كيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم
الكتاب: كيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم
بسم الله
الرحمن الرحيم
(1/3) علينا أن
ننهجها إذا أردنا أن نفسر القران الكريم بالطريقة الصحيحة التي يرضاها
ربنا تبارك وتعالى، والتي شرعها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم
اتبعها من بعده خير هذه الأمة: صحابته، ثم التابعون لها بإحسان رضي الله
عنهم أجمعين.
(1/4)
سؤال 1: عن
صحة حديث: "خذ من القران ما شئت لما شئت"
(1/5) جميعاً
على علو الهمة، وعلى عزة النفس، فقال عليه الصلاة والسلام: "اليدُ العليا
خير من اليد السفلى، فاليد العليا هي المنفقة، واليد السفلى هي السائلة"
1.
(1/6) يتنحنح
ليثبت وجوده للحاضرين، فالتفت بعس الناس، فوجدوه قد تحول كأنه عظم من
الجوع والعطش، فأخذوه وأغاثوه.
(1/7) سؤال 2:
استفسار عن رأي الشيخ في تمسك القراَنيين بقول القرآنيين بقول الله
تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}
(1/7) الجواب:
أما قوله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} ] الأنعام:
38، فهذه الآية إنما تعني الكتاب هُنا: اللوح المحفوظ، ولا تعني: القران
الكريم.
(1/8) يحتاج إلى
الرجوع إلى قاعدة من تلك القواعد.
(1/9) لأنه
مُسكر فهو حرام.
(1/10)
سؤال 3: عن
مدى صحة قول من يقول: إذا عارض الحديث اية من القران فهو مردود
(1/11) هؤلاء
الصحابة الثلاثة رضي الله عنهم في الصحيحين.
(1/12) ينوحوا
عليه، وألا يأتوا بالمنكرات التي تُفعل خاصة في هذا الزمان، فإنه لا
يُعذب وإذا لم يُوص لم ينصح عُذب.
(1/13) سمع بكاء
أهله عليه، أسف وحزن لحزنهم هم عليه.
(1/14) بعض
الأحاديث، إما كقاعدة لكل ميت، أو لبعض الأموات، حيث أسمعهم الله عزوجل
بعض الشيء الذي يتألمون به.
(1/15) يحتاج إلى
نص، وهو مفقود. هذا أولاً.
(1/16) هو صريح
القران {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ
أَمْثَالُكُمْ} ] الأعراف:194 [، و {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا
دُعَاءَكُمْ} ] فاطر:14 [إلى آخر الآية.
(1/17)
سؤال 4: عن
حكم فتح المسجلة على القران والانشغال عن سماعه
(1/17) أما إذا
كان المجلس ليس مجلس علم ولا ذكر ولا تلاوة قران، وإنما مجلس عادي، كأن
يكون إنسان يعمل في البيت، أو يدرس أو يطالع، ففق هذه الحالة لا يجوز فتح
آلة التسجيل، ورفع صوت التلاوة بحيث يصل إلى الآخرين الذين هم ليسوا
مكلفين بالسماع، لأنهم لم يجلسوا له، والمسؤول هو الذي رفع صوت المسجلة
وأسمع صوتها للآخرين، لأنه يُحرجُ على الناس، ويحملهم على أن يسمعوا
للقران في حالة هم ليسوا مستعدين لهاالاستماع.
(1/18) في بعض
الأحاديث"12"1، ثم هم يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً في أسلوب آخر غير
أسلوب اليهود والنصارى الذين قال الله عزوجل في حقهم في هذه الآية
{اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} ] التوبة9.
(1/19) سؤال 5:
عن معنى قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ
الْمَاكِرِينَ}
(1/19) والسلام:
"الحرب خدعة" 1، فالذي يقالُ في الخدعة يُقال في المكر تماماً، فمخادعة
المسلم لأخيه المسلم حرام، لكن مخادعة المسلم للكافر عدو الله وعدو رسوله
هذا ليس حراماً، بل هو واجب، كذلك مكر المسلم بالكافر الذي يريد المكر به
–بحيث يبطل هذا المسلم مكر الكافر - هذا مكر حسن، وهذا إنسان وذاك إنسان.
