السنة النبوية ومكانتها رقية نياز
الكتاب: السنة النبوية المصدر الثاني للتشريع الإسلامي ومكانتها من حيث
الاحتجاج والمرتبة والبيان والعمل المقدمة:
(1/1) الشبهات
حولها، على تفاوت منهم في هذا الإنكار، فمنهم من يَرُدُّ الأخبار من حيث
هي أقوال وأفعال وتقريرات للرسول صلى الله عليه وسلم، ومنهم من ينكر خبر
الآحاد، ومنهم من أنكر حجية السنة التي تأتي بحكم مستقل. وغيرهم كان
إنكاره لحجية السنة من حيث الشكُّ في طريقها، وما يَلْحَقُ رواتها من خطأ
أو وهم.
(1/2) والرّد
عليها إجمالاً وتفصيلاً بما لا يترك مجالاً في إبطالها، وأنها مجرد
أكاذيب وافتراءات للقضاء على هذا المصدر الثمين.
(1/3) وقبل
الولوج في بيان "مكانة السنة" لابد أن نتعرض بشيء من التفصيل لبيان مفهوم
السنة؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
(1/4) وما أحسن
رعايته فقد خلصه علماء الحديث من كل خليط ودخيل فهو سنة مستقيمة حسنة
ممدوحة.
(1/5)
المبحث
الآول: مكانة السنة من حيث حجيتها
(1/6) المبحث
الأول: مكانة السنة من حيث حجيتها
(1/7) أولاً:
آيات قرآنية تثبت أنه صلى الله عليه وسلم يبلِّغ عن الله تعالى: ومن ذلك
قوله تعالى {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى, إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ
يُوحَى} [النجم: 3-4] ، وقد علق القاضي أبو البقاء على هذه الآية بقوله:
إن القرآن والحديثَ يتَّحِدان في كونهما وحياً منزلاً بدليل الآية
السابقة. (1)
(1/8) وبهذا
نعلم أن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم والجزء الذي تكامل به الدين مع
القرآن الكريم كان وحياً من عند الله (1) وإذا ثبت أنه وحي من عند الله،
فهو إذاً حجة قاطعة في التشريع الإسلامي.
(1/9) إن الله
جعل كمال ابتداء الإيمان الذي ما سواه تبع له، الإيمان بالله ثم برسوله
صلى الله عليه وسلم، فلو آمن عبد به ولم يؤمن برسوله، لم يقع عليه اسم
كمال الإيمان ابتداءً حتى يؤمن برسوله معه. ففرض الله على الناس اتباع
وحيه وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم (1) .
(1/10) إن تكرار
العامل (أطيعوا) مع حرف الواو يفيد عموم تأكيد وجوب طاعته صلى الله عليه
وسلم فيما استقل به من التشريع، كما أكد ذلك الإمام الشاطبي حين قال:
"وسائر ما قرن فيه طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعة الله، دالٌ على
أن طاعة الله ما أمر به ونهى عنه في كتابه، وطاعة الرسول ما أمر به ونهى
عنه مما جاء به مما ليس في القرآن، إذ لو كان في القرآن لكان من طاعة
الله". (1)
(1/11) الصَّلاةَ
وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
[النور: 56] .وقوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ
اللَّهَ} [النساء: 80] ، وقد علق الحافظ ابن كثير على هذه الآية بقوله:
يخبر تعالى عن عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأن من أطاعه فقد
أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله (1) ... وفي هذا إشارة إلى حجية السنة
النبوية؛ لأن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تتحقق إلا إذا عمل بقوله
واقتدى بفعله (2) .
(1/12) الحكم في
الظاهر يعني الانقياد في الباطن، وهذه هي الطاعة والتسليم (1) المطلوبان
لحجية السنة النبوية بطريقة غير مباشرة.
(1/13) يدلُّ على
ذلك قوله تعالى: {إِنَّانَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ} الحجر: 9] . والمقصود بالذكر هو: القرآن والسنة، كما أخبر
بذلك غير واحد من السلف (1) ، وكل ما تكفَّل الله بحفظه هو مضمون من
الزيغ، والتحريف، وكل ما ثبت سلامته حجة للعمل والاستنباط.
(1/14)
المطلب
الثاني: ثبوت حجية السنة بالإحاديث النبوية
(1/14) ابن سارية
رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء
الراشدين المهديين تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ" (1) .
(1/15) الضلال،
فإن التفريط فيها وقوع في الضلال، وهذا يثبت حجية السنة.
