الاهتمام بالسنة النبوية بلغة الهوسا
الكتاب: الاهتمام بالسنة النبوية بلغة الهوسا
مقدمة
(1/1)
الإسلاميّة، فاستمرّوا على ما يُشبِه جاهليَّتَهم، مع تَأْدِيتِهم بعضَ
شعائر الإسلام كالصّلاة والصّوم، ولكن ذلك لم يمنعهم من التّعلق بغير
الله، والذّبح للجنّ والأشجار، وإتيان الكَهنة والسَّحرة، والتّطيّر،
وإدمانِ الخمر، وتبرّج النّساء، وغير ذلك، ومما زاد الطِّينَ بِلّةً أنّ
أكثر السّلاطين الذين ادّعوا الإسلام لَم يؤمنوا به حقّ الإيمان، وإنما
أرادوا استغلالَه لمصالحهم؛ لَمّا رأوا إقبالَ النّاس على ذلك الدين
الجديد. وكان العلماء أيضاً في أول العهد قلّة، ولم يكن لدى التّجار
الذين هم سببُ انتشار الإسلام الكَفَاءةُ العِلمِيَّة الّتي تُؤَهِّلُهم
لشرح المعاني الدّقيقة والقواعد الأساسية للإسلام، ويُضاف إلى ذلك كثرةُ
ترحال التّجار وعدم استقرارهم في محل واحد؛ مما جعل إمكانية التّعليم
الجاد المستمرّ أمراً عسيراً، لكن الأمر تحسّن مع مرور الوقت، لما بدأ
العلماء يَفدون إلى هذه البلاد من المغرب العربي ومصر، ولعلّ من أشهر من
وفد إليها من العُلماء الإمام السّيوطي -رحمه الله- (ت911هـ) ، والشّيخ
محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني (ت919هـ) . فانكبّ جمعٌ من النّاس
على طلب العلم، ونشأ العديدُ من المدارس والمراكز العِلمِيَّة.
(1/2) عالماً
تقياً، رَحل إلى الحرمَيْن وأقام فيهما بِضع عشرة حِجَّة، ومنهم الشّيخ
محمّد بن الرّاجي، أخذ (صحيح البخاري) وكتبَ السُّنَّة عن علماء الحجاز،
وله إجازة إلى البخاري من شَيخه أبي الحسن السِّندي عن محمّد بن حياة
السِّندي. ومنهم: الشّيخ جبريل بن عمر، الذي كان عالماً ربّانياً، شديدَ
التّمسك بالسُّنَّة، وصار الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر دَيْدَنَه،
ولم يَكن يَخافُ في ذلك لومَةَ لائمٍ، فقام بمحاربة البِدع والعادات
الجاهليّة، فأخذ ذلك عنه تلميذُه الشّيخ عثمان بن محمّد بن صالح بن فودي
الّذي سَاءَه ما آلت إليه أحوالُ البلاد من قلّةِ العلْمِ وانتشار
البِدَع والخرافَات وظُلْمِ الأمراء وغير ذلك، فأخذ يَقتفي أثرَ شيخه
(جبريل بن عمر) فَجال المدُنَ والقُرى يدعو النّاس ويعلمّهم دينَهم، فدعا
إلى إحياء السُّنَّة وطرح مَا يخالفها، وقد وقف ـ رحمه الله ـ أمام
سَلاطين الهوسا وَأنكر عليهم انحرافَهم عن الدِّين وظُلْمَهم
الرَّعِيَّةَ وحملَهم إيّاهم على أحكامٍ جاهليَّةٍ وتقاليدَ موروثَةٍ،
فقابلوا دعوتَه بالرَّفض والاضطهاد له - وأمّا عامة الشّعب فقد التفوا
حول الشّيخ منذ البداية، وَقَبِلوا دَعْوَتَه وأخذوها بقوّة - وكان أشدّ
الأمراء عداوةً لدعوة الشّيخ سلطان غُوبر الذي يُدعى (يُنفَى) ، فدارت
مناوشاتٌ وحروبٌ انتهت إلى النّصر المبين لجماعة الشّيخ. وأخذت إماراتُ
الهوسا تَسقط شيئاً فشيئاً، إلى أن أقام الشّيخ عثمان عام: 1812م دولةً
إسلاميّة قويّةً هي الوحيدة على نمطها في القارة الإفريقيّة، فدخلت في
طاعتها كلّ إماراتِ الهوسا وبعضُ مملكة برنو وإقليمِ أَدَمَاوَا.
