رسالة في أسس العقيدة
الكتاب: رسالة في أسس العقيدة [مقدمة
في العقيدة الإسلامية]
(1/3) مقدمة إن
الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي
له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
(1/4) [تعريف
العقيدة]
(1/5) جبريل -
عليه السلام - عن الإيمان فقال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» .
(1/6) (الأنعام
الآية: 82) .
(1/7) [مصدر
تلقي العقيدة الإسلامية]
(1/8) {الر
تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [يوسف: 1] (يوسف الآية: 1) ،
وقوله: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}
[آل عمران: 138] (آل عمران الآية: 138) ، وقوله: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا
عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [المائدة: 92] المائدة الآية:
92) ، وقوله: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ
مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]
(النحل الآية: 44) .
(1/9) مستحق
للعبادة وحده دون سواه، ونحو ذلك، لكن لا يمكن أن يستقل بمعرفة وإدراك
تفاصيل هذا العلم، إذ لا تدرك التفاصيل إلا من الكتاب والسنة.
(1/10) فمن ناحية
القدرة يجب على القادر على سماع العلم وفهم دقيقه ما لا يجب على العاجز
عن ذلك، ويجب على من سمع النصوص وفهمها من علم التفصيل ما لا يجب على من
لم يسمعها، ويجب على المفتي والحاكم والعالم ما لا يجب على آحاد العامة.
(1/11) [أصول
الإيمان]
(1/12) «كل مولود
يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج
البهيمة بهيمة جمعا، هل تحسون فيها من جدعاء؟ . .» الحديث.
(1/13) له موسى:
{قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ
مُوقِنِينَ - قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ - قَالَ
رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ - قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ
الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ - قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [الشعراء:
24 - 28] (الشعراء الآية: 24 - 28) .
(1/14) المعنى
وغيره من صفات الكمال، مثل كونه تعالى قادرا عالما حكيما رحيما عظيما
غنيا قيوما صمدا ونحو ذلك.
(1/15) [توحيد
الربوبية]
(1/16) {قُلْ
مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ
السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ
فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} [يونس: 31] (يونس الآية: 31) ، وقال: {قُلْ
لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ -
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ - قُلْ مَنْ رَبُّ
السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ - سَيَقُولُونَ
لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ - قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ
شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
- سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون: 84 - 89]
(المؤمنون الآية: 84 - 89) .
(1/17) والواقع
المشاهد ينفي تعدد الخالقين، فإن انتظام أمر العالم - سمائه وأرضه علوه
وسفله - وإحكامه وإتقانه وارتباطه بعضه ببعض دليل على أن مدبره إله واحد
جل وعز.
(1/18) وهذا
التوحيد هو أول دعوة الرسل، وأول واجب على المكلف، ولأجله خلق الله الجن
والإنس، وأرسل رسله، وأنزل كتبه، وهو الذي وقع النزاع فيه بين الرسل
وأقوامهم، وبه افترق الناس إلى مؤمن وكافر، وسعيد وشقي.
(1/19) (الأعراف
الآية: 59، 65، 73) .
(1/20) وقال فيمن
تقدم من الأنبياء: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى
وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ
هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ} [المائدة: 44] (المائدة
الآية: 44) .
(1/21) وجعل الله
الإيمان بالرسل متلازما، وسيأتي لهذا زيادة بيان في الأصل الرابع - إن
شاء الله -.
(1/22) صلى الله
عليه وسلم: «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما
عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة» .
(1/23) الخامس:
الصدق المنافي للكذب: وهو أن يقولها صادقا من قلبه يواطئ قلبه لسانه، قال
تعالى: {الم - أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا
وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 1 - 2] (العنكبوت الآية: 1 - 2) .
(1/24) (البقرة
الآية: 165) .
(1/25) [العبادة]
(1/26) "
العبودية " تعريفا للعبادة الشرعية يستوعب مجالاتها وتفصيلاتها، ويبين أن
الدين كله داخل في العبادة، فقال: " العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله
ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ".
(1/27) {قُلْ
إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}
[آل عمران: 31] (آل عمران الآية: 31) ، فبين سبحانه أن محبته توجب اتباع
الرسول صلى الله عليه وسلم وأن اتباع الرسول يوجب محبة الله للعبد.
(1/28) 3 -
الرجاء: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا
وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 218] (البقرة الآية: 218) ، وقال:
{مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ
وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت: 5] (العنكبوت الآية: 5) ،
وقال: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا
صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]
(الكهف الآية: 110) .
