كيف يستفيد طالب العلم من كتب السنة
الكتاب: كيف يستفيد طالب العلم من كتب السنة ـ[كيف
يستفيد طالب العلم من كتب السنة]ـ
(/)
كيف يستفيد
طالب العلم من كتب السنة (1)
(1/1) فلا شك أن
الكتابة على حساب الحفظ، وكل واحد منا يدرك ذلك في أموره العادية، الذي
يكتبه لا يعتني به، ولا يودعه سويداء قلبه ليحفظه، ولذا تجد الإنسان إذا
لم يكن معه قلم أو ورقة يكتب بها، واحتاج إلى أمر من الأمور، وأظهر ما
يوجد الآن الأرقام -أرقام الهواتف- التي صارت هي شغل الناس الشاغل، إذا
لم يكن معه قلم حفظه، هذا شيء مجرب، إذا سجله وكتبه هذا آخر عهده به،
فجاء النهي عن الكتابة؛ خشية أن يعتمد الناس على الكتابة ويهملوا الحديث،
لكن لا مفر ولا مناص ولا محيص عن الكتابة ولا محيد، لماذا؟
(1/2) استمر
الأمر على ذلك في القرن الأول والثاني والثالث والرابع، وجمعت السنة، ولم
يفت الأمة منها شيء؛ لأن الأمة معصومة من أن تفرط في شيء من دينها، لكن
قد يقول قائل: ماذا عما يحفظه الأئمة من مئات الألوف من الأحاديث، الإمام
أحمد يحفظ سبعمائة ألف حديث، الإمام أبو داود يحفظ ستمائة ألف حديث
وهكذا، أين ذهبت هذه الأحاديث؟ البخاري بالمكرر لا يزيد على سبعة آلاف
ومائتين وخمسين حديث، بالمكررات، مسلم قريب منه، أو يزيد عليه قليلاً،
أوصله بعضهم إلى الثمانية، أعظم دواوين الإسلام المسند، أوصلوه إلى
أربعين ألف حديث وبالعدد الدقيق والتحري يبلغ الثلاثين، أين ذهبت مئات
الألوف من الأحاديث؟
(1/3) لأن الشخص
-مريد العلم- إذا احتاج إلى شيء من الكتب إما أن ينسخه بنفسه، أو يدفع
أجرة لمن ينسخه له، وتكون أو يكون ورود الكتب إليه بالتدريج، وحينئذ
يتسنى له قراءة هذا الكتاب ومراجعته، فإذا نسخ الكتاب بيده، نسخ الكتاب
–بالتجربة- أفضل من قراءته عشر مرات، هذا بالتجربة، وكذا لو دفع أجرة لمن
ينسخه له فإنه لم يفرط في هذا الكتاب الذي حرص عليه واستعاره ودفع أجرة
لمن ينسخه، والنسخ كما تعلمون بالتدريج، ما هو مثل المطابع الآن، وجدت
المطابع، والخلاف الحاصل في الكتابة في أول الأمر حصل في الطباعة في آخر
الأمر، ووجد من أهل العلم من يمنع طباعة كتب العلم الشرعي في المطابع،
لماذا؟ لأن الناس يعتمدون على هذه المطبوعات، ويقتنون الكتب المطولة
بكميات، وبإمكان الشخص أن يقتني في يوم واحد عشرات بل مئات المجلدات، وما
عليه إلا أن يرص هذه المجلدات في الدواليب، ثم لا يتسنى له مراجعة
الجميع، فصارت الطباعة مع تيسيرها وتسهيلها صارت على حساب التحصيل، وهذا
مشاهد، كان أهل العلم وطلاب العلم يعانون أشد المعاناة من نسخ الكتب،
يسهرون الليالي المقمرة على الأنوار الخافتة ينسخون الكتب، وبهذا
حصَّلوا، لكن الآن من اليسير جداً أن تخرج إلى المكتبات وتشتري جميع ما
تريد في ساعة، لكن إذا رجعت ماذا تصنع؟ ترص هذه الكتب في الدواليب، ويبقى
بقية يومك للاستجمام، الآن أنت ضمنت الكتب عندك، ولا عليها فوات، بدل
اليوم غداً -وهذا شيء مجرب يا إخوان، ما هو من فراغ- ولذا منع بعض
العلماء طباعة كتب العلم الشرعي.