(1/3) البلاد
الرّسميّة، وقامت بتشجيع العُلماء على الدّعوة والتّدريس والوعظ، فانتشر
لذلك الإسلام بين جميع رَعَايَاها حتى لم يبق منهم على الوثنيّة إلاّ
قلّة، واستمرّت على المنهج الإسلامي - وإن وجدت بعضُ الانحرافات عن
المنهج الأمثل لدى بعض أُمرائها، ولكن قواعد الدّولة ظلّت على أساس
الشّريعة الإسلاميّة - إلى أن سيطر الإنجليز عليها عام 1903م.
(1/4) (2)
(1/5) لمعنى
الوَحْي، ومَعْنى الاستقلاليَّة في التّشريع، فهو وحيٌ كالتنزيل، وشريعةٌ
يتحتَّم على المسلم الإيمانُ بها، والتَّسليمُ لقضائها دون شعورٍ بأدنى
حرجٍ من ذلك أو ضيقٍ، وأنّ على المسلم الأخذَ بها ومَن ادَّعَى
الاستغناءَ بالقرآن عَنها فقد خاَلف الصِّراط المستقيم الّذي دلّت عليه
آياتُ التنزيل وبَيَّنَه النّبي صلى الله عليه وسلم أوضحَ بيانٍ، وسار
عليه الصّحابة وأئمّة الهدى من بعدهم رضي الله عنهم أجمعين.
(1/6)
الفصل الأول:
الاهتمام بتدريس السنة بلغة الهوسا
(1/7) جارية)
إلى لغة الهوسا بما معناه: (صدقة فَتَاةٍ) أي أنّه بإمكان الأب أو ولي
البنت أن يُنكح ابنتَه أو مَوليَّته إلى من يراه كفئاً لها دون أن يتقاضى
منه مهراً، بل يتصدّق بإنكاحها إيّاه، وهذا ذَهَابٌ منهم إلى أنّ المراد
بالجارية في الحديث (الْفَتاة) وأنّ الجملةَ إضافيةٌ؛ فيقرؤونها
(صَدَقَةُ جَارِيَةٍ) بدلا من أن تكون كلمةُ (جارية) نعتاً لكلمة (صدقة)
وهي مؤنّث وصف (الجاري) من فعل (جَرى يجري) أي (صَدَقَةٌ مستمرَّة غير
منقطعة) كَحَفْر الآبار وبناءِ الأوقاف وغيرها.
(1/8)
أولا: الحلقة
العلمية
(1/8) 1- الكتب
الستة:
(1/9) الشّيخ
مَالَمْ يَحيى الضّرير رحمه الله، وقد عاش في حي (يَن تَمْبَرِي) بمدينة
كانو، وتوفِّي قبل ثلاثين عاما تقريباً، وكان له إجازةٌ بهذا الكتاب،
ومنهم: مَالَمْ الشّيخ نوح في حي (سَاني مَيْ نَغِّي) بمدينة كانو، ولا
زال حياّ إلى وقت كتابة هذه العجالة، والشّيخ طاهر عثمان بوشي، أحد أقطاب
الصوفيّة، وكان يدرّس كتاب (الموطأ) ويُبَثّ في إذاعة كادونا الفيدرالية،
وكان هدفُه من تدريس هذا الكتاب معارضةَ دروس الشّيخ الدّاعية المصلِح:
أبي بكر محمود جومي ـ رحمه الله ـ كدرسه في (صحيح البخاري) كما سيأتي
الحديث عنه.
