تدوين السنة النبوية في القرنين الثاني والثالث للهجرة
الكتاب: تدوين السنة النبوية في القرنين الثاني والثالث للهجرة تدوين
السنة النبوية في القرنين الثاني والثالث للهجرة
(1/1) 1-
تحديد المصطلحات:
(1/1) يرمز إلى
وجود التطور أو عدمه؛ وذلك لأن تعدد المصطلحات وتباينها يشير إلى أن
العملية قد مرت بأطوار متعددة، وكان لها في كل مرحلة مناهج جديدة، وخصائص
وميزات مباينة لما سبق، فكان لابد من تمييزها على مستوى المصطلح، والعكس
بالعكس، أي: إن وجود مصطلح واحد يعني جمودها على وضع واحد، وبُعْدها عن
أي شكل من أشكال التطور.
(1/2) "لم يدون
هذا العلم أحد قبل تدويني" (1) ، وقال الإمام مالك بن أنس: "أول من دون
العلم ابن شهاب" (2) .
(1/3) بسيطة
تتحقق في القليل مما قد يقع على ورقة، أو ربما بعضها، كما يمكن أن تتحقق
في أكثر من ذلك.
(1/4) والتدقيق
في استعمال المصطلحات في هذه القضية، وحيث إنه من المؤكد أن السنة
النبوية خضعت للتطور من هذه الناحية، فإن المراحل التي تدرجت عبرها منها
ما ينبغي أن يسمى كتابة لا غير، ومنها ما ينبغي أن يسمى تدوينا لكونه لا
ينطبق عليه إلا معنى التدوين، ومنها ما ينبغي أن يسمى تصنيفا لتوافر كل
مواصفات التصنيف فيه.
(1/5) العرض،
والتي على أساسها سيتم تناول تدوين السنة النبوية في هذه القرون الثلاثة،
وبها يظهر أن تقسيم المراحل كان ينبغي أن يؤخذ فيه بعين الاعتبار ما لكل
مرحلة من الخصائص المنهجية والنقدية والعلمية فذلك أولى من تقسيمها
زمنيا، لأنه قد يتقاسم القرن مرحلتان.
(1/6) 2-
تدوين السنة النبوية في القرن الثاني الهجري:
(1/6) ولم يقف
الأمر عند هذا الحد فقط، بل عرفت السنة النبوية ظاهرة خطيرة جداً هي
ظاهرة الوضع والاختلاق، فكانت داعيا أساسياً لدى العلماء الذين فطنوا
لبداياتها الأولى إلى التوقف عن أي تحرج من كتابة السنة والانطلاق نحو
تدوينها تدوينا رسميا في نهاية القرن الأول الهجري، وذلك في عهد الخليفة
عمر بن عبد العزيز الذي كلف ابن شهاب الزهري بالعملية.
(1/7) إلى كون
المدينة المنورة دار مقام النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده،
فكانت بذلك منبع السنة النبوية قولا تلقاه التابعون من أفواه الصحابة
وعملا توارثوه عنهم، وأما الصحة فلأنَّ أصح طرق السنن ما يرويه أهل
الحرمين مكة والمدينة، فإن التدليس فيهم قليل، والاشتهار بالكذب ووضع
الحديث عندهم عزيز، كما قال الخطيب البغدادي (1) :
(1/8) محمد
بالإضافة إلى ما سبق - ثقة رفيعا عالما فقيها إماما ورعا كثير الحديث (1)
.
(1/9) فعروة بن
الزبير ولا تشأ أن تُفَجِّر من عبيد الله بن عبد الله بحراً إلا فجرته؛
قال: ثم يقول لي عراك بن مالك: وأعلمهم عندي جميعا ابن شهاب فإنه جمع
علمهم جميعا إلى علمه " (1) .
(1/10) لأجل
الاستعانة بها فقط، ومن الأدلة على ذلك عدم ثبوت وصول كتاب إلى الزهري من
عمر في ذلك في مقابل اشتهار كتابه إلى ابن حزم، بالرغم من عدم تمكنه من
إرسال أي شيء إلى عمر وضياع تلك الكتب كما مر، فكيف يعقل أن يشتهر كتاب
عمر، لابن حزم، ولا ينقل - فضلا عن أن يشتهر - كتابه لابن شهاب؟.