(1/20) إلى الله
تبارك وتعالى.
(1/21) سؤال6: عن
معنى قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ
يُقْبَلَ مِنْهُ} ومن هم الصابئون؟
(1/21) الصابئة
فهؤلاء مَنْ كان منهم متمسكاً بدينه في زمانه، فهو من المؤمنين {فَلَا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} .
(1/22) تبلغهم
دعوة الإسلام الحق – على قسمين:
(1/23) سؤال7: عن
اية: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي
آذَانِهِمْ وَقْرًا} ومن هم الصابئون؟
(1/23) إرادة
شرعية، وإرادة كونية.
(1/24) يشمل
الخير والشر، ولكن ما يتعلق منه بنا نحن الثقلين –الإنس والجن المكلفين
المأمورين من الله عزوجل - أن ننظر فيما نقوم نحن به، إما أن يكون بمحض
إرادتنا واختيارنا، وإما أن يكون رغماً عنا، وهذا القسم الثاني لا يتعلق
به طاعة ولا معصية، ولا يكون عاقبة ذلك جنة ولا ناراً، وإنما القسم الأول
هو الذي عليه تدور الأحكام الشرعية، وعلى ذلك يكون جزاء الإنسان الجنة أو
النار، أي: ما يفعله الإنسان بإرادته، ويسعى إليه بكسبه واختياره هو الذي
يحاسب عليه، إنْ كان خيراً فخير، وإن كان شراً فشر.
(1/25) حينما
يفعل أي شيء، مما يدخل في اختياره، فهو مختار في ذلك غير مضطر إطلاقاً،
وأنا شئتُ أنْ أتكلم الآن، فليس هناك أحد يجبرني على ذلك بطبيعة الحال،
ولكنه مقدر، ومعنى كلامي هذا مع كونه مقدراً، أي أنه مقدر مع اختياري
لهذا الذي أقوله وأتكلم به، ولكن باستطاعتي أن أصمت لأبين لمن كان في شك
مما أقول أني مختار في هذا الكلام.
(1/26) الله على
قلبه أكنه.
(1/27) وفي كفره
وجحوده، فيصل الران، إلى هذه الأكنة التي يجعلها الله عزوجل على قلوبهم؟
لا بفرض من الله واضطرار من الله لهم، وإنما بسبب كسبهم واختيارهم، فهذا
هو الجعل الكوني الذي يكسبه هؤلاء الكفار، فيصلون إلى هذه النقطة التي
يتوهم الجُهال أنها فُرضت عليهم، والحقيقة أن ذلك لم يُفرض عليهم وإنما
ذلك بما كسبت أيديهم، وأن الله ليس بظلامٍ للعبيد.
(1/28)
سؤال8: عن
حكم تقبيل المصحف
(1/28) وكذلك
أتباعهم وكذلك أتباع التابعين من بعدهم؟ لا شك أن الجواب سيكون كمال قال
علماء السلف: لو كان خيراُ لسبقونا إليه.
(1/29) الصحيح
"الحجر الأسود من الجنة"1؟! فهل قبله بفلسفة صادرة منه، ليقول كما قال
القائل بالنسبة لمسألة السائل: إن هذا كلام الله ونحن نقبله؟! هل يقول
عمر: هذا حجر أثر من آثار الجنة التي وُعد المتقون فأنا أُقبله، ولست
بحاجة إلى نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبين لي مشروعية تقبيله؟!
أم يعاملُ هذه المسألة الجزئية كما يريد أن يقول بعض الناس اليوم بالمنطق
الذي نحن ندعو إليه، ونسميه بالمنطق السلفي، وهو الإخلاص في اتباع الرسول
عليه الصلاة والسلام، ومن استن بسنته إلى يوم القيامة؟ هكذا كان موقف
عمر، فيقول: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبلك لما
قبلتك.
(1/30) فليس عند
المسلمين اليوم هذا الفقه في الدين إطلاقاً.
(1/31) فأقول: لا
سبيل إلى التقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بما شرع الله، ولكني أريد أن
أُذكر بشيء وهو – في اعتقادي – مهم جدا لتأسيس ودعم هذه القاعدة "كل بدعة
ضلالة"، لا مجال لاستحسان عقلي بتاتاً.