(1/10) ويدرس
التِّلميذ هذا الكتابَ بقراءته على شيخه حديثاً منه في كلّ مجلس، والشّيخ
يترجمه له جُمْلةً بعد أخرى، ويقفُ الشّيخ وقفاتٍ فيما يراه بحاجةٍ إلى
الشّرح والتّوضيح. وفي الغالب لا يتجاوز التِّلميذُ حديثاً واحدا في كل
جلسة، بل قد يقطِّعُ بعضَ الأحاديث الطِّوَال، ويَتلقَّاها في عِدَّة
مجالس؛ كحديث جبريل في السُّؤال عن الإيمان والإسلام والإحسان ونحوه.
ويستمرّ التّلميذُ في تلقِّي ترجمةِ هذا الكتاب إلى لغة الهوسا عند شيخه
حتى النِّهاية.
(1/11) 5- كتاب
(مختار الأحاديث النَّبويَّة) للهاشمي:
(1/12) والجدير
بالذّكر أنّ هذا الكتاب يعد من الكتب الّتي نَقلت إلى المجتمع الهوساوي
وإلى لغة الهوسا ذاتِها مصطلحاتٍ علميّةً جديدةً لم يَكن النّاس قد
أَلِفُوا سَماعها من قبل، وذلك: أنّ الحافظ ابنَ حجر العسقلاني ـ رحمه
الله ـ كان يَحكم على الأحاديثِ الّتي يَسوقها في هذا الكتاب ولا سيّما
الّتي لم تَكن في الصّحيحين بما يُناسب حالها صحَّةً وضعفاً، وكان
يَستخدم مصطلحاتِ أصولِ الحديث في بيانه ذلك، من قبيل مصطلح (المرسل) و
(المنكر) و (الشّاذ) و (المعلول) و (الحَسَن) و (الصّحيح) وهَلُمَّ
جراًّ، وهي كُلُّها مصطلحات تنتمي إلى علم (أصول الحديث) أو ما بات يُعرف
بـ (مصطلح الحديث) وهو علمٌ رَغم كونِ بعض علماء بلادِ الهوسا (1) قد
كَتبوا فيه، إلا أن مبادئه الأساسيّة ظلّت مجهولةً في الأوساط العلميّة
في تلك البلاد، ولمَ يُولِ العلماءُ عنايتهم بتعلّمه أو تعليمه، فصارت
بذلك تلك المصطلحات غائبةً عن ذلك المجتمع تماماً، لا يَعرفها كثير من
المنتمين للعلم ناهيك عن عَوام النّاس. فلمّا بدأت الحلقاتُ العِلمِيَّة
بتدريس هذا الكتاب وَنَقْلِ مُحتوياته إلى لغة الهوسا هنا صَادف كثيرٌ من
العلماء وطلاّب العلم إشكال شرح تلك المصطلحات العِلمِيَّة الّتي لم
يكونوا على دِرَاية كافية بها، فتخبّط كثيرٌ منهم في ترجمتها كما
تَخَبّطوا في بيان المقصود منها ونَقْلِها إلى فُهُوم المتعلِّمين. وكان
هذا بدايةَ اكتشافِ كثير منهم أهميَّةَ علم أصول الحديثِ أو مصطلح
الحديث، فَطفق النّاس يَبحثون
(1/13) عن
معرفتِه ودراستِه لكي يتمكَّنوا من حلِّ رُموز كتابٍ مثل (بلوغ المرام من
أدلّة الأحكام) .