(1/11) عن معمر
قال: "كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد بن يزيد فإذا
الدفاتر قد حملت على الدواب من خزائنه، يقول: من علم الزهري" (1) .
(1/12) ولم يكن
يقتصر على المرفوع من قول النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان يدون ما جاء
عن الصحابة أيضا ملحقا إياه بالسنن فقد روي عن صالح بن كيسان قال:
"اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم فقلنا نكتب السنن فكتبنا ما جاء عن
النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة فقلت
أنا: ليس بسنة فلا نكتبه، قال: فكتب، ولم أكتب، فأنجح، وضيعت" (1) .
(1/13) بكتب
السنن فكتبناها دفترا دفترا.." (1) هو هذا.
(1/14) "وجدنا
الحديث عند أربعة: الزهري وقتادة والأعمش وأبي إسحاق، وكان قتادة أعلمهم
بالاختلاف وكان الزهري أعلمهم بالإسناد… " (1) .
(1/15) وكأننا
بالزهري يريد بعمله هذا حصر صحيح السنة النبوية؛ جرَّاء إحساسه بالوضع
فيها.
(1/16) - التصنيف
وبدايته في القرن الثاني:
(1/17) المبارك
ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم
من أهل العلم والفضل صنفوا، فجعل الله تبارك وتعالى في ذلك منفعة كثيرة،
فنرجو لهم بذلك الثواب الجزيل من عند الله لما نفع الله المسلمين به فهم
القدوة فيما صنفوا" (1) .
(1/18) وكان منهم
من يضمن الكتاب اختياراته وآراءه كالإمام مالك رحمه الله.
(1/19) وقد وضح
أستاذنا الدكتور فاروق حمادة في هذا الصدد أن مصنفات القرن الثاني الهجري
- بالنظر إلى هذه العوامل - إنما نشأت لتردَّ على أهل الزيغ والبدع
والانحرافات والأهواء كالقدرية والخوارج والرافضة وأمثالهم، وخاض علماء
الحديث في هذه المرحلة معركة إثبات السنة وحجيتها وبيان موقعها في حياة
المسلمين (1) .
(1/20) وفي هذا
ما يدل على أن الإسناد لم يعرف في هذه المرحلة اكتماله ونضجه واستقراره
بعد.
(1/21) 3-
تدوين السنة النبوية في القرن الثالث الهجري:
(1/21) (ت 244هـ)
، وعبد بن حميد (ت249هـ) ، وإسحاق بن منصور (ت251هـ) ، ومحمد بن هشام
السدوسي (ت251هـ) ، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت255هـ) ومحمد بن
إسماعيل البخاري (ت256هـ) ، ومسلم بن الحجاج القشيري (ت261هـ) ومحمد بن
يزيد ابن ماجه (ت273هـ) ، وأبا داود سليمان بن الأشعث (ت275هـ) ، وأبا
عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت279هـ) ، وأبا عبد الرحمن أحمد بن
شعيب النسائي (ت303هـ) .
(1/22) الأوزاعي
بالشام، وأبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري بالكوفة، وأبو سلمة حماد بن
سلمة بن دينار بالبصرة، ثم تلاهم كثير من أهل عصرهم في النسج على
منوالهم. إلى أن رأى بعض الأئمة منهم أن يفرد حديث النبي صلى الله عليه
وسلم خاصة، وذلك على رأس المائتين، فصنف عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي
مسنداً وصنف مسدد بن مسرهد البصري مسنداً، وصنف أسد بن موسى الأموي
مسنداً وصنف نعيم بن حماد الخزاعي نزيل مصر مسنداً، ثم اقتفى الأئمة بعد
ذلك أثرهم، فقلَّ إمام من الحفاظ إلا وصنف حديثه على المسانيد كالإمام
أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة، وغيرهم من النبلاء.
ومنهم من صَنَّفَ على الأبواب وعلى المسانيد معا كأبي بكر بن أبي شيبة"
(1) .
