السنة النبوية وحي أبو لبابة بن الطاهر حسين
الكتاب: السنة النبوية وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم
تمهيد:
(1/1) السنّة
النبويّة وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم
(1/2) الموقع
ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم على رأيه (1) .
(1/3) والمسلمين
على أخذهم الفداء من الأسرى، فقال تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن
يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ
الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَّوْلاَ
كِتَابٌ مِّنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ
عَظِيمٌ} [الأنفال:67-68] . وعلى ضوء هذه الثوابت يكون الرأي والاجتهاد
منه عليه الصلاة والسلام مصيبا لأنّه مسدّد بالوحي فيأخذ حكمه، وتكون
الحقيقة التي لا جدال فيها هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم "لا يقع فيما
يجتهد فيه خطأ أصلا" (1) . خطب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يوما فقال:
"يا أيها الناس! إنّ الرأي إنّما كان من رسول الله مصيبا لأنّ الله عزّ
وجلّ يريه، وإنّما هو منّا الظنّ والتكلّف".
(1/4) لنا أن
نتعرّف ماهية الوحي؟ وأن نتحدّث عن إمكان حصوله؟ وإمكان اتّصال الله
سبحانه بأنبيائه المصطفين من خلاله؟ وموقف أهل الإيمان من هذه الظاهرة؟
وموقف الملاحدة والدهريّين منها؟
(1/5)
ما الوحي؟
(1/5) أمّا
الوحي شرعاً: فهو الإعلام بالشرع، أو هو كلام الله المنزّل على أنبيائه
(1) ، سواء كان ذلك في اليقظة أو في المنام. فالله تعالى يعلم أنبياءه
"ما يريد إبلاغه إليهم من الشرائع والأخبار بطريق خفيّ، بحيث يحصل عندهم
علم ضروريّ قطعيّ بأنّ ذلك من عند الله جلّ شأنه. . فهو أخصّ من المعنى
اللغويّ وفق مصدره وهو الله سبحانه، والموجّه إليهم وهم أنبياؤه الكرام"
(2) .
(1/6)
أقسام الوحي
(1/6) وروى
البخاريّ من حديث عائشة رضي الله عنها: "كان أوّل ما بدئ به رسول الله
صلى الله عليه وسلم [من الوحي] الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى
رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح" (1) .
(1/7) الضرب
الثانيّ: الكلام من وراء حجاب:
(1/7)
الضرب
الثالث: الوحي بواسطة الملك رسول الوحي:
(1/7) الوحي
يأتيني به جبريل فيلقيه عليّ كما يلقي الرجل على الرجل فذاك ينفلت منّي،
ويأتيني في بيتي مثل صوت الجرس، حتى يخالط قلبي فذاك الذي لا ينفلت مني"
(1) .
(1/8) ربّه،
فإنّه عليه الصلاة والسلام يسمع عند قدومه:
(1/9) جبينه
عرقاً (1) ذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يعالج من التنزيل شدة،
كما جاء ذلك في حديث ابن عباس (2) وقد علّل بعضهم هذه الشدة بقوله:
"ليستجمع قلبه فيكون أوعى لما سمع" (3) والحقيقة هي أنّ الوحي ثقيل يقول
تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا لْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ
خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ للَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ
نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21] ، فإذا
تصدّع الجبل فكيف ببدن ضعيف؟! تقول السيّدة عائشة رضي الله عنها عن
الرسول صلى الله عليه وسلم وما يلقاه من الشدة عند نزول الوحي: "ولقد
رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإن جبينه
ليتفصّد عرقاً" (4) .
(1/10)
وحي الأنبياء
لا تباين فيه:
(1/11)
هل يكون
الوحي للأنبياء فقط؟
(1/11)
شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ
الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام:112] ، {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ
إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ} [الأنعام:121] ، ويقول الرسول صلى الله عليه
وسلم: "وإن للشيطان للمّة" (1) .