(1/14) 2- كتاب
(رياض الصالحين) للإمام النّووي:
(1/15) الكتاب
عنايةً منقطعةَ النّظير؛ إذْ يحمل في طَيّاته أدلَّة حديثية جديدةً
بالنّسبة لما أَلِفُوا سماعَه من ذي قبل؛ إذْ دِراستهم للفقه كانت
محصورةً جداًّ في بعض كتب المتأخرين من المالكيّة ولا سيما كتاب (مختصر
خليل) ، فوجد علماء الدعوة السلفيّة في كتاب (بلوغ المرام) ما لم يجدوه
في غيره من الكتب التي وصلت إليهم في هذا المجال.
(1/16) ثانيا:
الدّروس العامّة
(1/16) في جامع
(السّلطان بللو) الّذي في ولاية كادونا عام 1381هـ الموافق 1961م في عهد
أحمد بللو أوّل رئيس وزراء شمال نيجيريا رحمه الله تعالى، وكانت الدّروس
تُقام في عهده في أيّام شهر رمضان المبارك. ولكن عام 1971م زاد الشّيخ من
دروسه بهذا الجامع دروساً في مساء يومي الجمعة والأحد، ثمّ تحولت فيما
بعد إلى يَومي السّبت والأحد مساءً، ومن ضمن هذه الدّروس درسُه في (صحيح
البخاري) في لغة الهوسا الّذي يُقام في يوم السبت كلّ أسبوع من السّاعة
4,30 إلى السّاعة 6,00 مساءً (1) ، ويبث بعد ذلك في إذاعة كادونا.
(1/17) هذه
الحياة بأكثر من إحدى عشرة سنة، وهذا مصداقٌ لقوله تعالى: {فَأَمَّا
الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَايَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ
فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ} [الرعد: 17] ، وقد
صدَق أحدُ زعماء الصّوفيّة وأكبرُ مُنَاوِئِي دعوةِ الشَّيخ حيثُ قال:
((ذهب الشَّيخُ إلى ربِّه، لكنَّ شَبَحَه ما زال يُطاردنا)) في الإشارة
إلى دروسه التي استمرّ بثُّها في إذاعة كادونا الفيدراليّة.
(1/18) ج- يَقرأ
متن الحديث، مترجِماً لَه إلى لغة الهوسا جملةً جملةً، ولا يَقف لشرحه
إلا بعد نهايتِه إن كان الحديثُ قصيرا، وإن كان طويلا يقفُ لبيان ما
يتطلّب الموقفُ شرحَه، بل أحيانا تتداخله أسئلةُ الحاضرين، إذْ قد يمرّ
موقف يحتاج فيه بعضُ السامعين إلى استفسارٍ واستيضاح، ولطول المتن لا
يمكن الانتظارُ حتى ينتهي الحديثُ، فيسأل السّائل ويجيب الشّيخ عن سؤاله،
وهكذا حتى ينتهي الحديثُ، ثم ينتقل إلى حديثٍ يليه.
(1/19)
المعارَضة، ثُمّ يجيب الشّيخ عن أسئلته دون أدنى تأنيف أو تأفّف (1) .