(1/23) ومنها
أيضا ملحظ آخر نبه له الشيخ أبو زهو وهو الإشارة - من خلال كثرة الطرق
التي يوردونها - إلى أن طرق الحديث قد تتعدَّد، فيبلغ مبلغ الصحيح أو أنه
يصلح للاعتبار، ومنها ما تتبين صحته فيما بعد لأهل الحديث ونقاده، إلا أن
هذه الطريقة هي - في نظره - ذات عيوب، لأن المطالع لها
(1/24) فحينما
اتجه المحدثون بعد ذلك إلى تأليف المسانيد كان الغرض لديهم هو العناية
بوصل الأسانيد أولاً مع الاقتصار على المرفوع منها إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم لأنه المراد عند الاحتجاج، وقد نستطرد هنا إلى القول بأن
هذا الاتجاه تطور في النهاية، مُسْفرا عن اختيار مصطلح "السنن" عنوانا
جديدا للكتب التي ليس فيها شيء من الموقوف (1) ، وهي ما سنرجئ الكلام
عليه إلى حين.
(1/25) مما أعرض
عنه الأئمة من الصدر الأول، وألا يخالفه راويه من الصحابة قولا أو عملا
(1) .
(1/26) ألف حديث
غير صحيح" (1) وقوله: "ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح وتركت من
الصحاح لحال الطول" (2) وقوله: "صنفت كتابي الصحيح لست عشرة سنة خرجته من
ستمائة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله" (3) .
(1/27) عملياً
على هذا الاتجاه، وهو يدل بكل تأكيد على أنه كان ينطلق من رؤية واضحة
ومتكاملة نتيجة إدراكه لهذا الوضع، واستيعابه لحاجات العصر الراهن
ومتطلبات المستقبل، وجعل رحمه الله كتابه الجامع الصحيح الذي يمثل أرقى
مرحلة في التطور النقدي والفكري للأمة الإسلامية خلاصة للمسانيد التي
سادت قبله ومعظمها من تأليف شيوخه، تنكَّب فيه القصور والنقص الحاصل في
كل المصنفات السابقة فتحرى الصحيح المتصل من المرفوع، وتوسع في ذلك ليكون
الكتاب جامعا لفنون متنوعة وأبواب من الدين متعددة، كان بعضها يفرد في
مصنفات خاصة قبل زمانه، ورتب ذلك على أبواب الفقه إمعانا منه في التجاوب
مع الواقع ومتطلباته وإسعاف أهله في الحال والاستقبال بحاجاتهم من السنن
في سهولة ويسر.
(1/28) والترتيب.
وهذا هو ثالث الجوانب أي: جانب العرض والتبويب والترتيب الذي كان مجالا
لتفنن البخاري وإبداعه، إذ استطاع أن يُسَخِّر ذلك لغرض إبلاغ القارئ
آراءه في مجال النقد واختياراته في ميدان الفقه والاستنباط مستبدلا
اللمحة السريعة والإشارة الخفية بالعبارات والتعليقات الطويلة والمتكررة.
(1/29) والدقة
ويأتي في المرتبة بعده مباشرة، وقد ثبت عنه أنه قال: "صنفت هذا الصحيح من
ثلاثمائة ألف حديث"، وهو مُتَلَقَّى بالقبول ككتاب الإمام البخاري، وهما
معاً أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
(1/30) الكتاب،
فكان في ترتيبه لها مرتبطا بهذا المحور، ولا تكاد تجد للجانب الفقهي
أثراً إلا في التبويب العام، أما داخل الأبواب فإن ترتيب الأحاديث يتم
عنده حسب المعطيات الإسنادية والخصائص النقدية، إذ يراعي الشهرة والعلو
والخلو من العلة وأمثال ذلك (1) .
(1/31)
والمجتهدين على شتى المستويات شمولا واستقصاء وترتيبا.
(1/32) الدولابي
(ت227هـ) والدارمي عبد الله بن عبد الرحمن (ت255هـ) وأبي بكر الأثرم
(ت273هـ) .
(1/33) على
تخليصها واختصار مواضعها من أثناء تلك الأحاديث الطويلة، ومن أدلة
سياقها، على حسب ما اتفق لأبي داود" (1) .