(1/12)
ظاهرة الوحي
وإمكان وقوعها:
(1/12) إلا أنّ
الملاحدة والدهريين قديماً وحديثاً ينكرون النبوّة ويكفرون بالوحي
{وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا
وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ
إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية:24] .
(1/13) إنّ العقل
يسلّم بمحدوديّة معارفه وانحصارها في عالم الشهادة، أمّا عالم الغيب فلا
سبيل إلى معرفته والإلمام بأسراره وخصائصه إلا بالوحي، ومن هنا أدركت
العقول الصحيحة أنّ الإنسان في حاجة ماسّة إلى الوحي الإلهي للوصول إلى
المعرفة الصحيحة حول الكون وخالقه والإنسان ودوره في التعمير وخلافة الله
في الأرض ومصيره في الآخرة. والإحساس بالحاجة إلى الوحي ليس فيه غمط
للعقل والحسّ ودورهما في المعرفة، ذلك أنّ الوحي يهدي هذه الوسائل ويصحّح
مسارها ويرشدها إلى الحقائق التي لا سبيل أن يصل إليها العقل والحسّ
بمفردهما.
(1/14) الناس
والفرار بدينه من جزيرة مجاورة، علّمه الكلام، فعلم منه حقائق الوجود
ووجد في الطريق الفلسفي الذي سلكه حيّ بن يقظان تعليلاً علويّاً للدين
الذي يعتقده، وتفسيراً سليماً لكلّ الأديان، واستطاع حيّ بن يقظان إقناع
"أبسال" أن يحمله إلى جزيرته التي هجرها ليلتقي فيها ملكها التقيّ
"سلامان" صديق "أبسال" الذي يرى خلافاً لأبسال وجوب ملازمة الجماعة وترك
العزلة.
(1/15) فالوحي
ظاهرة ممكنة الحدوث وإنّ تواتر الرسالات السماويّة إلى جانب الكثير من
الدراسات العقلية الجادّة التي توصّلت إلى ضرورة الوحي، حتى إن المعتزلة
وهم ممّن مجّد العقل وقدّمه، عدّوا الوحي والنبوّة واجباً يقتضيه العقل
نفسه، كلّ ذلك يثبت حقيقة الوحي ولا يمكن بحال أن يغني العقل عن النبوّة
والرسالة. وطالما أنّ الإنسان محاسب مجازى على أعماله فإنّ مبعث الرسل
للشعوب والأمم وللخليقة أجمعين يعدّ واجبا {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ
عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء:165] ، كما يعدُّ الوحي
حقيقة لا ينكرها إلا متفلّت من ضوابط العقل والحسّ وثوابت النقل وكلّ سبل
المعرفة وتحصيل العلم. .
(1/16) يجدون
أهلاً ولا مالاً " (1) .
(1/17)
الدليل من
القرآن الكريم على أن السنة وحي:
(1/17) فالرسول
صلى الله عليه وسلم يبين في هذا الحديث أن معجزته الكبرى هي الوحي،
والوحي لا ينحصر في القرآن الكريم الذي هو "أعظم المعجزات وأفْيَدُها
وأدومها لاشتماله على الدعوة والحجّة ودوام الانتفاع به إلى آخر الدهر"
(1) . وإنّما يدخل ضمنه بيان القرآن وشرحه الذي أجراه الله على لسان
نبيّه في سنته المطهّرة وقد وردت آيات كثيرة تثبت هذا المعنى من ذلك:
(1/18) {إِنَّ
عَلَيْنَا بَيَانَهُ} فهي وحي من الله.
(1/19) العلم
بالقرآن يقول: الحكمة سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يشبه ما
قال والله أعلم ". ويعلل ذلك بقوله: "لأنّ القرآن ذكر وأتبعته الحكمة،
وذكر الله مَنَّه على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة فلم يجُز – والله
أعلم – أن يقال: الحكمة ها هنا إلا سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم "
(1) . ويبسط الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله القول في دليل الشافعي فيقول:
(1/20) الذِّكْرَ
لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ} [النحل:44] .
(1/21) إِلَيْكَ
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ
وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا} [النساء:105] .