(1/32) ونحو ذلك،
ولكنهم يعتقدون أنهم يعظمون ربنا بهذا القيام! من أين جاء هذا القيام؟!
جاء طبعاً من حديث موضوع لا أصل له وهو "إذا سمعتم الأذان فقوموا"1.
(1/33) وقد
أمرتكم به" 1، وهذا الشيء الذي أنت تعمله، هل تتقرب به إلى الله؟ وإذا
كان الجواب: نعم. فهات النص عن الرسول عليه الصلاة والسلام. الجواب: ليس
هناك نص. إذا هذه بدعة، ولكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
(1/34) سؤال 9:
كيف يجب علينا أن نفسر القران الكريم؟
(1/35) وأفعال
وتقريرات رسول الله صلى الله عليه وسلم – ثم بعد ذلك بتفسير أهل العلم،
وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي مقدمتهم: عبد الله
ابن مسعود رضي الله عنه، وذلك لقد صُحبته للنبي صلى الله عليه وسلم من
جهة، ولعنايته بسؤاله عن القران وفهمه وتفسيره من جهة أخرى، ثم عبد الله
بن عباس رضي الله عنهما فقد قال ابن مسعود فيه "إنه تُرجمان القران"، ثم
أي صحابي من بعدهم ثبت عنه تفسير آية – ولك يكن هناك خلاف بين الصحابة –
نتقلى حين ذلك التفسير بالرضا والتسليم والقبول، وإن لم يوجد وجب علينا
أن نأخذ من التابعين الذين عُنوا بتلقي التفسير من أصحاب رسول الله عليه
الصلاة والسلام كسعيد بن جبير، وطاووس ونحوهم ممن اشتهروا بتلقي تفسير
القران عن بعض أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، وبخاصة ابن عباس كما
ذكرنا.
(1/36) ويمكن أن
نذكر مثالُ لذلك: قوله تبارك وتعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ
الْقُرْآنِ} ] المزمل:20 [، فسرته بعض المذاهب بالتلاوة نفسها، أي:
الواجب من القران في الصلوات إنما هو آية طويلة أو ثلاث آيات قصيرة!
قالوا هذا مع ورود الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا
صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" 1، وفي الحديث الاخر "من صلى صلاة لم
يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، فهي خِداج، هي خِداج، هي خِداج غيرُ تَمام" 2.
(1/37) هذه الاية
بمناسبة قوله تبارك وتعالى {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ
أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ
الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} إلى أن
قال: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} ] المزمل:20 [، أي:
فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل بخاصة، وإنما يسر الله عزوجل للمسلمين
أن يصلوا ما تيسر لهم من صلاة الليل، فلا يجب عليهم أن يُصلوا ما كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي – كما تعلمون – إحدى عشرة ركعة.
(1/38) ولذلك،
فهذه الاية بعد أن ظهر تفسيرها من علماء التفسير دون خلاف بين سلفهم
وخلفهم، لم يجُزْ رد الحديث الأول والثاني بدعوى أنه حديث آحاد، ولا يجوز
تفسير القران بحديث الآحاد! لأن الاية المذكورة فسرت بأقوال العلماء
العارفين بلغة القران، هذا أولاً، ولأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا
يخالف القران، بل يفسره ويوضحه، كما ذكرنا في مطلع هذه الكلمة، وهذا
ثانياً، فكيف والاية ليس لها علاقة بموضوع ما يجب أن يقرأه المسلم في
الصلاة، سواءً كانت فريضة أو نافلة؟!
(1/39) التي جاءت
عن النبي صلى الله عليه وسلم مروية في كتب السنة أولاُ، ثم بالأسانيد
الصحيحة ثانياً وولا نشك ولا نرتاب فيها بفلسفة الأحاديث التي نسمعها في
هذا العصر الحاضر، وهي التي تقول: لا نعبأ بأحاديث الآحاد مادامت لم
ترِدْ في الأحكام، وإنما هي في العقائد، والعقائد لا تقوم على أحاديث
الآحاد.
(1/40)
|
|