(1/16) يبلغ من
هو أوعى له منه" (1) فدخول اللام على الفعل المضارع (يبلغ) يفيد الأمر،
وهذا الأمر منه صلى الله عليه وسلم إنما كان حماية لهذا المصدر المهم من
الضياع أو التحريف.
(1/17)
المطلب
الثالث: ثبوت حجية السنة بإجماع الآمة
(1/17) اتبع سبيل
غير المؤمنين. وقد نقل هذا الإجماع جمع كثير من أهل العلم المحققين (1) ،
فعلى سبيل المثال يقول العلامة القاسمي: ((انتهى العلماء المحققون إلى أن
الحديث الصحيح حجة على جميع الأمة، وأيدوا رأيهم هذا بالآيات القرآنية
التي تفرض على المؤمنين اتباع الرسول عليه السلام، والتسليم لحكمه، ورأوا
مَنْ يحكي خلاف هذا المذهب غيرَ خليقٍ بالانتساب إلى العلم وأهله، وإن
نسب نفسه أو نَسَبَتْه العامة إلى سعة المعرفة والتفقه في الدين)) (2) .
(1/18) أ) اتخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من ذهب - أو فضة - وجعل فصّه مما
يلي كفه، ونقش فيه: محمد رسول الله، فاتخذ النّاس مثله، فلمّا رآهم قد
اتخذوها رمى به، وقال: لا ألبسه أبداً. ثم اتخذ خاتماً من فضة فاتخذ
الناس خواتيم الفضة. (1)
(1/19) بشبهات
القرآن فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله)) (1) .
(1/20) صلى الله
عليه وسلم خبر يقر بصحته، ثم ردَّه بغير تقية، فهو كافر (1) .
(1/21)
المطلب
الرابع: ثبوت حجية السنة بالدلبل العقلي
(1/21) فرائض
مجملة غير مبينة، لم تفصل في القرآن أحكامها، ولا كيفية أدائها، فقال
تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [النساء: 77] ، و
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183] ، {وَلِلَّهِ عَلَى
النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران: 97] . ولم يبين كيف تقام الصلاة
وتؤتى الزكاة ويؤدَّى الصوم والحج. ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بين
هذا الإجمال بسنته القولية والعملية؛ لأن الله سبحانه وتعالى منحه سلطة
هذا التبيين بقوله عز شأنه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ
لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44] ، فلو لم تكن هذه السنة البيانية حجة على
المسلمين، وقانوناً واجباً اتباعه، ما أمكن تنفيذ فرائض القرآن ولا اتباع
أحكامه.
(1/22)
المبحث
الثاني:مكانة السنة من حيث مرتبتها
(1/23) المبحث
الثاني: مكانة السنة النبوية من حيث المرتبة
(1/24) المثال:
(1/25)
المطلب
الثاني: إثبات أن السنة هي المصدر الثاني بالأحاديث النبوية
(1/25) بعث معاذ
بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن وقال له: "ماذا تصنع إن عرض لك قضاء؟ قال:
أقضي بما في كتاب الله، قال: فإن لم يكن في كتاب الله؟ قال: بسنة رسول
الله، قال: فإن لم يكن في سنة رسول الله؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو. قال
معاذ: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري، وقال: الحمد لله الذي
وفَّق رسولَ رسولِ الله لما يرضي الله" (1) .
(1/26) المطلب
الثالث: إثبات أن السنة هي المصدر الثاني بالإجماع
(1/26) ويؤكد
الدكتور محمد لقمان هذه المنزلة للسنة بقوله: "الأخبار والآثار المذكورة
في مرتبة السنة من كتاب الله، وإن كان أكثرها متكلماً فيها إلا أن
المجموع يفيد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الأجلاء كانوا
يعدُّون السنة في المرتبة الثانية من القرآن، فالمقطوع به في المسألة أن
السنة ليست كالكتاب في مراتب الاعتبار" (1) .
(1/27)
الطلب
الرابع: إثبات أن السنة هي المصدر الثاني بالمعقول
(1/28) الوجه
الثاني: إن السنة إمَّا بيانٌ للكتاب، أو زيادة على ذلك. فإن كانت بياناً
فهي ثانية على المبيَّن في الاعتبار، إذ يلزمُ من سقوط المبيَّن سقوطُ
البيان، ولا يلزم العكس، وما شأنه هذا فهو أولى في التقدُّم، هذه واحدة،
والأخرى: إن لم تكن بياناً فلا يعتد بها إلا بعد ألا يوجد الحكم في
الكتاب، وهذا دليل على تقدم اعتبار القرآن الكريم على السنة (1) .