(1/22) الدليل من
السنّة النبويّة على أنّ السنّة وحي:
(1/22) الله"ما
يقابل الوحي المتلوّ، وهو الوحي غير المتلوّ أي السنّة النبويّة.
(1/23) 2- ومن
أوضح ما يثبت أنّ السنّة وحي ما أثر عن حسّان بن عطيّة أحد ثقات التابعين
الشاميّين قوله: "كان جبريل ينزل على النبيّ صلى الله عليه وسلم بالسنّة
كما ينزل عليه بالقرآن" (1) وفي رواية إضافة قوله: "ويعلّمه إيّاها كما
يعلّمه القرآن" (2) ، يؤيّد هذا ما رواه البخاريّ في صحيحه بسنده إلى عمر
بن الخطّاب رضي الله عنه قال سمعت النبيّ بوادي العقيق يقول: "أتاني
الليلة آت من ربّي فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك، وقل عمرة في حجّة"
(3) . ومن هذا القبيل قوله: "إنّ الروح الأمين نفث في روعي أنّه لن تموت
نفس حتّى تستوفي رزقها، فاتّقوا الله وأجملوا في الطلب" (4) .
(1/24) من الله
تعالى.
(1/25) خالد
قالا: كنّا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم فقام رجل [وهو زوج المرأة وكان
أعرابياًّ] فقال: أنشدك الله إلا ما قضيت بيننا بكتاب الله!!. فقام خصمه
[وهو والد العسيف] وكان أفقه منه فقال: "اقض بيننا بكتاب الله وائذن لي،
قال "قل! " قال: إنّ ابني هذا كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته، فافتديت
منه بمائة شاة وخادم. ثمّ سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني أنّ على ابني
جلد مائة وتغريب عام وعلى امرأته الرجم. فقال النبيّ: "والذي نفسي بيده
لأقضينّ بينكما بكتاب الله جلّ ذكره، المائة شاة والخادم ردّ وعلى ابنك
جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها"
(1) .
(1/26) 5- ومن
الأدلّة على أنّ السنّة وحي ما جاء على لسان معاذ بن جبل رضي الله عنه في
حكم المرتدّ المغيّر لدينه المفارق للجماعة الذي قضت السنّة بقتله (1)
بعد استتابته حماية لأمن المجتمع المسلم، من أنّه قضاء الله ورسوله، أي
أنّه حكم وإن صدر على لسان الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم إلا أنّه في
الحقيقة وحي أنزله الله على قلب نبيّه صلى الله عليه وسلم. روى البخاريّ
بسنده إلى أبي موسى الأشعريّ أنّ معاذ بن جبل حين قدم عليه باليمن، وجد
عنده رجلا موثّقا فقال: ما هذا؟ قال [أبوموسى] : كان يهوديّا فأسلم ثمّ
تهوّد!: قال: اجلس! قال [معاذ] : لا أجلس حتّى يقتل، قضاء الله ورسوله
ثلاث مرّات، فأمر به، فقتل (2) .
(1/27) يقول- عن
الوحي الذي لا ينطق عن الهوى.
(1/28) ج - وقد
يسأل عن قضايا غيبيّة ممّا استأثر الله بعلمها كالروح والساعة، فلا يجيب
حتى ينزل عليه الوحي بالجواب:
(1/29) المقام
بهذه الآية فيقول: "دلّت على أنّ من عمل في اقتناء الحمير طاعة، رأى ثواب
ذلك، وإن عمل معصية رأى عقاب ذلك" (1) .
(1/30)
إخباره صلى
الله عليه وسلم عن الغيبيات وتحقق وقوعها يدل على أن السنة وحي
(1/31) 2 -
فتح بلاد كسرى وهرقل واليمن
(1/32) - وسأل
الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم أبا طريف عديّ بن حاتم الطائيّ
[ت68هـ] : "هل رأيت الحيرة؟ " قال: قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها. قال:
"فإن طالت بك حياة لترينّ الظعينة ترتحل من الحيرة حتّى تطوف بالكعبة، لا
تخاف أحدا إلا الله" [قال عديّ: قلت فيما بيني وبين نفسي: أين دعّار طيئ
الذين قد سعّروا البلاد!؟] ، "ولئن طالت بك حياة لتفتحنّ كنوز كسرى"،
قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: "كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة لترينّ الرجل
يخرج ملء كفّه من ذهب أو فضّة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله
منه".