(1/20)
الإسلامية، وتَمّ تعيينه عضواً في هيئة التّدريس بها بقسم اللّغة
العربِيّة والدِّراسات الإسلاميّة. وكان له درسٌ في كتاب (صحيح البخاري)
في جامع جامعة بايرو في يومي السّبت والأحد مساءً، وهو درسٌ مشهودٌ يأتيه
النّاس من كلِّ فجٍّ وصوبٍ، من داخل ولاية كانو ومن خارجها. وقد استطاع
د. أحمد من خلال دَرْسِه هذا وما أُوتي من أسلوبٍ فصيحٍ، وصوتٍ جَهوريٍّ
أن يَبُثّ الوعْيَ بالسُّنَّة النَّبويَّة في صُفوف شريحةٍ كبيرةٍ من
المتحدثين بلغة الهوسا في مجتمع نيجيريا، وكان درسُه يُبثّ في إذاعة كانو
ويُنقل عبر شَاشَةِ تلفزيون (NTA) كانو، مما أقلق مضاجع الصوفيّة، وسَعَوا لوقف هذا المدّ السّني السّلفيّ،
ووضع حدٍّ لتأثيره في الشّباب، فأوجدوا دروسًا مضادَّة، وبرامج إذاعيّة
وتلفزيونيّة؛ لتقوم حائلا بين النّاس وبين سماع صوت السُّنَّة
النَّبويَّة المرتفع من رحاب مسجد الجامع لجامعة بايرو ومن خلال أحاديث
(صحيح البخاري) لكنّه دون جدوى، بل أصبح الأمر كما قال أبو تمام قديماً:
(1/21) (ت273هـ)
وهو كتابٌ حَديثيّ كبير الشّأن جَمع فيه مؤلِّفه الأحاديث المرويّة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبواب الأحكام الفقهيّة، مبيِّنا فيها
درجة كلِّ حديث من حيث الصِّحةُ والضَّعفُ، حاكياً لمذاهب أهل العلم في
تلك الأحاديث. وقد اعتنت الأمّة بهذا الكتاب شرحاً وتوضيحاً، ولذلك ثلّث
به الشّيخ د. أحمد بمبا بعد (صحيح مسلم) ، ولعل د. أحمد هو أوّل من قام
بتدريس هذا الكتاب في الدروس العامّة التي يشهدها جميعُ فئات المجتمع،
وإن كان الكتاب قد يكون من بين الكتب العِلمِيَّة التي تدرس في الحلقات
العِلمِيَّة الخاصة في دروس بعض العلماء، إلا أنّه لم يُسبق أنْ وُجد من
قام بتدريسه بهذه الصفّة غيره.
(1/22) أن يقرأ
على النّاس في كتاب (الشّفا بتعريف حقوق المصطفى) للقاضي عياض (ت544هـ) .
وقد أحبّ الشّيخ أن يكون نشرُه للحديث من خلال هذا الكتاب الّذي ملأه
مصنِّفُه ـ رحمه الله ـ بالأحاديث الضّعيفة والمنكرة، والقصص الباطلة
الموضوعة، وبحقٍّ قال الحافظ الذهبي في هذا الكتاب: ((تواليفه نفيسَة،
وأجلُّها وأشرَفُها ((كتاب الشِّفا)) لولا ما قد حشاه بالأحاديث
المفتَعَلَة، عَمَلُ إِمَامٍ لا نَقْدَ لَه في فنّ الحديث ولا ذَوْق،
والله يُثيبه على حُسن قصده، وينفع بـ ((شفائه)) ، وقد فعل. وكذا فيه من
التّأويلات البعيدة ألوانٌ، وَنَبِيّنا صلوات الله عليه وسلامه غَنِيّ
بمدحةِ التنزيل عن الأحاديث، وبما تَواتر من الأخبار عن الآحَاد،
وبالآحاد النّظيفة الأسانيد عن الواهيات، فلماذا يا قوم نَتَشبَّع
بالموضوعات، فَيتطرّق إلينا مقالُ ذوي الغلّ والحسد، ولكن من لا يَعلم
معذورٌ. فعليك يا أخي بكتاب ((دلائل النّبوة)) للبيهقي؛ فإنّه شفاء لما
في الصّدور وهدى ونور)) (1) .
(1/23) أتباعه
الّذين يرون أنّ التّعلق به قربةٌ إلى الله وثَني الرُّكب أمامه عبادة
يثابون عليها يوم القيامة....
(1/24) الفصل
الثّاني: الاهتمام بترجمة كتب السُّنَّة إلى لغة الهوسا
(1/25) عام
1988م.
(1/26) - لا
يَلزم الطالبَ التّعليقُ على تلك الأحاديث، وإنما ذلك موكولٌ إلى مشيئته،
إن شاء علّق حيث شاء أن يعلِّق، أو يترك ذلك، وهذا الغالب.