(1/4) قد يقول
قائل: هذا من جهلهم، والناس أعداء لما يجهلون، وبعض الناس عنده ردة فعل
من الأمور المحدثة، سواءً كانت تؤثر في أمور الدين أو لا تؤثر، نعم بعض
الناس عنده وقفة لا يستعجل في الأمور، وهذه محمدة، مع أن أثر الطباعة
لوحظ في تخلف العلم والتحصيل، وهذا شيء ظاهر، ولذا بعض شيوخ الأزهر قال:
تمنع طباعة كتب العلم الشرعي، اطبعوا كتب الأدب والتاريخ وإن شئتم .. ،
واللغة أيضاً، لكن كتب الحديث والتفسير والعقائد لا تطبعوها، من أجل إيش؟
من أجل أن يعتني الناس بالكتابة ويتداولون الكتب بحرص وعناية، وهذا أمر
مشاهد، لما كانت الكتب قليلة والناس يحرصون على قراءتها واستعارتها
ونسخها ويتداولونها، لكن لما كثرت،. . . . . . . . . ثم بعد ذلكم استسلم
أهل العلم للأمر الواقع، فأجمعوا على جواز طباعة الكتب، استمر الأمر على
ذلك عقود -بل قرون- ثم جاءت هذه الحواسيب، وهذه الآلات التي تيسر لك ما
تريد وأنت جالس، بضغطة زر تحصل على جميع ما تريد، تبحث عن حديث تضغط زراً
ويظهر لك جميع طرق الحديث، مائة طريق، خمسين طريق، سبعين طريق إلى آخره،
لكن النتيجة؟ النتيجة هل يحفظ العلم بهذه الطريقة؟
(1/5) وعمد كثير
من أهل العلم إلى تعسير العلم، سواءً كان في وسيلة الحصول إلى المعلومة،
فغير الترتيب عن الترتيب المألوف، ابن حبان في الأنواع والتقاسيم في
صحيحه رتبه على طريقة غريبة مبتكرة لم يصنعها غيره، خشية أن يأتي الطالب
الذي يبحث عن الحديث فيجده بسهولة، الحديث في الطهارة في أول الكتاب، في
الصلاة، افتح لك زيادة خمسين ستين صفحة وتجده، في الزكاة، وهكذا، وهذا
مقصود، ومنهم من عمد إلى تعسير العلم بطريقة أخرى، وهي صعوبة الأسلوب،
بعضهم يعقد الأسلوب من أجل أن يعاني الطالب فهم هذا الكتاب، فإذا فهمه
بعد معاناة ثبت عنده ورسخ، وهذه طريقة مألوفة عند أهل العلم سواءً كانت
في الفقه أوفي أصول الفقه أو في العربية أو في غيرها من العلوم، وجاء في
عصرنا من ذلل العلم لطلابه وسهله ويسره بنية صالحة، وهو مأجور على ذلك،
لكن من يستفيد من مثل هذه الكتب؟
(1/6) هل نقول
لطالب العلم: وأنت في عصر الحواسيب انسخ الكتب؟ نقول: لا تنسخ الكتب،
اقرأ الكتب، أقل الأحوال، كان المتقدمون لا يفهرسون الكتب، ولا يعنون
بترقيمها وحسابها، همتهم أعلى من ذلك؛ لأن طالب العلم إذا أراد الفائدة،
طالب العلم إذا أراد الفائدة وبحث عنها بنفسه من غير فهارس، فإنه وهو في
طريقه لتحصيل هذه الفائدة يستفيد عشرات الفوائد، كثير منها أهم من هذه
الفائدة التي يبحث عنها، الآن اضغط الحاسب للمسألة التي تريد، فتخرج لك
