اتباع السنن واجتناب البدع
الكتاب: اتباع السنن واجتناب البدع بسم الله
الرحمن الرحيم
(1/19) رسول الله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موعظة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها
القلوب، قلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: (أوصيكم بتقوى
الله والسمع والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى
اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا
بها وعضوا عليها بالنواخذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة،
وكل بدعة ضلالة) .
(1/20) عن عائشة
رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (من
أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد) .
(1/21) بيده
لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في
النار، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: الجماعة) .
(1/22) وخطاً عن
شماله، وقال: (هذا سبل الشيطان) ثم وضع يده على الخط الأوسط، ثم تلا هذه
الآية: (وَأن هَذَا صِرَاطِي مُسَتقِيمَاً فَاتَبِعُوه وَلا تَتَبِعُوا
السُبلَ فَتُفرِقُ بِكُم عَن سَبِيلِه ذَلكُم وصَاكُم بِه لعَلكُم
تَتَقُون) .
(1/23) عن ابن
عباس قال: ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة،
حتى تحيا البدع وتموت السنن.
(1/24) السلمي
ومعضد في أناس من أصحابها اتخذوا مسجداً يسبحون فيه بين المغرب والعشاء
كذا ويحمدون كذا، فأخبر بذلك عبد الله بن مسعود فقال للذي أخبره: إذا
جلسوا فأتني، فلما
(1/25) جلسوا
أتاه فجاء عبد الله عليه برنسه، حتى دخل عليهم فكشف البرنس عن رأسه ثم
قال: أنا ابن أم عبدٍ، والله لقد جئتم ببدعة ظلماً، أو قد فضلتم أصحاب
محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علماً، فقال معضد: - وكان رجلاً
مفوهاً - والله ما جئنا ببدعةٍ ظلماً، ولا فضلنا أصحاب محمدٍ علماً. فقال
عبد الله: لئن اتبعتم القوم لقد سبقوكم سبقاً مبيناً، ولئن جزتم يميناً
أو شمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً.
(1/26) عن خلف بن
حوشب أن جوّاباً التيمي كان يرتعد عند الذكر فقال له إبراهيم النخعي: إن
كنت تملكه فلا أبالي أن لا أعتد بك، وإن كنت لا تملكه فقد خالفت من هو
خير منك.
(1/27) كنت أراه
من هؤلاء القفازين ولو كان منهم لأمرت به وأخرجته من المسجد إنما ذكرهم
الله تعالى فقال: تفيض أعينهم وتقشعر جلودهم.
(1/28) قال حسن
الجردي قال: سمعت الشافعي محمد بن إدريس يقول: تركت بالعراق شيئاً يقال
له التغبير، أحدثته الزنادقة، يصدون الناس به عن القرآن.
(1/29) الملاهي
ويقول: هي لي حلال، أني قد وصلت إلى درجة لا تؤثر في اختلاف الأحوال،
فقال: نعم قد وصل لعمري ولكن إلى سقر.
(1/30) الجوعي في
المنام بعد وفاته فقلت له: ما فعل الله بك فقال: وبخني وأقامني ثم غفر
لي، فقلت: بماذا؟ قال: تفعل وتسمع، وتتواجد، وتقيسني بليلى وسلمى.
(1/31) هَذا
شِعارُ الصَالِحين ومن مَضَى ... مِن سَادةِ الزُهاَدِ والعُلمَاءِ
(1/32) عبد
الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي من لفظه قال: أنشدني أبو العباس
أحمد بن الجاجة - بذلك كان يعرف - وكان رجلاً صالحاً إن شاء الله لنفسه:
(1/33) قَالُوا
بَلا سَبَبِ اللهُ رَازقُنَا ... واللهُ راَزِقُنَا بِالَسعِي والسَببِ
(1/34) ونَظَرةً
تَركَت داودَ ذا حَرَق ... عَلى خَطيئَتِه باكٍ أخا كُرَبِ
(1/35) المردان،
حتى إن بعضهم ليرى ذلك أفضل من الصلاة وقراءة القرآن، فنعوذ بالله من
الخذلان، ونستعينه على أداء الشكر وكثرة الذكر في جميع الأحيان، ونسأله
بكرمه أن لا يجعل للشيطان علينا سلطاناً، وقد قال تعالى: (فَمَن يُرِد
اللهُ فِتنَتهُ فَلَن تَمِلكَ لَهُ مِن اللهِ شَيئَاً، أولئك الذينَ لَم
يُرِدِ اللهُ أن يُطَهّرَ قلوبَهُم) .
(1/36)
باب ذكر فتنة
النساء
(1/37) وفي رواية
أبي خالد: (ما تركت على أمتي بعدي فتنةً) . هذا حديث صحيح أخرجه البخاري
ومسلم.
