطعتم. فالاعتصام بِهِ ما مضى من
التمسك بالقرآن واتباعه: العمل بما فِيهِ، وتدبره: التفكر فيما أريد
بِهِ، والتذكر: الاتعاظ بما فِيهِ. وورد عَن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم فِي التنبيه عَلَى عظمة القرآن، وفضله عَلَى غيره
من الكلام والكتب، وعلى شرف حملته وحفظته وقراءته، والترغب فِي
تلاوته. فطوبى لمن حفظه واستحكمه، وأحسن تلاوته واتبعه، وتدبره، وعمل
بما فِيهِ، وأخلص النية فِي ذَلِكَ، والويل لمن هجره أو أعرض عَنْهُ،
أو تركه أو نسيه بعدما تعلمه، أو فتر غيره عَنْهُ، أو زهد فِي حفظه
واستبدل بِهِ مزامير الشيطان وآثرها عَلَيْهِ، وأكاذيب الشعراء، وهجر
السفهاء، وتأبين الحرم، ومن كَانَ بِهَا صفة، نعوذ بالله منه ومنها،
فقد حرم حظا عظيما وعرض للفتن، نسأل الله العصمة والتوفيق، وصلواته
عَلَى نبيَّه محمد وآله).
|
|