(1/34) وقدم
المسندات النبوية الصرفة وإن للموطأ لوقعا في النفوس ومهابة في القلوب لا
يوازنها شيء" (1) .
(1/35) لقبولها،
ومعنى ذلك أن التلقي بالقبول للكتب الستة يعود في جزء كبير منه إلى كونها
ركزت على الحديث المشهور المتداول والمعمول به وليس الغريب أو الشاذ أو
المهجور، وقد دأب العلماء على اعتبار الاعتماد على الكتب الستة عملا
منهجيا صائبا يلزم به طلبة العلم بكل صرامة؛ لكيلا تزل أقدامهم باعتماد
غيرها من المصادر التي لم يراع فيها هذا الملحظ.
(1/36) (ت307هـ)
: "كتاب الله عز وجل أصل الإسلام وكتاب السنن عهد الإسلام" (1) .
(1/37) قال
الحافظ ابن رجب في شرحه: "… ومنهم من لم يشترط الصحة وجمع الصحيح وما
قاربه وما فيه بعض لين وضعف، أكثرهم لم يثبتوا ذلك، ولم يتكلموا على
التصحيح والتضعيف، وأول من علمناه بين ذلك أبو عيسى الترمذي رحمه الله،
وقد بين في كلامه هذا أنه لم يسبق إلى ذلك، واعتذر بأن هؤلاء الأئمة
الذين سماهم صنفوا ما لم يسبقوا إليه فإذا زيد في التصنيف بيان العلل
ونحوها كان فيه تأس بهم في تصنيف ما لم يسبق إليه، وقد صنف ابن المديني
ويعقوب بن شيبة مسانيد معللة، وأما الأبواب المعللة فلا نعلم أحدا سبق
الترمذي إليها، وزاد الترمذي أيضا ذكر كلام الفقهاء وهذا كان قد سبق إليه
مالك في الموطأ وسفيان في الجامع" (1) .
(1/38) اختيار
العلامة ابن رشيد السبتي حيث قال: "كتاب النسائي أبدع الكتب المصنفة في
السنن تصنيفا وأحسنها ترصيفا، وكان كتابه جامعا بين طريقي البخاري ومسلم
مع حظ كثير من بيان العلل. وفي الجملة فهو أقل الكتب بعد الصحيحين حديثا
ضعيفا ورجلا مجروحا" (1) ، ولذلك أطلق عليه اسم الصحة كل من أبي علي
النيسابوري وأبي أحمد بن عدي وأبي الحسن الدارقطني وأبي عبد الله الحاكم
وابن منده وعبد الغني بن سعيد الأزدي وأبي يعلى الخليلي وأبي علي بن
السكن وأبي بكر الخطيب وغيرهم (2) . وقال الحافظ ابن حجر مبينا مذهب
النسائي في التخريج عن الرواة: "فكم من رجل أخرج له أبو داود والترمذي
تجنب النسائي إخراج حديثه بل تجنب النسائي إخراج حديث جماعة من رجال
الصحيحين، فحكى أبو الفضل بن طاهر قال: سعد بن علي الزنجاني عن رجل
فوثقه، فقلت له: إن النسائي لم يحتج به؟ فقال: يا بني إن لأبي عبد الرحمن
شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم" (3) .
(1/39) استيعابها
للصحيح من أصول أحاديث الأحكام، قال الإمام النووي: "لم يَفُتْ الأصول
الخمسة إلا اليسير، أعني الصحيحين وسنن أبي داود والترمذي والنسائي" (1)
، على أنه تبين مما تقدم أن سنن أبي داود وحدها يصدق عليها هذا فكيف
بالخمسة جميعاً؟ فقد ذكر ابن القيم أن أصول الأحكام التي تدور عليها نحو
خمسمائة حديث وفرشها وتفاصيلها نحو أربعة آلاف حديث (2) ، وعدد ما في سنن
أبي داود أربعة آلاف وثمانمائة، كما نص على ذلك بنفسه.