نفس المسألة دون غيرها، نعم نستفيد من هذه الآلات، لكن لا نعتمد عليها،
نستفيد منها إذا ضاق الوقت، خطيب جمعة، شخص عنده درس أو محاضرة، وعنده
حديث يريد أن يتأكد منه، ولم يبق من الوقت ما يسعف، نقول: اضرب الحاسب
الآن، اضرب على الكمبيوتر وشوف هل هو صحيح وإلا، الآن ما عندك وقت، أنت
مضطر الآن، وآخر يريد أن يختبر عمله، فخرج الحديث حسب قدرته واستطاعته،
وجمع ما استطاع بعد أن بذل وسعه واجتهد، جمع الطرق التي في وسعه وفي
مقدوره، جمع عشرين طريقاً للحديث، وأراد أن يختبر عمله، هل هناك زيادة؟
لا مانع من أن يضرب الحاسب ويطلع على ما فيه من زيادات، وإذا وجد من
الزيادات في هذا الحاسب زيادة على ما تعب عليه، لا شك أنه سوف يعتني بهذه
الزيادة ويحفظها، بخلاف ما لو جاء ابتداءً إلى هذا الحاسب.
(1/7) لكن ثقوا
ثقة تامة أن العلم في الكتب، العلم متين ويحتاج إلى معاناة، ويحتاج أيضاً
إلى تردد على الشيوخ، أهل الخبرة، أهل الدراية، أهل العلم والعمل، مع
المراجعة بالانفراد والمذاكرة مع الغير، أما شخص يحضر الدروس، وإذا خرج
من الدرس هذا آخر عهده بالكتاب، فمثل هذا لا يفلح غالباً، كما قرر ذلك
أهل العلم.
(1/8) وهذا
الكلام ليس خاصاً بالسنة، هذا لجميع العلوم، إذا أردت أن تحضر درساً في
التفسير، وتعرف طريقة الشيخ أنه في اليوم يشرح آيتين ثلاث، عليك أن تحفظ
هاتين الآيتين أو الثلاث، ثم تقرأ في كلام أهل العلم الموثوقين ما يعينك
على فهم هاتين الآيتين -الآيتين أو الثلاث- ثم بعد ذلك تذهب إلى الشيخ،
وتستفيد ما يزيده الشيخ على ما قرأت، ثم بعد ذلك تذاكر مع إخوانك وزملائك
في الدرس، وكل واحد يزيد مما أعطاه الله من العلم على صاحبه، وبهذا يتمكن
الطالب من التحصيل.
(1/9) أقول: كتب
السنة متنوعة، قصد أهل العلم من تنوعها وتنويعها إفادة جميع المستويات
لطلاب العلم، فمنها الكتب المجردة عن الأسانيد التي قصد أهل العلم من
تأليفها أن يحفظها مبتدئُو الطلبة، وهذه الكتب عادة هي التي يبدأ بها
بالنسبة للسنة، ومن أهم هذه الكتب، بل أول درجة في السلم:
(1/10) على كل
حال النووي معروف أمره، والحديث عنه يطول، لكن الذي يهمنا كتابه الأربعين
النووية، فيقرأ عليه شرح المؤلف، شرح الأربعين للنووي نفسه، شرح مختصر
ومتقن، ولا مانع أن يقرأه المنتهي مقروناً بشرح الحافظ ابن رجب، المسمى
جامع العلوم والحكم، وهذا الكتاب كغيره من مؤلفات هذا الإمام فيها من
العلم العجب العجاب، فيها علم السلف، وشرحه للأربعين شاهد لذلك، شرحه
للبخاري لو كمل لكان من العجائب، وشرحه للترمذي أيضاً شيء أشيد به، لكن
مع الأسف أنه لا يوجد منه إلا القسم الأخير وهو شرح العلل.