(1/27) بداهةً؛
إذْ من المعلوم أنّ العزْوَ إنما يتمّ إلى الكتب التي تضمَّنها ذلك
(المعجم) ، لا إلى (المعجم) نَفْسِه، كما أنّ (المعجم) إنما اعتمد
أصحابُه في وضعه طريقةَ الألفاظ، فيذكرون لفظةً في حديث، ويُشيرون إلى
مواضعها من الكتب التّسعة (وهي: الصّحيحان، والسّنن الأربعة، ومسند
الإمام أحمد، وموطأ الإمام مالك، وسنن الدّارمي) بغضّ النظر عن اتحادِ أو
اختلاف مخارج الحديث في الكتب المشار إليها؛ فقد يكون حديثاً واحداً، وقد
تكون عدَّةَ أحاديث عن عَدَدٍ من الصَّحابة، فالمهمّ عندهم اللّفظةُ لا
طرقُ الحديث ومخارجه، وعلى هذا فلا يسوغ علميًّا لمن يخرِّج أو يعزو
حديثاً لأبي هريرة مثلاً أن يعتمد في عَزوه على جميع المواضع التي ذكرها
ذلك (المعجم) ؛ إذ معنى حديث أبي هريرة قد يَرِد في حديث ابن عمر أو ابن
عباس أو جابر أو غيرهم، فعزو الألفاظ ليس هو التخريج أو العزو بمعناه
العلمي الدّقيق.
(1/28) دور
الأفراد من المشايخ وطلبة العلم في ترجمة كُتب السنّة:
(1/29) وكالة
الإقليم الشمالي للشّؤون الأدبية (NORLA) يَطلب مني القيام بترجمة (متن الأربعين النووية) إلى لُغة الهوسا، وهم بهذا
قد أيقظوني لِسلوك طريقِ الخير ... )) (1) .
(1/30) 2- خمسون
حديثاً نبوياً:
(1/31) 1985م في
الولايات المتحدة الأمريكية (1) .
(1/32) فقط (1) .
وقد طبع في مطابع كانو - نيجيريا.
(1/33) 12- الأدب
المفرد للبخاري:
(1/34)
من كتب
الحديث المترجمة إلى لغة الهوسا عرض وتحليل
(1/35) الأوّل:
ترجمة الأربعين النووية
(1/35) يشوبُ
أساليبَها غموضٌ ولا التواءٌ.
(1/36) للبدع
والطّرق الصوفيّة والأعراف المخالِفة لروح الشّريعة الإسلاميّة، وكانت
معالجةُ الشّيخ لهذه القضايا من خلال تلك التّعليقات والحواشي تتَّسم
بنوعٍ كبيرٍ من اللّباقة والحكمة؛ إذْ لم تَزل الدّعوة السّلفيّة آنذاك
في طورها الأوّل، والتّصريح بكلِّ أمرٍ قد يؤدّي إلى نتائجَ سيئة تضر
بالدّعوة وتقضي عليها في مَهدها، كما يُمكن أن تسبِّب له إشكالاتٍ قد تقف
عائقا أمام هَدفه الدّعوي ومرماه الإصلاحي، فَجاءت تعليقاتُه فيها من
الحكمة والإشارة اللّطيفة ما يُفهم منه غرضُه دون أن يثير حفيظةَ القارئ.
ونضرب لهذه التّعليقات نماذجَ يتّضح منها ما وراءها، فمن ذلك:
(1/37) صورتهم
الحقيقيّة)) (1) .
(1/38) ومن ذلك
أيضاً تعليقه على الحديث الرّابع، وهو حديثُ عائشة رضي الله عنها
مرفوعاً: ((من أحدَثَ في أمرِنَا هذا ما ليس منه فهو رَدّ)) . إذْ جاء
تعليقُ الشّيخ عليه ما ترجمته كالتّالي:
(1/39)
وبالتّسليم لهذا تَسقط جميعُ الطّرق الصوفيّة حتى ولو صحّت نسبةُ جميع ما
فيها إلى من نسبت إليهم ... وهذه طريقةٌ لَبِقَةٌ وأسلوبٌ حكيمٌ....