(1/40) 4-
تدوين السنة النبوية في القرن الرابع الهجري:
(1/41) الصورة في
النقل والرواية تعويلا تاما، في حين قطع المتأخرون صلتهم بها وأحلُّوا
بدلها الرواية من الكتب. ونص كلامه في ذلك: "هذا وكان العلماء في الأدوار
السابقة لا يعتمدون إلا الرواية الشفاهية في نقل الأحاديث، ولا يعولون
على مجرد الكتب حتى ينقلوا أحاديثها بطريق السماع من مؤلفيها، ولو كلفهم
ذلك أن يرحلوا الشهور الطوال. أما في هذا الدور السادس فقد لفظت فيه
الرواية الشفهية أنفاسها، وذهب من بين الرواة ريحها، وطغى عليها التدوين
الذي بلغ أشده في ذلك الوقت؛ لهذا جعل العلماء الحد الفاصل بين المتقدمين
والمتأخرين من رواة الحديث وحملته هو رأس سنة ثلاثمائة، كما قرَّره
الحافظ الذهبي في خطبة ميزانه" (1) .
(1/42) عبد الملك
بن أيمن القرطبي (ت330هـ) وأبا محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسي
البلاذري (ت339هـ) وأبا محمد قاسم بن أصبغ البياني الأندلسي (ت340هـ)
وأبا الحسين خيثمة بن سليمان (ت343هـ) وأبا النصر محمد ابن محمد بن يوسف
الطوسي (ت344هـ) وأبا عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني المعروف بابن
الأخرم (ت344هـ) وأبا الوليد حسان بن محمد بن أحمد بن هارون القزويني
(ت344هـ) وأبا بكر أحمد بن سليمان النجاد (ت348هـ) وأبا علي سعيد بن
عثمان بن سعيد ابن السكن (ت353هـ) وأبا سعيد أحمد بن أبي بكر الحيري
(ت353هـ) وأبا حاتم محمد بن حبان البستي (ت354هـ) وأبا حامد أحمد بن محمد
بن شارك الهروي (ت355هـ) وأبا القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت360هـ)
وأبا بكر محمد بن الحسين الآجري (ت360هـ) وأبا علي الحسين بن محمد
الماسرجسي (ت365هـ) وأبا بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي
(ت371هـ) وأبا أحمد محمد بن أبي حامد بن الغطريف الجرجاني (ت377هـ) وأبا
عبد الله محمد بن العباس بن أحمد المعروف بابن أبي ذهل الضبي (ت378هـ)
وأبا الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني (ت385هـ) وأبا حفص عمر
بن أحمد بن شاهين (ت385هـ) وأبا سليمان حمد بن محمد الخطابي (ت388هـ)
وأبا بكر محمد بن عبد الله الجوزقي (ت388هـ) وأبا عبد الله محمد بن إسحاق
بن منده (ت395هـ) وإبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي (ت400هـ) وخلف بن
محمد الواسطي (ت401هـ) وأبا عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم الضبي
المعروف بابن البيع (ت405هـ) .
(1/43) وقد عمل
هؤلاء المصنفون في الغالب الأعم على إتمام الصرح الذي شيده أئمة القرن
الثالث وإكماله، فجاءت كتب هؤلاء مرتبطة بمؤلفات ذلك القرن جزئيا أو
كليا، ووجدت في ذلك اتجاهات متعددة كان منها اتجاه ارتبط بنفس الفكرة
والهدف اللذين كانا لدى بعض أعلام القرن الثالث فألف على منوالهم بقصد
إكمال المشروع الذي بدؤوه؛ ومن أشهر المصنفين في إطار هذا الاتجاه أبو
بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة (ت311هـ) ، وأبو علي سعيد ابن عثمان بن سعيد
بن السكن (ت353هـ) وأبو حاتم محمد بن حبان البستي (ت354هـ) ، فهؤلاء
جميعا صنفوا في الصحيح المجرد كالبخاري ومسلم وهم وإن كانوا لم يشترطوا
في الصحة درجة الشيخين، ولوحظ لدى بعضهم تساهل فقد قيل: إن أصح مَنْ
صَنَّفَ في الصحيح بعد الشيخين ابن خزيمة فابن حبان.