(1/29) يستلزم
الخوف ولولا ذلك لكان أمنا. وهذه مقامات مذمومة.
(1/30) في
الأولى: أن لا نعبد إلا إياه.
(1/31) ومنها
الاستعاذة وهي الالتجاء والاعتصام بالله، قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ
الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل:
98] (النحل الآية: 98) ، وقال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ -
مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} [الفلق: 1 - 2] (الفلق الآية: 1 - 2) ، وقال:
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ - مَلِكِ النَّاسِ - إِلَهِ النَّاسِ -
مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} [الناس: 1 - 4] (الناس الآية: 1 -
4) .
(1/32) والأكبر
يخرج من ملة الإسلام، والأصغر لا يخرج من الإسلام، والأكبر لا يغفره الله
إلا بالتوبة، والأصغر يغفره الله - إن شاء - من غير توبة.
(1/33) 3 - كفر
الإعراض: وهو أن يعرض بسمعه وقلبه عما جاء به رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلا يتعلمه ولا يعمل به كما قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ
ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ
الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة: 22] (السجدة الآية: 22) ، وقال:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ} [الأحقاف: 3] (1)
(الأحقاف الآية: 3) .
(1/34) الشرك
نوعان:
(1/35) {أَجَعَلَ
الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5] (ص
الآية: 5) .
(1/36) {إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ
لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: 145] (النساء الآية: 145) .
(1/37) 2 -
التوسل إلى الله سبحانه بالإيمان والعمل الصالح واجبا أو مستحبا: بأن
يتقرب المتوسل إلى الله بإيمانه به، وتوحيده ومحبته وتعظيم أمره ونهيه،
وكذا إيمانه برسوله ومحبته وطاعته واتباعه وتوقيره، ومحبة أوليائه،
ومعاداة أعدائه، والتوسل بذلك على وجهين:
(1/38) بالرفيق
الأعلى عدلوا عن التوسل به، وتوسل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعمه
العباس - رضي الله عنه - وهذا دليل على أن التوسل أولا كان بدعاء الرسول
ثم بدعاء عمه، ولو كانوا يسألون الله سبحانه بجاه الرسول صلى الله عليه
وسلم لما عدلوا عن ذلك، لأن جاهه أعظم من جاه العباس، وجاهه لا ينقطع
بوفاته.
(1/39) ومن تلك
الوسائل:
(1/40) الشرك،
فقد يفضي إلى دعاء صاحب القبر وعبادته.
(1/41) وما نفاه
عنه رسوله من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل (1) .
(1/42) ولكن
أسماء الله ليست محصورة بهذا العد، بل لله أسماء استأثر بعلمها غير ما
وردت به النصوص، فقد أخرج الإمام أحمد وابن حبان وغيرهما عن عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «. . .
اللهم أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته
أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك. .» إلخ ".
(1/43) القرآن:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: 1 - 2]
(الإخلاص الآية: 1 - 2) .
(1/44)
{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ
فَإِذَا هِيَ تَمُورُ - أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ
يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك:
16 - 17] (الملك الآية: 16 - 17) ، والسماء يراد بها العلو، وإن أريد بها
السماء المخلوقة فهو عليها أي فوقها.
(1/45) والخبير:
المحيط ببواطن الأشياء وظواهرها.
(1/46) {إِنَّ
اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل:
128] (النحل الآية: 128) .
(1/47) والقرآن
كلام الله منزل غير مخلوق، قال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ
مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: 155] (الأنعام الآية: 155) ، والكلام
صفة من صفاته، وصفاته غير مخلوقة.
(1/48) [الأصل
الثاني الإيمان بالملائكة]
(1/49) (الأنبياء
الآية: 19 - 20) ، وقال: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا
سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ - لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ
وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ - يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا
خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ
خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 26 - 28] (الأنبياء الآية: 26 - 28)
، وقال: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا
يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6] (التحريم الآية: 6) .
(1/50) (غافر
الآية: 7) ، وقال: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ
ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17] (الحاقة الآية: 17) .
(1/51) [الأصل
الثالث الإيمان بالكتب]
(1/52) [الأصل
الرابع الإيمان بالرسل]
(1/53) (البقرة
الآية: 136 - 137) ، وقال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ
وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ
رُسُلِهِ} [البقرة: 285] (البقرة الآية: 285) ، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ
يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ
اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ
وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا - أُولَئِكَ هُمُ
الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا}
[النساء: 150 - 151] (النساء الآية: 150 - 151) .
