السنة النبوية وحي خليل خاطر
الكتاب: السنة النبوية وحي المقدمة
(1/1) الأنبياء
نبي إلا أُعطي مِن الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي
أُتيتُه وحياً أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكونَ أكثرَهم تابعاً يوم
القيامة " متفق عليه (1) .
(1/2) وتعالى
بذلك. والنبيُّ المصطفى الكريمُ صلى الله عليه وسلم هو رسول الله صلى
الله عليه وسلم (- والرسولُ من مرسِله، لأنه يبلِّغ عنه ما يريد -
والرسالةُ قد تكون مختومةً ليس له إلا تبليغها بعبارتها ولفظها، وقد تكون
شفاهاً يبلغها بعبارته، لأنه مؤتمن. لذا فما كان من القسم الأول فهو:
وحيُ القرآن، وما كان من القسم الثاني فهو: وحيُ السنة. والله تعالى
أعلم.
(1/3) - صلى
الله عليه وسلم - بأمر الله، فكان وحياً إليه.
(1/4) ثم قال:
والقرآن والخبرُ الصحيح بعضُهما مضافٌ إلى بعض، وهما شيءٌ واحد في أنهما
من عند الله تعالى، وحكمهما حكمٌ واحد، ... ثم قال: أخبر تعالى - كما
قدمنا - أن كلامَ نبيِّه صلى الله عليه وسلم كلَّه وحيٌ، والوحيُ بلا
خلاف ذِكْرٌ، والذكرُ محفوظٌ بنص القرآن، ... إلخ
(1/5) بالمعنى،
لأن جبريل أدّاه بالمعنى، ولم تجز القراءة بالمعنى، لأن جبريل أدّاه
باللفظ، ولم يُبح له إيحاءَه بالمعنى.
(1/6) ويحوي
الفصل الثالث: الأدلة من السنة النبوية.
(1/7) الفصل
الأول: بين النبوة والوحي
(1/9) أولاً -
تعريف الوحي:
(1/9) كقولِه
تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى} [سورة القصص: 7]
(1/10) ثانياً -
أنواع الوحي:
(1/10) لقد حصرها
الله تعالى في ثلاثِ حالات، وهي ترجع إلى حالتين:
(1/11) ج- أن
ينفث في الرُّوع، وذلك بأن ينفث روحُ القدس في رُوع النبيِّ المصطفى
الكريم صلى الله عليه وسلم.
(1/12) ثالثاً -
ثبوت النبوة بالوحي:
(1/12) على نبينا
وعليهم الصلاة والسلام. كما قد يكون في الوقت الواحد أكثرُ من نبيٍّ، ولو
في القرية الواحدة، ... كما قد يكون أكثر من رسول أيضاً.
(1/13) وقال الله
جل شأنه عن سيد البشر عليه وآله الصلاة والسلام: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [الكهف: 110]
(1/14) رابعاً -
ليس كل الوحي مكتوباً:
(1/14)
تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} إلى قوله
تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا
احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ
سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا
قَلِيلٌ} إلى قوله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ
ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ
الْحَاكِمِينَ، قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ
عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، قَالَ رَبِّ إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا
تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ، قِيلَ يَا نُوحُ
اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ
مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ
أَلِيمٌ} ثم يقول الله تبارك وتعالى في خاتمة الآيات لنبيه المصطفى
الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ
نُوحِيهَا إِلَيْكَ} [هود: 36 – 49]
(1/15) المثال
الثاني:
(1/16) يضاف إلى
هذا: أن التوراة نزلت جملةً واحدةً، وليس فيها إلا ما هو مسطور، وأما ما
يقع بعدها من حوادث فتحتاج إلى جوابٍ جديدٍ. وهذا الخطاب هو وحيٌ غير
مسطور ولا متلوٍّ.
(1/17)
الفصل
الثاني: الأدلة من القرآن الكريم
(1/19) 2- قال
تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 129] في
أربع آيات كريمات، تكرَّرَ فيها عطفُ الحكمة على الكتاب (1) .