(1/11) هناك
أيضاً من الكتب التي اختصرها أهل العلم وحذفوا أسانيدها لتحفظ: المحرر في
الحديث للإمام الحافظ ابن عبد الهادي، وهو كتاب متقن، على اسمه محرر
مضبوط، فيه إشارات ودقائق إلى علل الأحاديث قد لا توجد عند غيره، ولكنه
لم يُعتَنَ به، لا يوجد له شرح مطبوع، وإن التفت الناس إليه في الأخير،
ووضعوا فيه الدروس والدورات وشرحوه بأشرطة، وهو حري وجدير وخليق
بالعناية، فعلى طالب العلم أن يعتني به.
(1/12) وأيضاً:
كتبهما حشرت وملئت بأقوال بعض الطوائف المبتدعة، اضطروا إلى ذكرها من أجل
روجان هذه الكتب في تلك البلاد؛ لأنهم جل سكان أو غالب سكان اليمن في
وقتهم فيحتاجون إلى ذكر مذاهبهم لتروج هذه الكتب.
(1/13) شرحه
أيضاً: الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في شرح مملوء بالفوائد،
وهو من أنسب ما يقرأ على العوام؛ لأن الشيخ -رحمه الله- له طريقة في
تسهيل العلم بحيث يناسب جميع المستويات، يستفيد منه المنتهي، ويفهمه
المبتدئ.
(1/14) أيضاً
بالنسبة للسنة حفظ الناس السنة -ولله الحمد- يوجد شباب يحفظون الكتب
الستة على طريقتهم، يعني على اصطلاحهم، وإن كان قولهم الكتب الستة فيه
تجوز؛ لأنهم لا يحفظون التكرار، ولا يحفظون الأسانيد، ولا يحفظون .. ،
لكن خيراً عظيم هذا، خير عظيم هذا.
(1/15) على كل
حال موطأ الإمام مالك كتاب نفيس وموجود، ومختصر، وله روايات كثيرة من
أهمها وأشهرها رواية يحيى بن يحيى الليثي، هذه أشهر الروايات، وعليها
أكثر الشروح، عليها شروح ابن عبد البر التمهيد والاستذكار، وعليها أيضاً:
شرح الباجي، المسمى أيش؟ المنتقى، وهو كتاب نفيس، إضافة إلى كتب ابن عبد
البر، يعتنى بها لفهم الموطأ.
(1/16) فعلينا أن
نفهم هذه الدقيقة، يأتي من يقول لك: كيف الإمام أحمد .. ، المسند لمن يا
أخي؟ للإمام أحمد إجماعاً، ما أحد يخالف في هذا، كيف يقول: حدثنا
عبدالله، الإمام أحمد يقول: حدثنا عبد الله ممكن؟ هذا مستحيل!! حدثنا عبد
الله قال: حدثني أبي، إذن لا بد من أن نعرف مثل هذه الأمور.
(1/17) هناك
الجوامع، وإذا أردنا الترتيب الزمني قلنا: المسانيد قبل الجوامع،
المسانيد: ومن أعظمها وأجلها مسند الإمام أحمد بن حنبل، والمترجمون
يتفقون على أنه أربعين ألف، لكنه لما طبع بالترقيم وجد ثلاثين، وهذه
المسألة لا إشكال فيها.
(1/18)
كيف يستفيد
طالب العلم من كتب السنة (2)
(2/1) لأن مؤلف
السنن يترجم بحكم شرعي، باب تحريم كذا، باب وجوب كذا، فهو يترجم بحكم
شرعي، وهو ينتقي للاستدلال على هذا الحكم بأقوى ما يجد، بخلاف من يترجم
بترجمة صحابي.