(1/54) (الأحقاف
الآية: 29 - 31) ، وقوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ
نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا -
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا
أَحَدًا} [الجن: 1 - 2] (الجن الآية: 1 - 2) .
(1/55) يسمع بي
أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به،
إلا كان من أصحاب النار» أخرجه مسلم.
(1/56) اللبنة؟
قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين» .
(1/57) [الأصل
الخامس الإيمان باليوم الآخر]
(1/58) (البقرة
الآية: 55 - 56) ، فهؤلاء قوم موسى لما قالوا هذه المقالة أماتهم الله ثم
أحياهم.
(1/59) {وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ
أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ
فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ
عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ
سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 260] (البقرة
الآية: 260) .
(1/60) الرابع:
الاستدلال بإحياء الأرض بعد موتها على إحياء الأموات، قال تعالى: {وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا
عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا
لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فصلت: 39]
(فصلت الآية 39) .
(1/61) آتية، فما
أعددت لها» وفيهما عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رجال من
الأعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسألونه متى الساعة؟ فكان ينظر
إلى أصغرهم فيقول: " إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم»
يعني موتهم.
(1/62) {كُلُّ
نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 57]
(العنكبوت الآية: 57) ، وقال: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ
لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88] (القصص الآية: 88) .
(1/63) (الأنعام
الآية: 93) ، أي باسطو أيديهم إليهم بالضرب وأنواع العذاب.
(1/64) فالذي في
القبر شيئان:
(1/65) الله فذلك
قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}
[إبراهيم: 27] » (إبراهيم الآية: 27) .
(1/66) حديد
ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين» .
(1/67) تحتمله،
وخشية أن لا يتدافنوا، وليتميز المؤمن عن غيره.
(1/68) [الحشر]
(1/69) وفي هذا
الموقف تنشر الصحف، ويسأل الجميع، الرسل وأممهم، قال تعالى:
{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ
الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف: 6] (الأعراف: 6) .
(1/70) والوزن
لإظهار مقاديرها، ليكون الجزاء بحسبها.
(1/71) قال
تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا
مَقْضِيًّا - ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ
فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 71 - 72] (مريم الآيتان: 71 - 72) .
(1/72) المؤمنون
من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم
كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي
نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزلة في الجنة منه بمنزلة كان في الدنيا»
رواه البخاري.
(1/73) وفي الجنة
من أنواع النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، قال
تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ
أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] (السجدة الآية
17) .
(1/74) {لَا
يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ
عَذَابِهَا} [فاطر: 36] (فاطر الآية: 36) ، وقال: {خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَدًا} [النساء: 169] (النساء الآية 169) .
(1/75) [الأصل
السادس الإيمان بالقدر خيره وشره]
(1/76) القوي خير
وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن
بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن
قل: قَدَر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» .
(1/77) عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين
يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه
الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه وأجله وعمله، وشقي
أو سعيد» .
(1/78) 2 - إرادة
دينية شرعية: تتضمن المحبة والرضا كما في قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ
بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] (البقرة
الآية: 185) ، فإذا وقعت الطاعة فقد أرادها الله إرادة كونية بمعنى قدرها
وشاءها، وأرادها إرادة شرعية بمعنى أنه يحبها ويرضاها، وإذا وقعت المعصية
فقد أرادها سبحانه إرادة كونية، وإلا فهو يبغضها ولا يرضاها.
(1/79) وسأل الله
العوض.
(1/80) [مسائل
الإيمان]
(1/81) [زيادة
الإيمان ونقصانه]
(1/82) {فَمَنْ
عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} [البقرة: 178] (البقرة الآية: 178)
فجعل القاتل وولي المقتول أخوين في الإيمان، وقوله صلى الله عليه وسلم في
شارب الخمر: «لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم» رواه البخاري عن أبي
هريرة.
(1/83) وقوله صلى
الله عليه وسلم: «أذكركم الله في أهل بيتي» رواه مسلم عن زيد بن أرقم،
وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليهم مع الصلاة عليه، فقال
لنا قولوا: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. . .» الحديث.
(1/84) الجملة،
لكن لهم من الرسوخ في الخيرات والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن
صدر، حتى إنهم يغفر لهم ما لا يغفر لمن بعدهم، لأن لهم من أسباب الغفران
ما ليس لمن بعدهم، وبكل حال فما يذكر في هذا السبيل فهو قليل مغمور في
بحر فضائلهم ومحاسنهم.
(1/85) [المراجع]
(1/86)
|
|