ترجمة القرآن الكريم
الكتاب: ترجمة القرآن الكريم
ترجمة
القرآن الكريم
(1/83) وليس
هنالك رهبة أو وجل في أعمال الشريعة لأن المجتهد فيها مأجور ما خلصت نيته
وأفرغ جهده "أجتهد رأيي ولا آلو ... " فلئن أصاب في اجتهاده أجر مرتين:
أجر الاجتهاد وأجر الإصابة ... وإن أخطأ في اجتهاده نال أجر الاجتهاد ولا
يغرم شيئاً في الخطأ. فعلام المهابة إذاً وإلام الاستكانة يا علماء
المسلمين.
(1/84)
تعريف القرآن:
(1/84) (العربي)
المعجز جزء من ماهية القرآن والكل بدون الجزء مستحيل كما يقول
النيسابورى1.
(1/85) 1- من حيث
أن القرآن مؤلف من النظم العربي والمعنى معاً فمذهب أبي حنيفة ذلك كمذهب
الجمهور.. حتى أن أبا حنيفة يعد كافرا كل من أنكر أن القرآن غير النظم
العربي والمعنى معا.
(1/86) "ومنهم
(أي من العلماء) من اعتقد أنه (أي القرآن) اسم للمعنى دون النظم. وزعم1
الصلاة بغير عذر مع أن قراءة القرآن فيها فرض مقطوع به.
(1/87) خاصة قد
اندفعت عند الجمهور بصورة تهمل فيها ركنية النظم وهو مذهب أولى بالاعتبار
وادعى لبطلان ما ذهب إليه الأحناف ابتداء.
(1/88) وإن كان
عاجزاً وإن كان خارج الصلاة فلا يمتنع عليه القراءة بلسانه لأنه معذور،
وبه حاجة إلى حفظها يجب فعلا وتركا، وإن كان داخل الصلاة فقد جعل الشارع
له بدلا وهو الذكر وكل كلمة من الذكر لا يعجز عن النطق بها من ليس بعربي
فيقولها ويكررها فتجزئ عن الذي يجب عليه قراءته في الصلاة حتى يتعلم،
وعلى هذا فمن دخل في الإسلام أو أراد الدخول فيه فقرئ عليه القرآن فلم
يفهمه فلا بأس أن يعرب له لتعريف أحكامه أو لتقوم عليه الحجة فيدخل
فيه"1.
(1/89) لابد من
أن يكون ذلك قرآناً إذ لا جواز للصلاة بدون قرآن وبالإجماع وحينئذ لايكون
الحد المذكور متناولاً له
(1/90)
ترجمة معاني
القرآن:
(1/90) أحكامهم
على القرآن من خلالها.
(1/91) ومن ناحية
أخرى ذهب الأكثرون إلى القول بجواز بل بضرورة ترجمة القرآن لنقل روح
وأهداف القرآن - ما أمكن - لمن لا يحسنون أو لا يعرفون اللغة العربية.
(1/92) تتلى على
العرب وهم لا يعرفون العبرانية فقضية ذلك الإذن بالتعبير عنها بالعربية
ثم ذكر فيه ثلاثة أحاديث:
(1/93) وانتشر
قامت التراجم ببيانه وتفهيمه، كما نرى الحال ونشاهدها من نيابة التراجم
في كل أمة من أمم العجم
(1/94) فاعلها.
وعلى أي فإن العمل ينتقل من حكم العادة إلى درجات العبادة بنية ودوافع
صاحبه فالترجمة التي قصد بها وجه الله وخدمة الإسلام والمسلمين هي التي
من قبيل السنة الحسنة.. فالترجمة كغيرها من الأفعال تحمد وتذم وفقا لجهد
وصدق أو سوء نية صاحبها.
(1/95) القرآن.
ولنفس السبب سمى الشيخ أبو بكر غومي ترجمته للقرآن إلى لغة الهوسا: معاني
للقرآن بلغة هوسا.
(1/96) وسهولة
ذلك عليهم، لأن سورة واحدة وآيات يسيرة كان أنقص لقوله وأفسد لأمره وأبلغ
في تكذيبه وأسرع في تفريق أصحابه من بذل النفوس والخروج من الأوطان
وإنفاق الأموال، وهذا من جليل التدبير الذي لا يخفى على من هو دون قريش
والعرب في الرأي والعقل بطبقات ولهم القصيدة العجيب والرجز الفاخر والخطب
الطوال البليغة والقصار الموجزة ولهم الأسجاع والمزدوج واللفظ المنثور ثم
يتحدى به أقصاهم بعد أن ظهر عجز أدناهم فمحال أكرمك الله أن يجتمع هؤلاء
كلهم على الغلط في الأمر الظاهر والخطأ المكشوف البين مع التقريع بالنقص
والتوقيف على العجز وهم أشد الخلق أنفة وأكثرهم مفاخرة والكلام سيد عملهم
وقد احتاجوا إليه والحاجة تبعث على الحيلة في الأمر الغامض فكيف بالظاهر
الجليل المنفعة وكما أنه محال أن يطيقوه ثلاثاً وعشرين سنة على الغلط في
الأمر الجليل المنفعة فكذلك محال أن يتركوه وهم يعرفونه ويجدون السبيل
إليه وهم يبذلون أكثر منه1.
(1/97) إلى أعلى
درجاته، وقد توجد هذه الفضائل الثلاث على التفرق في أنواع الكلام فإما أن
توجد مجموعة في نوع واحد منه فلم توجد إلا في كلام العليم القدير.
(1/98) المقتطفات
أعلاه تؤكد أن هناك أكثر من وجه واحد للإعجاز القرآني، وإن كان ذلك لا
يمنع من أن يكون الإعجاز اللفظي مشتركاً في تصوير أي معنى أو جانباً عن
معانيه السامية والمقصودة أصلاً بالتصديق والاتباع.
(1/99) ما فعله
ويفعله المسلمون الخلص كل يوم وبلغ به الأعاجم مكانة في اللغة بزوا فيها
العرب وما كانوا ليبلغوها لولا هذا الحافز الديني.
(1/100) مجمل من
الأدلة وبين أصول الأدلة في الإتيان بها فأصل التبليغ بيان لحكم الشريعة
وبيان المبلغ مثله بعد التبليغ.
(1/101) تترجم
رسالته (معانيه) بلغة معبرة ومفهومة لقوم كالغربيين لا يعرفون العربية
البتة وكمعظم المسلمين غير العرب الذين لا تسعفهم حصيلتهم من العربية إلى
أن يجدوا سبيلهم إلى القرآن دون مساعدة1.
(1/102) خاتمة
(1/103)
|
|