(1/38) فإن أول
فتنة بني إسرائيل كانت من النساء) .
(1/39)
باب تعظيم مس
امرأة غير محرم
(1/40) عن معقل
بن يسار قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لأن يطعن
في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن تمسه امرأة لا تحل له) .
(1/41) باب في
تحريم الدخول على النساء
(1/42) رواه
البخاري ومسلم.
(1/43) رجل
بامرأة إلا ومعها ذو محرم) فقال رجل يا رسول الله: إن امرأتي خرجت حاجة،
وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا. قال: (فانقلب فحج مع امرأتك) .
(1/44) بالجابية
فقال: يا أيها الناس قام فينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مقامي فيكم فقال: (أحسنوا إلى أصحابي، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم،
ثم يفشو الكذب، حتى يشهد الرجل على الشهادة لا يسألها، ويحلف على اليمين
لا يسألها، فمن أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع
الواحد، وهو مع الاثنين أبعد، ولا يخلون أحد بامرأة فإن الشيطان ثالثهما،
من سرته حسنته، وساءته سيئته فهو مؤمن) .
(1/45) عن عبادة
بن الصامت أنه قال: ألا تروني لا أقوم رفداً ولا آكل إلا ما لوّق لي؟.
قال يحيى: يعني ليّن وسخن وقد مات صاحبي منذ زمان، قال يحيى يعني: ذكره،
ولا يسرني أني خلوت بامرأة لا تحل لي، وإن لي ما تطلع عليه الشمس مخافة
أن ياتي الشيطان فيحركه، إنه لا سمع له ولا بصر.
(1/46)
باب الأمر
بغض البصر
(1/47) عن عبد
الله بن عباس قال: كان الفضل بن عباس رديف رسول الله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه فجعل الفضل ينظر إليها،
وتنظر إليه فجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصرف وجه
الفضل إلى الشق الآخر، فقالت يا رسول الله: إن فريضة الله على عباده في
الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً، لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟
قال: (نعم) . وذلك في حجة الوداع.
(1/48) بعرفة وهو
مردف أسامة بن زيد فقال: (هذا الموقف، وكل عرفة موقف) ثم دفع يسير العنق،
وجعل الناس يسيرون يميناً وشمالاً، وهو يلتفت ويقول: (السكينة السكنية
أيها الناس!) حتى
(1/49) جاء محسر،
فقرع راحلته فخبت حتى خرج ثم عاد لسيره الأول حتى رمى الجمرة ثم جاؤ
المنحر فقال: (هذا المنحر، وكل منى منحر) ثم جاءته امرأة شابة من خثعم
فقالت: إن أبي كبير وقد أفند، وأدركته فريضة الله في الحج، فلا يستطيع
أداءها، فيجزي عنه أن أأديها؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: (نعم) وجعل يصرف وجه الفضل بن عباس عنها، ثم أتاه رجل فقال:
إني رميت الجمرة وأفضت ولبست ولم أحلق. قال: (لا حرج فاحلق) . ثم أتاه
رجل فقال: إني رميت وحلقت ونسيت ولم أنحر. قال: (لا حرج فانحر) . ثم أفاض
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا بسجل من ماء زمزم فشرب
منه، وتوضأ، ثم قال: (انزعوا يا بني عبد المطلب، فلولا أن تغلبوا لنزعت)
.
(1/50) عن ابن
بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا
تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة) .
(1/51)
باب ذكر أن
زنا العينين النظر
(1/52)
باب في
كراهية النظر إلى الأحداث
(1/53) رجل إلى
أبي عبد الله بن محمد بن حنبل ومعه غلام حسن الوجه، فقال له: من هذا؟
فقال: ابني. فقال أحمد: لا تجيء به معك مرة أخرى، فلما قام قيل له: أيد
الله الشيخ إنه رجل مستور وابنه أفضل منه. فقال أحمد: الذي قصدنا إليه من
هذا الباب ليس يمنع من سترهما، على هذا رأينا أشياخنا وبه أخبرونا عن
أسلافهم.
(1/54) الطباع،
ما أكثر الخطر، ما أكثر الغلط!!.