والله أعلم.
(1/40) وتنبيهه
على أنّ ذلك ليس من باب النّصيحة لأئمّة المسلمين، وأنّ احترامهم لا بُدّ
أن يَتم في حدود ما أقرَّتْه الشَّريعة، والانحناءُ مما جاء النّهي عنه
فيما رواه الترمذي وغيره عن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول
الله، الرّجل منّا يَلْقى أخاه أو صديقَه أينحني له؟ قال: ((لا)) . قال:
أَفَيَلْتَزمه ويقبِّلُه؟ قال: ((لا)) . قال: أفيأخذ بيده ويُصافحه؟ قال:
((نعم)) . قال التّرمذي: ((هذا حديثٌ حَسَن)) (1) .
(1/41) في
الطّبعات اللاّحقة للكتاب، وهي تتمثل فيما يلي:
(1/42) 2- ترجمة
بعض الجمل أو الألفاظ خطأ:
(1/43) ((غفرت لك
على ما كان منك ولا أبالي)) بقوله:
(1/44) وقال
الحافظ ابن حجر (1) : ((أي ردد السّؤال يلتمس أنفعَ من ذلك أو أبلغَ أو
أعمَّ، فلم يَزد عليه على ذلك)) .
(1/45) ومعناه:
(بإسناده كاملاً) ، إذْ المراد بالمسنَد هنا ما قابل المرسَل، وهو أنّ
راويَه أسنده بذكر جميع رجال الإسناد بمن فيهم صحابِيّ الحديث وهو أبو
سعيد الخدري رضي الله عنه.
(1/46)
فالملاحَظُ في هذه الترجمة: أنّ العبارة الأولى جاءت ترجمتها صحيحةً،
وأمّا العبارة الثّانية، فَتُرجِمت بمعنىً يقرُب من معنى العبارة الأولى،
بل هو عَينه، إذ لفظ
kyashi
يعني (الحسد) نفسه، ولا يعني (التناجش) ، بينما وُضعت ترجمةُ (ولا
تناجشوا) مقابلَ ترجمة العبارة الرّابعة، وهي (ولا تدابروا) ، فالصّحيح
أنْ تنقلَ هذه التّرجمة إلى الرّقم الثّاني، ويُحذف ما يقابلها، فتبقى
العبارةُ الرّابعة لم تَرِدْ ترجمتها في السِّياق، وقد نبّهنا عليها فيما
مرّ.
(1/47) الثاّني:
ترجمة كتاب (بلوغ المرام من أدلّة الأحكام)
(1/47) (ت852هـ)
من الكتب التي رافقت الصّحوة الإسلامية والنّهضة العِلمِيَّة الحديثيّة
في مجتمع بلاد الهوسا، ولذلك حَظي الكتابُ بعناية المهتمِّين بالدعوة إلى
الكتاب والسُّنَّة، والاهتمامِ بإحياء ما اندرس من علم السُّنَّة
النَّبويَّة، فكان مادّةً للتدريس في عديدٍ من الحلقات العِلمِيَّة
والدّروس العامة، وقام الشّيخ إبراهيم أبو بكر توفا بنقله إلى لغة
الهوسا، وطُبع في جزأين.
