الاعتصام بالكتاب والسنة أصل السعادة في الدنيا والآخرة ونجاة من مضلات الفتن
الكتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة أصل السعادة في الدنيا والآخرة ونجاة من
مضلات الفتن رسائل
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
(/) بسم الله
الرحمن الرحيم
(1/3) ولا تتشعب
معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأتقياء، ولا يخلق على كثرة
الرَّدِّ، ولا تنقضي عجائبه، من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم
به عدل، ومن عمل به أُجر، ومن دعاء إليه هدي إلى صراط مستقيم (1).
(1/4) الاعتصام
بالكتاب والسنة
(1/5) وروي عن
جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال: ((كنا مع رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - بالجحفة، فخرج علينا فقال: ((أليس تشهدون أن لا إله إلا الله،
وأني رسول الله، وأن القرآن من عند الله؟)) قلنا: نعم، قال: ((فأبشروا،
فإن هذا القرآن طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم فتمسكوا به، ولن تهلكوا
بعده أبداً)) (1).
(1/6) من السلف:
أي إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أمر من الله -
عز وجل - بأن كل شيء تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه أن يرد
التنازع في ذلك إلى الكتاب والسنة، كما قال تعالى (1): {وَمَا
اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى الله} (2).
(1/7) وقال - عز
وجل -: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا
شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا
قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (1).
(1/8) وقال
تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (1).
(1/9) الأصلية
(1).
(1/10) الرأي إلا
وفي قلبه دغل)) (1).
(1/11) ولزمه اسم
الفسق، ولقد عافاهم الله - عز وجل - من ذلك)) (1)، فينبغي للعبد أن يعتصم
بالكتاب والسنة ثم بالإجماع، ثم بأقوال الصحابة - رضي الله عنهم -. والله
الموفق والهادي إلى سواء السبيل (2).
(1/12) قال:
فتستخلف عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله - عز وجل -، وإنه عالم
بالفرائض، قال عمر: أما إن نبيكم - صلى الله عليه وسلم - قد قال: ((إن
الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين)) (1).
(1/13) النُّورِ
بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (1).
(1/14)
ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (1).
(1/15) سابعاً:
القرآن الكريم يأمر بالاجتماع على الحق وينهى عن الاختلاف:
(1/16) المؤمنين
فيما أجمعوا عليه، فإنا نجازيه على ذلك (1).
(1/17) عليه -
صلى الله عليه وسلم - في صلح الحديبية حينما اشتدَّ عليهم الكرب بمنعهم
من العمرة، وما رأوا من غضاضةٍ على المسلمين في الظاهر، ولكنهم امتثلوا
أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان ذلك فتحاً قريباً، وخلاصة ذلك
أن سُهَيل بن عمرو قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - حينما كتب: بسم الله
الرحمن الرحيم: اكتب باسمك اللهم، فوافق معه النبي - صلى الله عليه وسلم
- على ذلك، ولم يوافق سهيل على كَتْبِ محمد رسول الله، فتنازل النبي -
صلى الله عليه وسلم - وأمر أن يكتب محمد بن عبد الله، ومنع سهيل في الصلح
أن تكون العمرة في هذا العام، وإنما في العام المقبل، وفي الصلح أن من
أسلم من المشركين يردّه المسلمون، ومن جاء من المسلمين إلى المشركين لا
يُردُّ، وأوّل من نُفّذ عليه الشرط أبو جندل بن سهيل بن عمرو، فردّه
النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد محاورة عظيمة، وحينئذٍ غضب الصحابة
لذلك حتى قال عمر - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ألستَ
نبيَّ الله حقّاً؟ قال: ((بلى))، قال: ألسنا على الحق وعدوّنا على
الباطل؟ قال: ((بلى))، قال: فلمَ نُعطي الدَّنِيَّةَ في ديننا إذاً؟ قال:
((إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري))، قال عمر: فعملت لذلك أعمالاً،
فلما فرغ الكتاب أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس أن ينحروا
ويحلقوا فلم يفعلوا، فدخل على أم سلمة رضي الله عنها، فشكا ذلك، فقالت:
انحر واحلق، فخرج فنحر، وحلق، فنحر الناس وحلقوا حتى كاد يقتل بعضهم
بعضاً (1).
(1/18) الإسلام
قبل ذلك أو أكثر، ثم دخل الناس في دين الله أفواجاً بعد الفتح في السنة
الثامنة.
(1/19) حتى تلقوا
ربكم))، سمعته من نبيكم - صلى الله عليه وسلم - (1).
(1/20) يَجِدُواْ
فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}
(1).
(1/21) وعن أبي
هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كلّ
أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى)) قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال:
((من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)) (1).
(1/22) وافترقت
النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة،
كلها في النار إلا واحدة))، قيل: من هم يا رسول الله، قال: ((ما أنا عليه
وأصحابي))، وفي لفظ: ((الجماعة)) (1) أي: هم من كان على مثل ما أنا عليه
وأصحابي.
(1/23) المسلمين
وإمامهم)).
(1/24) يضرّهم من
خذلهم أو من خالفهم حتى تقوم الساعة؛ لحديث معاوية - رضي الله عنه -،
قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا تزال طائفةٌ من
أمتي قائمةً بأمر الله، لا يضرّهم من خذلهم، أو خالفهم حتى يأتي أمر
الله، وهم ظاهرون على الناس)) (1).
(1/25)
|
|