(1/44) رأيت
الأخبار طرقها كثرت ومعرفة الناس بالصحيح منها قلت: لاشتغالهم بكتبة
الموضوعات وحفظ الخطأ والمقلوبات، حتى صار الخبر الصحيح مهجوراً لا يكتب،
والمنكر المقلوب عزيزا يستغرب، وأن من جمع السنن من الأئمة المرضيين،
وتكلم عليها من أهل الفقه والدين، أمعنوا في ذكر الطرق للأخبار، وأكثروا
من تكرار المعاد للآثار؛ قصداً منهم لتحصيل الألفاظ على من رام حفظها من
الحفاظ، فكان ذلك سبب اعتماد المتعلم على ما في الكتاب وترك المقتبس
التحصيل للخطاب فتدبرت الصحاح لأسهل حفظها على المتعلمين وأمعنت الفكر
فيها؛ لئلا يصعب وعيها على المقتبسين".
(1/45) الكتاب.."
(1) .
(1/46) بموجبه
بارزة أكثر وراسخة ومحددة لطبيعة صلة الأمة بالكتاب والسنة، وانتسب الناس
من حيث عملهم بفروع الشريعة إلى إحدى المذاهب السائدة، بعد أن لم يكن
الأمر على هذه الصورة في القرن السابق.
(1/47) إلى
الكتاب فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب فيجتمع معه
في شيخه أو في من فوقه ولو في الصحابي مع رعاية ترتيبه ومتونه وطرق
أسانيده. وشرطه ألا يصل إلى شيخ أبعد حتى يفقد سنداً يوصله إلى الأقرب
إلا لعذر مِنْ علو أو زيادة مهمة. وربما أسقط المستخرج أحاديث لم يجد له
بها سنداً يرتضيه، وربما ذكرها من طريق صاحب الكتاب (1) .
(1/48) بالحديث،
بناء على التحسيس بالعجز عن التمييز بين المقبول والمردود في أغلب
النصوص، ومما قاله الحاكم بصدد ذلك: "فمن هؤلاء الأئمة أبو عبد الله محمد
بن إسماعيل الجعفي، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج رضي الله عنهما، صنفا في
صحيح الأخبار كتابين مهذبين، انتشر ذكرهما في الأقطار، ولم يحكم واحد
منهما أنه لم يصح من الحديث غير ما أخرجاه، وقد نبغ في عصرنا هذا جماعة
من المتبدعة يشمتون برواة الآثار بأن جميع ما يصح عندكم من الحديث، لا
يبلغ عشرة آلاف حديث وهذه الأسانيد المجموعة المشتملة على ألف جزء أو أقل
أو أكثر منه كلها سقيمة غير صحيحة.." (1) ، ثم ربط تأليفه للكتاب بهذا.
(1/49) (ت400هـ)
أطراف الصحيحين وعمل مثله خلف بن محمد الواسطي.
(1/50) أيضا
"كتاب الثقات"، ولابن عدي أبي أحمد الجرجاني (ت365هـ) كتاب "الكامل في
ضعفاء الرجال"، وهو من أهم الكتب في هذا المجال وعليه مُعَوَّل المحدثين،
وللحاكم كتاب معرفة علوم الحديث وقبله وضع الرامهرمزي الحسن بن خلاد
(ت360هـ) كتابه "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" الذي يعد أول كتاب
وضع في علم أصول الحديث.
(1/51)
الخاتمة:
(1/52)
مصادر ومراجع
(1/53) 10 - تطور
دراسات السنة النبوية ونهضتها المعاصرة وآفاقها، بيروت دار إحياء العلوم،
ط1، 1413?/1993م حمادة، فاروق.
(1/54) 19 -
الجرح والتعديل، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1371?/1952م ابن أبي
حاتم، أبو محمد عبد الرحمن الرازي.
(1/55) 28 -
الصحيح بترتيب ابن بلبان، بيروت، دار الكتب العلمية ابن حبان، محمد بن
أحمد أبو حاتم التميمي البستي.
(1/56) 37 -
الكامل في ضعفاء الرجال، بعناية مختار غزاوي، بيروت، دار الفكر، ط3،
1409?/1988م ابن عدي، أحمد بن عبد الله الجرجاني.
(1/57)
|
|