(2/2) ابن
الصلاح عد الدارمي من المسانيد، فانتقد في عده للدارمي من المسانيد، وهو
مرتب على الأبواب، لا يقال: إن الحافظ العراقي يريد بالمسانيد المعنى
الأعم وهو الأحاديث المروية بالأسانيد كما جاء في تسمية البخاري الجامع
الصحيح المسند، المختصر من أخبار النبي -عليه الصلاة والسلام- وأحواله
وسننه وأيامه، هذا بالمعنى الأعم، لكن هو يتحدث عن الأسانيد –المسانيد-
بالمعنى الاصطلاحي، فانتقد عليه عده الدارمي من المسانيد، اللهم إلا إن
كان يريد المسند الذي أشار إليه الخطيب البغدادي في ترجمة الدارمي مما لم
يوقف عليه، هذا شيء آخر، ولعله أراد ذلك.
(2/3) من قرأ في
مقدمة تحفة الأحوذي، قال: لم يفقد من كتب السنة شيء، كلّ الكتب بخطوط
الأئمة، كل ما تريد، مسيل اللعاب يسمونه، كل ما تريد، تجد المسند بخط عبد
الله بن الإمام أحمد، وعليه خطوط الأئمة من بعده، وكذا وكذا، في الخزانة
الجرمنية، وكل خذ من أمثلة كثيرة جداً، خطوط الأئمة، لكن الواقع، أين
الأمة عن هذه الكتب؟
(2/4) المغاربة
-ومنهم ابن حزم- فضلوا صحيح مسلم؛ لأنه ليس فيه بعد الخطبة إلا حديث
السرد، الحديث سرد، ما فيه ولا تراجم، ما في باب كذا، كتاب كذا، ولا فيه
آثار إلا القليل النادر، فالبخاري مملوء بالتراجم والآثار من أقوال
الصحابة والتابعين، وفيه المعلقات، فيه ألف وثلاثمائة وأربعين حديث
معلَّق، يعني حذفت أسانيدها أو بعض أسانيدها، بينما صحيح مسلم ليس فيه
آثار إلا القليل النادر، وليس فيه تراجم، والمعلقات التي فيه عدتها أربعة
عشر حديثاً كلها موصولة في صحيح مسلم، إلا واحد موصول في البخاري، إذن
لسنا بحاجة إلى بحث معلقات مسلم، يعني وجود هذه المعلقات في صحيح مسلم
مؤثر وإلا غير مؤثر؟ غير مؤثر؛ لأنها كلها موصولة في الصحيح نفسه سوى
واحد موصول في البخاري.
(2/5) مسلم لا
شك أنه يتصرف تصرفاً بارعاً في تقديم وتأخير بعض الأسانيد والمتون، ومن
أدلة ذلك الأثر الذي ذكره بين أحاديث المواقيت مما لا علاقة له
بالمواقيت، لما ذكر هذه الأسانيد التي برع رواتها في سياقها، وأبدع في
ترتيبها قال: وقال يحيى بن أبي كثير: "لا يستطاع العلم براحة الجسم، لا
يستطاع العلم براحة الجسم".
(2/6) هناك شرح
الحافظ ابن حجر، واعتمد اعتماد كبير على الكرماني، وتصدى له بالنقد، في
جميع أوهامه، وشرح الحافظ شرح عظيم نفيس، لا يستغني عنه طالب علم، لا
يستغني عنه طالب علم.
(2/7) وشرح
العيني لا سيما في ربعه الأول شرح ماتع ونافع وجامع، مرتب ترتيباً
بديعاً، مرتب ترتيباً بديعاً، ثم بعد ذلك في ربعه الثاني اختصر، ثم في
نصفه الأخير أجمل، بينما شرح الحافظ ابن حجر متوازن، يشرح الحديث من أول
الكتاب إلى آخره بنفس واحد.