(1/33) 3-
المسلمون يركبون البحر للفتح
(1/33) رسول
الله؟ " قال: "ناس من أمّتي عرضوا عليّ غزاة في سبيل الله يركبون ثبج
البحر [أي وسطه ومعظمه] ملوكا على الأسرّة أو مثل الملوك على الأسرّة".
قالت: يارسول الله! ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها. . . فركبت البحر
في زمن معاوية بن أبي سفيان [في فتح قبرص] فصرعت عن دابتها حين خرجت من
البحر فهلكت (1) .
(1/34) 4 - ومن
الفتوح التي أخبر بوقوعها وتحقّقت فتح القسطنطينيّة
(1/35) 5 - وممّا
أخبر عنه النبيّ صلى الله عليه وسلم وتحقّق "افتراق الأمّة " بفعل
الأهواء
(1/35) عليه
الصلاة والسلام عن سيماهم فقال:
(1/36) 6ـ وممّا
أخبر بوقوعه من الغيبيّات خروج متنبّئين كذّابين
(1/37) وتاب
طليحة بن خويلد الأسديّ، ومات على الإسلام على الصحيح في خلافة عمر، ونقل
أنّ سجاحا التميميّة تابت كذلك [وانتقلت إلى البصرة وماتت بها] ، ومن
هؤلاء الكذّابين المختار بن أبي عبيد الثقفيّ [صاحب الفرقة الكيسانيّة]
الذي زيّن له الشيطان ادعاء النبوّة، وزعم أنّ جبريل يأتيه، وقد روى
الشعبيّ أنّ الأحنف بن قيس أراه كتاب المختار إليه يذكر فيه أنه نبيّ.
ومنهم الحارث الكذّاب خرج في خلافة عبد الملك بن مروان فقتله. . " (1) .
(1/38) 7ـ
نعي أمراء مؤتة الثلاثة قبل وصول خبرهم إلى المدينة
(1/38) وذكر موسى
بن عقبة [ت140هـ] في مغازيه أنّ يعلى بن أميّة كان أوّل من قدم بخبر أهل
مؤتة فقال له رسول الله: "إن شئت فأخبرني وإن شئت أخبرك". قال: فأخبرني،
فأخبره خبرهم. فقال: والذي بعثك بالحقّ ما تركت من حديثهم حرفا لم تذكره"
(1) .
(1/39) 8ـ كشف
خبر الخطاب السرّي الذي أرسله حاطب إلى قريش
(1/39) بالظعينة،
قلنا لها: " أخرجي الكتاب! قالت: "ما معي كتاب! فقلنا: لتخرجنّ الكتاب أو
لنلقينّ الثياب. قال فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله صلى الله
عليه وسلم. . " الحديث (1) .
(1/40) 9 ـ
استحلال الزنى والخمر والمعازف
(1/40) سنّه
الاستعمار من قوانين غداة احتلاله لها، لإفساد الشبيبة المسلمة وإضعاف
روح المقاومة، تقضي بإقامة دور الخنا العلني وتنشيط زراعة عنب الخمور
وفتح الخمّارات في كلّ زاوية من زوايا البلاد وحماية مرتادي تلك البؤر
الخبيثة برجال شرطة مسلمين يتقاضون مرتّباتهم من دافعي الضرائب
المسلمين!!
(1/41) 10ـ
أرض العرب تعود كما كانت مروجا وأنهارا
(1/41) يزيدنا
تصديقا وإيمانا أنّ العلم يؤيّد هذه النبوّة، يروي الشيخ عبد المجيد
الزنداني عن أحد علماء الجيولوجيا قوله: "من الحقائق العلميّة التي
يعرفها علماء الجيولوجيا أنّ جزيرة العرب الصحراويّة اليوم كانت في زمن
قديم بساتين وحدائق، والدليل الحفريّات الأثريّة التي تدلّ على أنّ هذه
الأرض كانت مروجا وأنهارا وأوضح برهان على ذلك قرية "الفاو" والتي اكتشفت
تحت رمال الربع الخالي.