(1/20) منزَّلان
متلوان، ولا يكون ذلك إلا للوحي. وإن كان تلاوةُ الكتاب الكريم غيرَ
تلاوة الحكمة. والله تعالى أعلم.
(1/21) ذلك، كما
أنه تعالى هو المتكفِّل بتفهيم تلك الآيات ومناسباتها له صلى الله عليه
وسلم، ويوضِّح ذلك:
(1/22) - فإن كان
قرآناً افتقر هو الآخر إلى بيان آخر أيضاً، وهكذا يحتاج القرآن إلى قرآن
تالٍ ليبيِّنه، ... ويكون التسلسل.
(1/23) 4 - بيان
الأحكام الشرعية.
(1/24) وفي
الزكاة: جاءت الآية مجملة {وءاتوا الزكاة} فجاءت السنة النبوية الشريفة
لتحدِّد الأموال التي تخرج فيها الزكاة؛ من النقدين، والأنعام، والخارج
من الأرض، وأحكامَ الركاز، وتحديد الحول، والنصاب، ومقدار الزكاة؛ ففي
الإبل: في خمس شاة، ... وفي الغنم: في الأربعين شاة، ... وفي البقر: في
الثلاثين تبيع أو تبيعة، ... وفي الفضة: في كل مائتي درهم، ... وفي
الذهب: في العشرين مثقال، وكلاهما ربع العشر.
(1/25) والمبيت
في منى ليالي أيام التشريق، ... وما مبطلات الحج، وما يلزم فيه الدم، وما
لا، ... إلخ كل ذلك جاءت به السنة النبوية الشريفة.
(1/26)
الثاني: أدلة
جزئية
(1/27) قال الله
عز وجل: {وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ
فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ} [يونس:20]
(1/28) وعن حذيفة
بن اليمان رضي الله تعالى عنهما قال: "قام فينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم مقاماً، ما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدَّث
به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء، وإنه ليكون منه
الشيء قد نسيتُه، فأراه، فأذكره، كما يذكر الرجلُ وجهَ الرجل إذا غاب
عنه، ثم إذا رآه عرفه". متفق عليه، واللفظ لمسلم (1) .
(1/29) - وهو بدء
الخليقة - والقادم البعيد - وهو حتى يدخل أهل الجنة منازلهَم، وأهلُ
النار منازلهم - كما ذكر ما بين هذين الزمنين من حوادث وأخبار مهمة، ...
ووقائع،.. وكل ذلك داخل في قوله تعالى: {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ
رَسُولًٍ} ولاسيما أن المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي
- أُمِّيٌّ؛ لم ولن يقرأ، ولم يكتب، ولا يكون ذلك له، ولم يَطَّلع على
كتب الأقدمين (1) إنما هو مِن أنباء الغيب الذي يوحيه الله تعالى إليه،
ولهذا تكرر قوله عز وجل: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ
إِلَيْكَ} [آل عمران:44، ويوسف 108]
(1/30) وعده
تعالى به، حتى سقط رداؤه عن كتفيه من شدة إلحاحه في الدعاء، فخرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم من الخيمة وهو يثب في الدرع، وهو يقول:
{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}
(1/31) وعن عمر
بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُرينا
مصارعَ أهل بدرٍ بالأمس. يقول: "هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله" قال عمر
رضي الله تعالى عنه: فوالذي بعثه بالحق ما أخطؤوا الحدودَ التي حدَّ رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ... رواه مسلم (1) .
(1/32)
الفصل
الثالث: الأدلة من السنة النبوية
(1/33) وما جاء
بلفظ الاشتراط، وما جاء بلفظ الانتداب، وما جاء بلفظ التجاوز، وما جاء
بلفظ النفث في الرُّوع، وما جاء بلفظ البعثة، وما جاء بلفظ الجعل، وما
جاء بلفظ الاستئذان، وما جاء بلفظ الإخبار، وما جاء بلفظ العَجَب، وما
جاء بلفظ الإبدال، وما جاء بلفظ الكفالة، وما جاء بلفظ الضمان، وما جاء
بلفظ القَسَم على بعض الأمور، وما جاء بلفظ التصديق، وما جاء بلفظ العذر،
وما جاء بلفظ الكتابة، وما جاء بلفظ الوجوب، وما جاء بلفظ الدخول في
الجنة أو النار، وما جاء بلفظ السؤال، وما جاء بلفظ القضاء، وما جاء بلفظ
العرض، وما جاء بلفظ التوكيل، وما جاء بلفظ القسْم، وما جاء بلفظ
الإمداد، وما جاء بلفظ الإحداث، وما جاء بلفظ الرضا، ... إلخ.