(2/8) المقصود
أن القسطلاني اعتنى بضبط روايات الصحيح اعتنى بألفاظ الصحيح بدقة، ينبه
على كل شيء، بينما ابن حجر اعتمد على رواية أبي ذر ونبه على ما سواها عند
الحاجة، نعم هناك أمور لا تحتاج إلى تنبيه لم يترتب عليها شيء، لكن
القسطلاني لا يفلته، يبين، وله عناية بضبط الصحيح؛ لأنه قرأ الصحيح
مراراً على ابن مالك الإمام اليونيني -رحمه الله تعالى- قرأ الصحيح على
ابن مالك -عفواً لا ما هو القسطلاني، نأتي بالتدريج- اليونيني هذا أشهر
من اعتنى بالصحيح، وأكثر الناس عناية بضبط الصحيح، قرأ الصحيح على ابن
مالك مراراً يصوب له الروايات التي تحصلت لدى اليونيني، ويوجه ما خالف
العربية منها، واليونيني هذا دون فروق الروايات، نعم، على نسخة سميت
اليونينية الأصلية، وهذه اليونينية لها فرع قوبلت عليها، قوبل الفرع
عليها مراراً فوجد مضبوطاً متقناً.
(2/9) وهناك
كتاب آخر لشخص متأخر اسمه (مبتكرات اللآلي والدرر في المحاكمة بين العيني
وابن حجر) يحتاجه طلاب العلم، يحتاجه طلاب العلم، يذكر كلام ابن حجر
وتعقبات العيني ويحكم بينهما، والمسألة تحتاج إلى مزيد؛ لأنه ليس كل
الإشكالات أجيب عنها، وليست كل المحاكمات سطرت، ووفق بينها، ووزن بينها.
(2/10) نعتني
بالبخاري، كيف إذن نقول: إن مسلم يعتني بالألفاظ بدقة، الإمام مسلم يعتني
بألفاظ الرواة التي وصلت إليه، الإمام مسلم يعتني بألفاظ الرواة التي
وصلت إليه من طريقه، البخاري حافظ، بل هو أحفظ من مسلم، نعم مسلم صنف
كتابه في بلده ومع شيوخه، والبخاري ألفه وهو بعيد عن بلده، لكن الإمام
البخاري حفظه شهير، لا يدانيه مسلم ولا يقاربه.
(2/11) من شروح
مسلم المهمة التي ينبغي لطالب علم أن يعتني بها شرح النووي، وهو على
اختصاره شرح مبارك نفيس، مناسب لآحاد الطلاب، ينبغي أن يبتدئ به طالب
العلم قبل شروح البخاري؛ لأن شروح البخاري مطولة، فإذا ابتدأ طالب العلم
بقراءة فتح الباري يمكن يترك القراءة؛ لطوله –يمل- بينما لو بدأ
بالكرماني أو شرح مسلم مشت أموره، وأحب القراءة، ثم بعد ذلكم تدرج فيما
هو أطول منه.
(2/12) سنن أبي
داود: وهو كتاب نفيس يبيه أهل العلم وخدموه، وشرطه في الجملة مقبول،
والضعيف فيه أقل مما في جامع الترمذي، ومما في سنن النسائي وابن ماجه،
ولذا استحق أن يكون ثالث الكتب، ثالث الكتب، إنما قدمنا الكلام على جامع
الترمذي لأنه جامع، يناسب الكلام مع الجوامع.
(2/13) هو قابل
للاختصار إلى أقل من ذلك، هو قابل .. ؛ أطال في تراجم الرواة، ينقل
الترجمة من التهذيب، وينقل ما قيل في الشروح، يعني المسألة قابلة، على
أنه لم يعتنِ -وفقه الله- على ما بذل في الكتاب بأهم ما ينبغي أن يتكلم
عليه في الكتاب وهو العلل.
(2/14) على كل
حال بالنسبة للشراح -مناهج الشراح- وهذا مهم جداً، أما مناهج المتون
معروفة عند أهل العلم، مناهج الشراح لنا مجموعة أشرطة ألقيت في دورة، وهي
بصدد أن تفرغ ويزاد عليها، وتنشر في كتاب إن شاء الله تعالى.
(2/15) البعض
يقلل من أهمية علم مصطلح الحديث نظراً لتوفر الكتب التي تعنى بالتخريج
مثل كتب الشيخ الألباني وغيره من أهل العلم فما .. ؟
(2/16)
|
|