(1/29) المبحث
الثالث: مكانة السنة من حيث بيان الأحكام التشريعية
(1/30) المبحث
الثالث: مكانة السنة من حيث بيان الأحكام التشريعية
(1/31) من نحو
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا
أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً
عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء: 29] .
(1/32)
المطلب
الثاني: السنة مبينة لمجمل القرآن الكريم
(1/32) المراد
منه، ولا يعلم المطلوب منه؛ لأن إقامة الصلاة قد تحصل بفعل صلاة واحدة،
أو عدد من الصلوات وقد تحصل بطرائق مختلفة، وفي أوقات متعددة، ومعلوم أن
التكليف بالصلاة أو بغيرها لا يكون مبهماً وغامضاً، وإنما يكون واضحاً
ومعلوماً. وبالتالي فهذا اللفظ {الصَّلاةَ} مبهم وغامض ولا يعرف المراد
منه من الصيغة نفسها، أي: من هذا اللفظ وأسلوبه، وإنما يعرف بالرجوع إلى
أمر شرعي آخر، هذا الأمر الشرعي الذي بين المراد من لفظ الصلاة هو السنة
النبوية الشريفة. وهي: أقواله وأفعاله وتقريراته التي وضحت المقصود من
الصلاة، وبينت كيفيتها، ووقتها، وشروطها، وأركانها، ومندوباتها، وغير ذلك
مما هو معروف في أحكام الصلاة.
(1/33)
المطلب
الثالث: السنة مخصصة لعام القرآن الكريم
(1/34) وأيضاً
قوله تعالى: َ {أَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ} البقرة: 282] . فلفظ البيع
الوارد في الآية عام، يشمل كل أنواع البيوع، فالآية عامة في حل كل أنواع
البيوع ثم جاءت السنة وخصصت هذا العموم، بنهيه عن بيع الغرر، وعن البيوع
الفاسدة، وهو قوله لحكيم بن حزام: ((لا تبع ما ليس عندك)) (1) .
(1/35)
المطلب
الرابع: السنة مقيدة لمطلق القرلآن الكريم
(1/35) مقدار
الوصية هو الثلث، أو أقل، فلا يجوز إخراج الوصية بأكثر من ثلث المال الذي
تركه الميت. والحديث الذي قيد مطلق الوصية هو قوله: صلى الله عليه وسلم
"الثلث والثلث كثير" (1) .
(1/36)
المطلب
الخامس: السنة تثبيت أحكامها سكت عنها القرآن الكريم
(1/36) وما أعلم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لك شيئاً، ثم سأل الناس فقام
المغيرة بن شعبة فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس.
فقال أبو بكر: هل معك أحد؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك. فانفذه لها أبو
بكر رضي الله عنه)) (1) .
(1/37)
المطلب
السادس: السنة ناسخة لأحكام ثابتة في القرآن الكريم
(1/38) ومن أمثلة
السنة الناسخة للأحكام الثابتة في القرآن الكريم قول الرسول صلى الله
عليه وسلم: "لا وصية لوارث" (1) فإن هذا الحديث نسخ الوصية للوارث في
قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ
تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ
بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 180] وهذا بناءً
على رأي الجمهور.
(1/39)
المبحث
الرابع: مكانة السنة من حيث العمل بها
(1/40) المبحث
الرابع: مكانة السنة من حيث العمل بها
(1/41) المطلب
الأول: ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم قبل البعثة
(1/42)
المطلب
الثاني: ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم بعد البعثة
(1/43) مثل
إخباره عن سؤال القبر ونعيمه وعذابه، وعن البعث والحشر والشفاعة، ومن
أخباره أيضاً ما قصه علينا من سير الماضين من الأنبياء والصالحين، ويدخل
في أخباره ما يذكره عن المستقبل مما أطلعه الله عليه.
(1/44) الحديث"
(1) .
(1/45) أحاديث
قولية متواترة، ومشهورة، وآحاد، فقالوا: إن الأحاديث القولية المتواترة
توجب العلم والعمل، ولا مجال للشك فيها.
(1/46) وهو ما
يحتاج حدوثه إلى تحريك عضو كالضرب والشتم (1) .
(1/47) وذلك كما
في سرور الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه إذا سُرَّ استنار وجهه كأنه قطعة
قمر (1) . وكان إذا كره شيئاً رُئي في وجهه.
