العقيدة الصحيحة وما يضادها
الكتاب: العقيدة الصحيحة وما يضادها
العقيدة
الصحيحة وما يضادها
(1/3) وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره؛ فهذه الأمور الستة هي أصول
العقيدة الصحيحة التي نزل بها كتاب الله العزيز، وبعث الله بها رسوله
محمدا عليه الصلاة والسلام، ويتفرع عن هذه الأصول كل ما يجب الإيمان به
من أمور الغيب، وجميع ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأدلة
هذه الأصول في الكتاب والسنة كثيرة جدا.
(1/4)
الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة21 -22)
(1/5) فيهم
بعلمه وقدرته كما يشاء سبحانه، وأنه مالك الدنيا والآخرة ورب العالمين
جميعا، لا خالق غيره، ولا رب سواه، وأنه أرسل الرسل وأنزل الكتب لإصلاح
العباد ودعوتهم إلى ما فيه نجاتهم وصلاحهم في العاجل والآجل، وأنه سبحانه
لا شريك له في جميع ذلك؛ كما قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ
حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ
أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
(لأعراف:54) .
(1/6) أم
المؤمنين سلمة رضي الله عنها. وقال الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن
المبارك رحمة الله عليه: "نعرف ربنا سبحانه بأنه فوق سماواته على عرشه،
بائن من خلقه".
(1/7) وإسحاق بن
راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من
غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين
منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، وليس كمثله شيء وهو السميع
البصير، بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري
قال: "من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس
فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به
الآيات الصريحة، والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى
عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى".
(1/8) إلى جميع
الثقلين، وأنزل عليه هذا القرآن ليحكم به بينهم، وجعله شفاء لما في
الصدور وتبيانا لكل شيء، وهدى ورحمة للمؤمنين، كما قال تعالى: {وَهَذَا
كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ} (الأنعام:155)
(1/9) قال
سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (لأنفال: من الآية75)
وقال عز وجل: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} (الطلاق: من
الآية12) .
(1/10) أفضلهم
أبوبكر الصديق، ثم الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المرتضى رضي
الله عنه الله عنهم أجمعين؛ وبعدهم بقية العشرة، ثم بقية الصحابة رضي
الله عنهم أجمعين؛ ويمسكون عما شجر بين الصحابة، ويعتقدون أنهم في ذلك
مجتهدون، من أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر؛ ويحبون أهل بيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم المؤمنين به، ويتولونهم، ويتولون أزواج رسول الله صلى
الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويترضون عنهن جميعا، ويتبرؤن من طريقة
الروافض الذين يبغضون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم،
ويغلون في أهل البيت، ويرفعونهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله عز وجل،
كما يتبرؤن من طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل.
(1/11) لهم حقيقة
ما يدعو إليه حتى هدى الله منهم من هدى، ثم دخلوا بعد ذلك في دين الله
أفواجا، فظهر دين الله على سائر الأديان بعد دعوة متواصلة وجهاد طويل من
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، والتابعين لهم
بإحسان؛ ثم تغيرت الأحوال، وغلب الجهل على أكثر الخلق، حتى عاد الأكثرون
إلى دين الجاهلية، بالغلو في الأنبياء والأولياء، ودعائهم والاستغاثة
بهم، وغير ذلك من أنواع الشرك، ولم يعرفوا معنى لا إله إلا الله كما عرف
معناها كفار العرب، فالله المستعان.
(1/12) لجميع
الأديان السماوية، ومفضية بأهلها إلى أسوأ العواقب في الدنيا والآخرة.
(1/13)
والمستحيلات، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا؛ ويدخل في ذلك من نفى بعض
الصفات وأثبت بعضها كالأشاعرة، فإنه يلزمهم فيما أثبتوه من الصفات نظير
ما فروا منه في الصفات التي نفوها وتأولوا أدلتها، فخالفوا بذلك الأدلة
السمعية والعقلية، وتناقضوا في ذلك تناقضا بينا؛ أما أهل السنة والجماعة
فقد أثبتوا لله سبحانه ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسوله محمد صلى الله
عليه وسلم من الأسماء والصفات على وجه الكمال، ونزهوه عن مشابهة خلقه
تنزيها بريئا من شائبة التعطيل، فعملوا بالأدلة كلها ولم يحرفوا ولم
يعطلوا، وسلموا من التناقض الذي وقع فيه غيرهم - كما سبق بيان ذلك -،
وهذا هو سبيل النجاة، والسعادة في الدنيا والآخرة، وهو الصراط المستقيم
الذي سلكه سلف هذه الأمة وأئمتها، ولن يصلح آخرهم إلا بما صلح به أولهم،
وهو اتباع الكتاب والسنة وترك ما خالفهما.
(1/14)
|
|