(1/34) أو لبعضهم
بعده صلى الله عليه وسلم، وعن قرنه وفضل أهله ومدة بقائهم، وإخباره صلى
الله عليه وسلم عن المدينة النبوية وحرمها وأهلها ومكانتها وأحوالها
وصفاتها وما يكون فيها، وعن مكة المكرمة وحرمها ومكانتها وأحوالها
وأهلها، وعن الغيوب المستقبلة، والأمور البعيدة القادمة، وعن الفتن
والملاحم، والحروب الحاصلة بين الأمم، أو بين المسلمين أنفسهم، وإخباره
صلى الله عليه وسلم عن الشهداء ومكانتهم وأحوالهم وأنواعهم، وعن أشراط
الساعة بنوعيها الكبرى والصغرى وما ظهر منها وما لم يظهر، وإخباره صلى
الله عليه وسلم عن الكائنات في زمانه؛ فوقعت كما أخبر، سواء كان حصولها
في زمانه أو بعده ... إلخ
(1/35) يُقضى به
بين الناس يومَ القيامة، وعن يوم القيامة وأحوالها وشدتها، وما فيها من
الحوض والكوثر والصراط، ... وعن عَرض الجنة والنار عليه صلى الله عليه
وسلم، وما رأى فيهما، وعن أول من يُدعى إلى الجنة، وأول من يدخلها، وما
شعار المؤمنين يومئذ يوم العرض، وإخباره صلى الله عليه وسلم عن الرَّحِم
ومكانتها، وعن أحوال بعض الناس، وعن الرحمة وأقسامها، وعن بعض الحيوانات
ما يُقتل منها وما لا يُقتل، وعن الجمادات والتفريق بينها، والتفريق بين
قِطَع الأرض والمدن والبلاد، وبيان الثواب والأجر على الأعمال؛ من صلاة
وصيام ووضوء وحج وقتلِ حيوانٍ معينٍ، ... ومن الأذكار، وإخباره صلى الله
عليه وسلم عن العقوبات على من فرَّط في الطاعات، وعلى إطلاع الله تعالى
له عما يفعله أو يقوله المشركون أو المنافقون، وعن مكايد اليهود وغدرهم،
وعن عطف لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم على لفظ الجلالة في حصول أمر
معين، وأنه صلى الله عليه وسلم أُوتي القرآن ومثله معه، ... إلخ
(1/36) ثانياً:
ذكر بعض الأمثلة من الحديث على وحي السنة النبوية:
(1/36) أ - كل ما
ورد بلفظ الوحي:
(1/37) - فأَدخل
رأسَه، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (محمرُّ الوجهِ، وهو يغطُّ،
ثم سُرِّيَ عنه، فقال: " أين الذي سأل عن العمرة؟ " فأُتي برجل، فقال:
"اغسل الطِّيبَ الذي بك ثلاثَ مرات، وانزع عنك الجُبَّةَ، واصنع في عمرتك
كما تصنعُ في حجتك" متفق عليه، واللفظ للبخاري (1) .
(1/38) 6- وعن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس ذات يوم
على المنبر، وجلسنا حوله، فقال: "إنَّ مما أخافُ عليكم من بعدي، ما يفتح
عليكم من زهرة الدنيا وزينتها" فقال رجل: يا رسول الله، أوَ يأتي الخيرُ
بالشرِّ؟ فسكت النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقيل له: ما شأنُك تكلم
النبيَّ صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك؟ فرأينا أنه ينزل عليه - وفي رواية
للبخاري: يوحى إليه، وسكت الناسُ كأن على رؤوسهم الطير - قال: فمسح عنه
الرحضاء،فقال: " أين السائل - وكأنه حمدَه - فقال: إنه لا يأتي الخيرُ
بالشر ... " الحديث، متفق عليه (1) .
