موسوعة أعلام طرسوس - الإصدار الأول
الوصف:
موسوعة
الكترونية لطيفة الحجم تعتني بجمع مؤلفات منتقاة لبعض أعلام بلدة
طرطوس. قال د. جميل المصري في بحثه الموسوم بـ(طرسوس صفحة من جهاد
المسلمين في الثغور) من منشورات الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
ما ملخصه: فقد سار الفتح الإسلامي وفق خطة راشدة مستنيرة، اتضحت
معالمها على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قائد هذه الأمة، وسار
عليها الخلفاء الراشدون، وخلفاء بني أمية، وبني العباس. هذه الخطة
تهدف إلى تثبيت الدعوة في الداخل، وتبليغها، ومدّها في أقطار الأرض،
وتعتمد المحافظة على شخصية الفرد المسلم ودمه، فلا مجازفة، ولا
امتداد بالفتح، إلا بعد إقامة قواعد ثابتة للمسلمين، تتولّى إقامة
حياة إسلامية، فتنطلق منها الدعوة إلى غيرها. وتبعا لذلك، فقد كانت
بلاد الإسلام كلّها ثغور، وكلّ أهلها مثاغرون. وطَرَسوس من المدن
التي مصّرها المسلمون في العهد العباسي في آسيا الصغرى، وقامت بدور
جهادي بطولي، وهي من مدن آسيا الصغرى، على ساحل البحر الأبيض المتوسط
إلى الشمال الغربي من أنطاكيا. كانت طرسوس كسائر الأمصار الإسلامية
تعج بدور العلم حيث اتخذ بعض العلماء داره الخاصة مكاناً للتعليم،
وقدم إليها عدد من التابعين، واستوطنوها منذ تأسيسها، وحدّثوا فيها،
وشاركوا في الرباط، والجهاد، وسمع عليهم عدد من أهل طرسوس، ورووا
عنهم، ثم تناقلته الأجيال. ورحل إليها عدد من العلماء وطلاب الحديث
من شتى أنحاء العالم الإسلامي لسماع الحديث من مشايخها، أو نقله إلى
طلابها. وانتقل بعض علمائها إلى بغداد، أو دمشق أو غيرهما من أمصار
العالم الإسلامي. وكان الإمام أحمد بن حنبل يخرج ماشياً إلى طرسوس،
وشارك في الرباط والجهاد. من هذا العرض تظهر صلة طرسوس القوية بأمصار
الإسلام، وتتبنّ مظاهر الاحترام والتقدير، الذي حظيت به طرسوس في
قلوب المسلمين، من مختلف طبقاتهم، الحكام والوزراء، والأمراء،
والعلماء، وقادة الجيوش، وأرباب الجهاد، والعامة. فكانت تظهر فيها
عظمة الإسلام والمسلمين، فكان يقال: "من محاسن الإسلام يوم الجمعة
ببغداد، وصلاة التراويح بمكة، ويوم العيد بطرسوس". إذ كانت تظهر في
طرسوس الأبهة الإسلامية بأجلى معانيها، فكانت تسطع فيها الأنوار، في
ليالي العيد، وتتجاوب أصوات المسلمين بالتهليل، والتكبير، وتزدحم
الأنهار بالزوارق المزينة بأبهى الزينات، وتسطع من جوانبها أنوار
القناديل.
|
|