(1/48) فإذا كان
المترجِم لا علم له حتىّ بالأرقام الّتي توجد عادةً في النّسخ المطبوعة
التي هي من عمل المحقِّقين أو الطَّابعين، فما ظنّك بصلتِه بمادّة
الكتاب؟ ويظهر ذلك جلياً من كثرة الأخطاء العِلمِيَّة الواقعة في
التّرجمة، وقد أَلقيتُ نظرةً سريعةً على لفيفٍ محدودٍ من صفحات التّرجمة
فأحصيتُ بتسريح نظرٍ لا بدقَّة تَتَبُّعٍ 18 خطأً علمياًّ في 13 صفحةً
فقط، هذا ما عدا الأخطاءَ المطبعيةَ! وإليك عرضَ نماذجَ وصورٍٍ من هذه
الأخطاء:
(1/49) مثلاً،
والثّانية تفيد أن لا يتناول منه، ويغتسلَ خارجه (1) . فهذه فروقٌ لفظية
دقيقةٌ ترتّب عليها حكمٌ شرعيٌّ أراد المصنّف أن يشير إليه، لكن لم
يَفهمه المترجم؛ فحمل روايةَ مسلمٍ على رواية أبي داود، فترجمهما ترجمةً
واحدةً حاد بمعنى الحديث عن صوابه.
(1/50) 4- وجاء
في الحديث (رقم16) : ((وإنّه يَتَّقِي بجناحِه الّذي فيه الدّاء)) .
(1/51) المترجم
لما قرأه بضمّ الياء في أوّله وفتح القاف - بالبناء للمفعول - (يُتّقَى)
فَحمل الفاعل على أنّه من أمر بغمس الذباب، فحاد عن وجه الصّواب. والله
أعلم.
(1/52) أو
(سِلْسِلَة) بكسر أوّله: دائرٌ من حديد ونحوه. والظّاهر: أنّ المراد
الأوّل، فيقرأ بفتح أوِّله (1) ؛ وكأنه سَدَّ الشُّقوقَ بخيُوطٍٍ من
فِضَّةٍ، فصارت مثل السّلسلة (2) .
(1/53) 2- ودرج
على ضبط (ابن لهيعة) (لُهَيْعَة) _ مصغَّراً ـ بضم اللام وفتح الهاء
وسكون الياء، والصّواب: (لَهِيعَة) ـ مكبراًّ ـ بفتح اللاّم وكسر الهاء.
(1/54) الأوهام
مطيَّة الشّطط، من ذلك:
(1/55) اشتهر به.
(1/56) إطلاقُه
(1) .
(1/57) نظرةٌ
مستقبليّة لترجمة كُتُب السُّنَّة إلى لغة الهوسا:
(1/58) كما أنّه
من الأهمية بمكان توجيهُ عناية الأثرياء وأهل الدّثور إلى تبنّي مشروع
(ترجمة كتب السُّنَّة) وإيجاد أوقافٍ خاصّة به تابعةٍ له. فبمثل هذه
الجهود مجتمعةً يمكننا أن نَرفع من شأن السُّنَّة النَّبويَّة ونقدّمها
إلى المسلمين النّاطقين بهذه اللّغة، ونكون قد أدّينا شيئاً من واجبنا
تجاهَ الحديث النّبويّ الشّريف الذي ظَلَلْنَا ردحاً من الزّمن مقصِّرين
فيه أَيّما تقصير، والله نسألُ العونَ والتّوفيق.
(1/59)
الخاتمة:
(1/60) ما يحتاج
الشّعب الهوساوي إلى نقله بلغة التّخاطب بينهم، ليكون ذلك قاطعاً للطّريق
أمامَ الّذين يقومون بهذا العمل الجليل وهم غير مؤهّلين له علميًّا،
فعندما ينتشر الصّحيح فلا بد أن يَزهق الباطل ويَزول بإذن الله تعالى.
(1/61)
مصادر ومراجع
(1/62) * السنن،
لأبي داود السجستاني، ت/محمد محيي الدين عبد الحميد، ط. دار الفكر، بيروت
– لبنان.
(1/63) * المعجم
الكبير، للحافظ الطبراني، ت/حمد بن عبد المجيد السلفي، ط2/1404هـ نشر
مكتبة العلوم والحكم، المدينة – السعودية.
(1/64)
|
|