(1/55) أفضل صوفي
رأيته بالرملة، قال: حدثني أبي قال: كان أبو الأسود محمد بن رضوان من
بقايا الصوفية المتقدمين، وكان من أحسن الناس كلاماً، وأحضرهم جواباً،
فنظر يوماً إلى رجل في مسجد بصور يقرىء غلاماً جميلاً وهو يضحك إليه،
فقام إليه مبادراً وجلس إلى جانبه فقال له: يا أخي أما سمعت الله تعالى
يقول: (ألم يأنِ لِلذين آمنُوا أن تخشَع قُلوبُهم لِذكرِ اللهِ وما
نَزَلَ
(1/56) مِن
الحَقِِّ) قال: بلى، أفما سمعته تعالى ذكره يحذر من فعل قوم اغتروا
بحمله، وأنسوا إلى كرمه فقال: (ولا يكُونُوا كالذِين أوتُوا الكِتابِ مِن
قبل فَطال عليهم الأمد فَقَسَت قُلوبُهم وكثير مِنهُم فاسِقُون) . قال:
بلى، قال: فما بالك لا تخشع عند قوله، ولا ترجع عند تحذيره، وما نزل من
كتابه، إني رأيتك مغرقاً في الضحك إلى هذا الذي يقرأ عليك، كأنك لا تسأل
عن ضحكك، ولا توقف على فعلك. وبالله الذي لا يحلف المؤمنون بمثله، لئن
أخذك على ريب يكرهه ليجعلنك عبرةً للعاقل، ومثلةً للجاهل فنكس الرجل
رأسه، وأقبل يبكي فقام وتركه.
(1/57)
باب ما كره
من الغناء
(1/58) عن ابن
عباس قال: نزلت هذه الآية في الغناء (ومِن النَاسِ مَن يشتري لهُوَ
الحَديثِ ليضُل عن سَبيلِ اللهِ) . قال: هو الغناء.
(1/59) عن هذه
الآية: (ومِن الناسِ مَن يشتري لهُوَ الحَديثِ ليضُل عن سَبيلِ اللهِ)
قال عبد الله: هو - والذي لا إله غيره -: الغناء.
(1/60) عمرو بن
قرة قال با رسول الله: قد كتبت علي الشقوة فلا أراني أرزق إلا من دفي
بكفي أفتأذن لي في الغناء من غير فاحشة؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا إذن لك، ولا كرامة ولا نعمة عين كذبت - أي عدو
الله - لقد رزقك الله حلالاً طيباً فاخترت ما حرم الله من رزقه مكان ما
أحل الله عز وجل من حلاله ولو كنت تقدمت إليك لفعلت بك وفعلت قم عني، وتب
إلى الله أما إنك إن فعلت بعد التقدمة شيئاً ضربتك ضرباً وجيعاً، وحلقت
رأسك مثلةً، ونفيتك من اهلك، وأحللت سلبك نهبةً لفتيان أهل المدينة) .
فقام عمرو، وبه من الخزي والشر ما لا
(1/61) يعلمه إلا
الله، فلما ولى قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هؤلاء
العصاة من مات منهم بغير توبة حشره الله عز وجل يوم القيامة كما كان في
الدنيا مخنثاً عرياناً لا يستتر من الناس بهدبة كلما قام صرع) .
(1/62) عن أبي
عامر أو أبي مالك الأشعري أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يقول: (ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير، والخمر،
والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علمٍ تروح عليهم سارحة لهم فيأتيهم رجل
لحاجته، فيقولون له: ارجع إلينا غداً، فيبيتهم الله عز وجل فيضع العلم
عليهم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة) .
(1/63) عن عبد
الله بن مسعود أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
(الغناء ينبت النفاق في القلب) .
(1/64) أنس عن ما
يترخص فيه أهل المدينة من الغناء. قال مالك: إنما يفعله عندنا الفساق.
(1/65)
باب ما كره
من المزمار والطبل
(1/66) وطعامك:
ما لم يذكر اسم الله عليه. وشرابك: كل مسكرٍ،
(1/67) وصدقك:
الكذب وبيتك: الحمام، ومصائدك: النساء، ومؤذنك: المزمار ومسجدك: الأسواق.
(1/68) زامر،
فوضع أصبعيه في أذنيه، وعدل عن الطريق ثم قال: هكذا رأيت رسول الله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعل.
(1/69) ورواه
سليمان بن موسى عن نافع بنحوه.
(1/70) عن عكرمة
عن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (بعثت بهدم
المزمار والطبل) .
(1/71) رسول الله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (جئت بكسر المزامير، وأقسم ربي: لا
يشرب عبد في الدنيا خمراً إلا سقاه الله يوم القيامة حميماً معذباً بعد،
أو مغفوراً له) ، ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(كسب المغنية والمغني حرام وكسب الزانية سحت، وحق على الله أن لا يدخل
الجنة بدناً نبت من السحت) .
(1/72) ويتصدقون
ويصلون) ، قالوا: فما بالهم يا رسول الله؟! قال: (اتخذوا المعازف
والقينات والدفوف، وشربوا هذه الأشربة، فباتوا على شرابهم ولهوهم،
فأصبحوا قد مسخوا) .
(1/73)
باب ما كره
من الرقص ونحوه
(1/74) من ددٍ
ولا ددُ مني) .
(1/75) كَلا ومن
نظَر الأشياءَ مُقتدِراً ... إلا الصّيَامَ وحجَ البيتِ ذي الحَرمِ
(1/76)
|
|