(1/39) ج - كل ما
جاء بلفظ الوعد:
(1/40) ففي هذا
الحديث خمس منح: أُعطيتُ، بُعثتُ، أُحلِّتْ، جُعلَتْ، نُصرتُ.
(1/41) ز- كل ما
جاء بلفظ النهي:
(1/42) وعن حذيفة
بن اليمان رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فُضِّلنا على الناس بثلاث؛ جُعلت صفوفُنا كصفوف الملائكة، وجُعلت
تربتُها طُهوراً إذا لم نجد الماءَ" وذكر خصلة أخرى. رواه مسلم (1) .
(1/43)
الفصل
الرابع: الأدلة من دلائل النبوة
(1/45) اعتمد على
الإمام البيهقي، ولخَّص ما كتبه السابقون، ثم الحافظ السيوطي في كتابه
«الخصائص الكبرى» (1) ، ... وغيرهم كثير رحمهم الله تعالى (2) .
(1/46) إطلاع
الله تعالى بعض خلقه على غيبه:
(1/46) ارْتَضَى
مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
رَصَداً} [الجن: 26 – 27]
(1/47)
بعض الأحاديث
التي تدل على اطلاعه صلى الله عليه وسلم على الغيوب:
(1/47) وعنه رضي
الله تعالى عنه قال: "أخبرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن
إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيءٌ إلا قد سألتُه، إلا أَني لم أسأله ما
يُخرج أهلَ المدينة من المدينة". رواه مسلم (1) .
(1/48) أولاً -
إخباره صلى الله عليه وسلم بالغيوب الماضية:
(1/49) وما حصل
له مع ملَك الموت، وتخفيفِ القرآن على داود عليه السلام، وصلاته وقيامه
بالليل، وبيان غَيرتِه، وأكلِه من عمل يده، وقضاءِ سليمان عليه السلام
بين المرأتين، وطوافه على تسعين امرأة، وأن زكريا عليه السلام كان
نجاراً، وعن قَوام عيسى عليه السلام، وأن الشيطان نخس في الحجاب ولم ينخس
فيه، وما حصل له مع السارق، ... إلخ
(1/50) 2 - وهو
الإخبار عن الأمم السابقة:
(1/51) الذي قتل
تسعة وتسعين، وكلام البقرة والذئب، وقصة الذي خسف الله تعالى به الأرض،
وقصة الذي ابتاع أرضاً فوجد فيها كنزاً، وشكر الله تعالى لمن نحّى غصن
شوك عن الطريق، وقصة السارق من بني إسرائيل، ووجود المحَدَّثين في الأمم
السابقة، وقصة إرسال الطاعون رجساً على بني إسرائيل، وتحريم الشحم عليهم
واحتيالهم في أكله، ... إلخ
(1/52) سيجدون
أثرةً بعده، وعن فتح اليمن والشام والعراق ومدائن كسرى ومصر، وعن هلاك
كسرى وقيصر، وإنفاق كنوزهما في سبيل الله تعالى، وعن فتح الحيرة، وخروجِ
الظعينة منها، وعن إفاضة المال حتى لا يوجد من يقبله، وعن استشهاد أمراء
غزوة مؤتة رضي الله عنهم، وعن استشهاد أهل بئر معونة، وعن موت النجاشي
وإخباره وقع في الأيام التي ماتوا فيها، وعن تقدُّمِ وفاته صلى الله عليه
وسلم قبل أمته، والإشارة إلى وفاته صلى الله عليه وسلم في المدينة، وأنه
صلى الله عليه وسلم فرطٌ لهم، وعن المبشَّرين من أهل الجنة، وبمن يموتُ
على الإسلام، وأنه صلى الله عليه وسلم إذا قال لأحد أصحابه عند الحرب:
يرحمه الله، فإنه سيقتل شهيداً، ...