(1/48) يأخذ نفسه
بالمحافظة على جميع آثار الرسول صلى الله عليه وسلم. قال نافع: لو نظرت
إلى ابن عمر إذا اتبع آثار الرسول صلى الله عليه وسلم لقلت هذا مجنون (1)
.
(1/49) كداء،
ودخوله المسجد الحرام من باب بني شيبة. فقد اختلف العلماء في ذلك،
والراجح هو ما ذهب إليه جمهور العلماء: وهو أنه يستحب اتباع النبي صلى
الله عليه وسلم في هذه الأفعال ويُنْدَبُ إلى ذلك ولا يجب (1) .
(1/50) والدليل
على أن هذا من خصائصه أن الصحابة لم يتبركوا بأفاضلهم، وليس في الأمة بعد
نبيها أفضل من أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم، ولم ينقل
عن أحد منهم ولو حادثة واحدة أنهم تبركوا بهؤلاء الأولياء الأربعة فهذا
إجماع على الترك (1) .
(1/51) أما ما
فعله صلى الله عليه وسلم بحكم الاتفاق ولم يقصده، مثل أن ينزل بمكان
ويصلي فيه لكونه نزله لا قصداً منه صلى الله عليه وسلم لتخصيصه بالصلاة
والنزول فيه، فإن تخصيص ذلك المكان بالصلاة لا يكون تأسياً به صلى الله
عليه وسلم، لأنه لم يقصد ذلك المكان بالعبادة، ولذلك يقول شيخ الإسلام
ابن تيمية: "وهذا هو الأصل، فإن المتابعة في السنة أبلغ من المتابعة في
صورة العمل ولهذا لما اشتبه على كثير من العلماء جلسة الاستراحة: هل فعل
استحباباً أو لحاجة عارضة تنازعوا فيها، وكذلك نزوله بالمحصب عند الخروج
من منى لما اشتبه عليه، هل فعله لأنه أسمح لخروجه، أو لكونه سنة تنازعوا
في ذلك" (1) .
(1/52) ماء فعرضت
الصلاة فتيمما صعيداً طيباً فصلَّيا، ثم وجد الماء في الوقت فأعاد أحدهما
الصلاة والوضوء، ولم يُعد الآخر، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكرا ذلك فقال للذي لم يعد. أصبت السنة وأجزأتك صلاتك، وقال للذي توضأ
وأعاد: "ولك الأجر مرتين" (1) .
(1/53) الإسراع
فصلاَّها في وقتها. وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل الفريقان
فأقرهما، ولم يعنف أحدهما (1) .
(1/54) فعل، أو
تقرير وكان مقصوداً به التشريع والاقتداء، ونقل إلينا بسند صحيح يفيد
القطع أو الظن الراجح بصدقه يكون حجة على المسلمين، ومصدرًا تشريعياً
يستنبط منه المجتهدون الأحكام الشرعية لأفعال المكلفين (1) .
(1/55) القسم
الرابع: ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم اجتهاداً
(1/56) الوصول
إلى إظهار حكم الله في الحادثة وهو يفترق عن سائر الناس بتأييده بالوحي
الذي يقره على الصواب ويوجهه إلى الأولى.
(1/57) وحي فيه
(1) . وقول الرسول صلى الله عليه وسلم " أنتم أعلم بأمور دنياكم" ينطق
صراحة بأن الأمور التي ترجع إلى الخبرة والتجربة والشؤون الدنيوية كبعض
الأفعال الخاصة بالتجارة والزراعة لا يجب الاقتداء فيها والناس أدرى
بأحوالهم ومجريات أمورهم (2) .
(1/58) لو كان
تشريعاً ما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم عن رأيه، وأخذ برأي الحباب بن
المنذر ونفذ الرسول صلى الله عليه وسلم رغبة الحباب رضي الله عنه.
(1/59) وقد ورد
أيضاً عن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله: صلى الله عليه
وسلم "إنما أقضي بينكم برأيي فيما لم ينزل عليَّ فيه" (1) .
(1/60)
الاجتهادات (1) . ومن أمثلة اجتهاد الرسول في الأحكام الشرعية:
(1/61)
الخاتمة:
(1/62) فهرس لأهم
مصادر ومراجع البحث
(1/63) 12. تاريخ
التشريع الإسلامي، الشيخ مناع القطان- مؤسسة الرسالة - الطبعة العاشرة
1413 ?.
(1/64) 25. شرح
الكوكب المنير، للفتوحي الحنبلي المعروف بابن النجار دار الفكر ت دمشق
1400?.
(1/65) 36.
المعتمد، لأبي الحسين البصري دار الكتب العلمية - بيروت.
(1/66)
|
|