(1/42)
الإعجاز
العلمي الوارد في السنة النبوية يدل على أنها وحي
(1/43) بالتعريض
للأشعّة المختلفة، وهو ما يؤكد صدق حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي
يعد سابقاً لكافة العلوم بأكثر من 1400 سنة ".
(1/44) 2 - متى
ينجب الزوجان ذكراً ومتى ينجبان أنثى؟
(1/44) هذه
الحقيقة العلميّة عبّر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل اكتشافها
بأربعة عشر قرناً من الزمان وهي تدلّ على أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم
موصول بالوحي ومعلَّم من خالق السموات والأرض خالق كلّ شيء.
(1/45) 3 -
الحمَّى من فيح جهنّم فأبردوها بالماء، ولا تسبّوها فإنّها تنقّي الذنوب
(1/45) تفرزها
خلايا الدم البيضاء، وتستطيع القضاء على الفيروسات التي تهاجم الجسم كما
تكون أكثر قدرة على تكوين الأجسام المضادّة الواقية.
(1/46) 4-
إذا وقع الذباب في شراب أحدكم
(1/46) العلمية
الحديثة. . أنّ هناك خصّيصة في أحد جناحي الذباب، وهي أنّه يحمل
البكتيريا، فإذا سقط في شراب أو طعام وألْقَى تلك الجراثيم العالقة
بأطرافه في ذلك الشراب أو الطعام فإن أقرب مبيد لتلك الجراثيم هو مبيد
البكتيريا الذي يحمله في جوفه قريباً من أحد جناحيه. . ولذا فإنّ غمس
الذباب كلّه وطرحه كاف لقتل الجراثيم وإبطال عملها.
(1/47) 5 -
الاحتراس من الأوبئة بالتزام قواعد حفظ الصحة:
(1/47)
المستنقعات [التيفويد -
Typhoid]
يكثر في الصيف أما الطاعون [الكوليراCholeصلى
الله عليه وسلمa]
فإنّه يأخذ دورة كل 7 سنوات والجدري كل 3 سنوات.
(1/48) هل وجود
أحاديث محمولة على غير محاملها ينقض القول بأنّ السنّة وحي؟
(1/49) ويتحصّل
من كلّ ما مضى أنّ السنّة وحي مصدره ربّ العالمين الذي لا ينسى ولا يسهو
ولا يخطئ ولا يعكّر صفو هذه الحقيقة وجود أحاديث مختلفة ومشكلة وناسخة
ومنسوخة.
(1/50) هل وحي
القرآن هو نفسه وحي السنّة؟
(1/50)
الخاتمة:
(1/51) وكما وعد
الله بحفظ كتابه، فإنّه تعالى تعهّد بحفظ بيان هذا الكتاب وهو السنّة إذ
لا يحفظ المبيَّن [اسم مفعول] إلا بحفظ المبيِّن [اسم فاعل] وقد قيّض
للسنة من أبناء الأمّة رجالا أفذاذا علماء ربّانيّين حفظوها ونفوا عنها
ما ليس منها فكانت مع القرآن الدين القيّم.
(1/52)
مصادر ومراجع
(1/53) 1-
الرسالة للإمام الشافعيّ، ط1، 1408?/1988م، الناشر مركز الأهرام للترجمة
والنشر، القاهرة.
(1/54) 1-
الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار - أبو بكر محمد بن موسى الحازميّ،
ط1، 1386?، 1966م، مطبعة الأندلس، حمص، سوريا.
(1/55) 1-
الموطّأ لمالك بن أنس، ط7، 1404?، 1973م، رواية يحيى الليثي، إعداد أحمد
راتب عمروش، دار النفائس، بيروت.
(1/56)
|
|