(1/53) وعمن تخلف
في المدينة لعذر يوم سيرهم إلى تبوك، وعن قدوم وفد عبد القيس، وقصة الذي
ضُرب في رجله منهم، وعن قدوم وفد أهل اليمن، وإخباره صلى الله عليه وسلم
أبا هريرة رضي الله عنه بوصول غلامه يوم هجرته، وإخباره صلى الله عليه
وسلم عن الآيات الست بين يدي الساعة وأولها موته صلى الله عليه وسلم، وعن
غزو فئام من الناس، والإشارة إلى خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه،
وشهادة عكاشة بن محصن، وثابت بن قيس رضي الله عنهما، وعن استدارة الزمان،
وعن تمادي الناس حتى يسألوا عن الله جل شأنه، وإخباره صلى الله عليه وسلم
عن سيادة الحسن بن عليٍّ رضي الله عنهما، وعن الغزو في البحر وكون أم
حرام رضي الله عنها معهم، وعن قتال الترك، وانخرام قرنه صلى الله عليه
وسلم بعد مائة عام، وأن فاطمة رضي الله عنها أول أهله لحوقاً به، وأن
زينب أو سودة أول نسائه رضي الله عنهن لحوقاً به، وعن ولادة ولده إبراهيم
وأن له مرضعاً تتم رضاعَه في الجنة، وعن بدء فتح ردم يأجوج ومأجوج، وعمن
قيل إنه مات أنه انتحر، وعن اليهودي ورقص قلوصه به وهو متوجه إلى الشام،
وإخباره صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله تعالى عنهم يوم حجة الوداع:
لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا، ... إلخ
(1/54) وإخباره
صلى الله عليه وسلم عن القتال بين الطائفتين الكبيرتين من المسلمين، وعن
غزوِ القسطنطينية، وعن قتالِ التركِ، وعن فِتَنِ أغيلمةٍ من قريش، وعن
الدجاجلة والكذَّابين، وعن القرون المفضَّلة، وعن أشراط الساعة، وعن
النار التي ستخرج من أرض الحجاز، وعن وجود الشر بعد الخير في هذه الأمة،
وعن الجلادِين، والنساءِ الكاسيات العاريات، وعن بلوغ مُلْك أمته صلى
الله عليه وسلم، وعن استخلاف أمته فيها، وعن منع العراق الشام ومصر
أرزاقهم، وعن نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، وعن كسره للصليب، وعن
الخلفاء الاثني عشر، وعن طاعون عمواس، وعن أويس القَرَني - رحمه الله
تعالى -، وعن معركة الجمل، وصفّين، وعن مروق مارقة عند اختلافٍ بين
طائفتين من المسلمين، وعن خروج أهل المدينة منها إلى الشام واليمن
والعراق، وعن عين تبوك والجنان فيها، ... إلخ.
(1/55) وعن غزو
الهند وفارس والترك، ... وعن يأس الشيطان أن يُعبد في جزيرة العرب، ...
إلخ
(1/56) أصحابه
رضي الله عنهم عما في نفوسهم قبل أن يسألوه؛ كإخباره صلى الله عليه وسلم
وابصة الأسدي رضي الله عنه عن البر والإثم قبل أن يسأله، وإخباره صلى
الله عليه وسلم الرجلَ الثقفيَّ عن صلاة الليل وركوعه وسجوده وصيامه
وغسله من جنابة، وإخباره صلى الله عليه وسلم للأنصاري رضي الله عنه عن
خروجه من بيته إلى البيت العتيق ووقوفه بعرفة وحلقه رأسه وطوافه بالبيت
ورميه الجمار، ... إلخ. والله تعالى أعلم.
(1/57)
الفصل
الخامس: الأدلة من الإعجاز العلمي في السنة النبوية
(1/59) 1-
ليس من كل الماء يكون الولد:
(1/60) 2 -
إثبات ماء الرجل وماء المرأة:
(1/60) "ماء
الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا؛ فعلا منيُّ الرجل منيَّ
المرأة أذكرا (أي كان الولد ذكراً) بإذن الله، وإذا علا منيُّ المرأة
منيَّ الرجل آنثا (أي كان الولد أنثى) بإذن الله" قال اليهودي: صدقتَ
وإنك لنبيٌّ، ثم انصرف فذهب.
(1/61) لأن منشأ
مائها يكون بانسكاب السائل الجريبي، الذي يأتي مع البويضة من المبيض،
ويكون لونه أصفر رقيقاً.
(1/62) 3 -
استقرار النطفة الأمشاج في الرحم:
(1/62) ففي هذا
الحديث الشريف برواياته إشارة إلى خمس حقائق علمية، هي:
(1/63) 4- اختراق
الأسوار لتصوير الجنين، وحصول التشوه الخِلقي فيه:
(1/63) ياربِّ
أسويٌّ أو غيرُ سويٍّ؟ فيجعله الله سويّاً أو غيرَ سويٍّ. ثم يقول: يا
ربِّ ما رزقه؟ ما أجله؟ ما خُلُقُه؟ ثم يجعله شقيّاً أو سعيداً" رواه
مسلم (1)
(1/64) ج - إن
عنق الرحم يكون - في أثناء نزول البويضة من مبيضها - واسعاً، ليسمح بولوج
ملايين النطف من المهبل إلى القناة، فإذا لقحت وانتقلت إلى الرحم وعلقت
بجداره؛ فإن عنق الرحم يضيق جدّاً، بحيث لا يسمح بدخول إلا النادر من
النطف.
(1/65) ففي الدور
المبكر - من التكاثر الخلوي - يصعب أن تثير أيُّ عوامل حدوثَ التشوهات،
وإذا ما قدِّر وأصيبت المضغةُ بعامل ماسخ لها، فربما تهلك. أما إذا نجت
من أثر ذلك العامل، فإنها تتنامى مخلوقاً سويّاً باستبدال الخلايا
المتأذية.
(1/66) 5 -
الكتابة على جبهة الجنين:
(1/67) 6 -
في جسم الإنسان (360) مفصلاً:
(1/67) وأذكرها
هنا على الإجمال وهي:
(1/68) 7 -
الفرق بين دم الحيض ودم الاستحاضة:
(1/68) أما الحيض
فيمتاز بالأمور التالية:
(1/69) - أنه
ناتج عن تمزق الأوعية الدموية - فهو دم عِرْق - (لحمية، ورم، تسمُّك في
بطانة الرحم)
(1/70) 8 -
الحجر الصحي:
(1/70) قال: سآتي
بالجنود، وأضرب حصاراً على المدينة؛ لمنع الدخول إليها، والخروج منها.
(1/71) 9-
النهي عن اقتناء الكلاب، وإباحة اقتناء القطط:
(1/72)
متقاربتين، ولا أطيل الكلام في بيان خطورة اقتناء الكلب، بل أقتصر على
قول واحد من كبار علماء الغرب، وهو (الدكتور جون لارسن) (1) وهو كبير
أطباء المستشفى الرسمي في (كوبنهاجن) حيث قال جواباً عن سؤال حول الكلب
والقط، فقال:
(1/73) 10 -
الذباب يحمل الجراثيم ومبيداتها:
(1/73) أقول: إن
هذا الحديث يشير إلى معجزتين كريمتين:
(1/74)
الخاتمة
(1/75) ومن هنا
يتضح أن السنة النبوية وحي، وهذا مما امتاز به صلى الله عليه وسلم عن
سائر الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام، مع اختلاف الوحيين، فهو وحي
غير متلو ولا متعبد بتلاوته، بخلاف وحي القرآن الكريم، وهذا ما أعطيه صلى
الله عليه وسلم.
(1/76)
مصادر ومراجع
(1/77) 17 -
الزاهر، لابن الأنباري، ت الدكتور حاتم الضامن.
(1/78) 37 - الطب
النبوي والعلم الحديث، د محمود ناظم نسيمي، الشركة المتحدة
(1/79) 56 - معجم
مقاييس اللغة، لابن فارس، ت الأستاذ عبد السلام هارون.
(1/80)
|
|