عقيدة أهل السنة والجماعة للعثيمين
الكتاب: عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة أهل
السنة والجماعة
(1/5) بالكتاب
والسنة مهتدون، نقول ذلك تحدثا بنعمة الله، وبيانا لما يجب أن يكون عليه
كل مؤمن.
(1/6)
فصل: "
الإيمان بالله "
(1/7) ونؤمن بأن
له ملك السماوات والأرض: {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ
إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ
ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ
قَدِيرٌ} 1.
(1/8) ونؤمن بأن
كلماته أتم الكلمات، صدقا في الأخبار وعدلاً في الأحكام وحسنا في الحديث،
قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} 1، وقال:
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} 2.
(1/9) ولا نقول
كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم: إنه مع خلقه في الأرض.
(1/10) ونؤمن بأن
مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته، فكل ما قضاه كونا أو تعبد به خلقه
شرعا فإنه لحكمة وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا منها ما نعلم، أو تقاصرت
عقولنا عن ذلك: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} 1، {وَمَنْ
أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} 2.
(1/11) {وَلَكِنْ
مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ
وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} 1.
(1/12) ونؤمن بأن
الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} 1.
(1/13) ونرى أن
السير على هذا الطريق فرض لا بد منه، وذلك لأن ما أثبته الله لنفسه أو
نفاه عنها سبحانه فهو خبر أخبر الله به عن نفسه، وهو سبحانه أعلم بنفسه
وأصدق قيلاً وأحسن حديثا، والعباد لا يحيطون به علما.
(1/14) وَلَوْ
كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}
1. ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضا، وهذا محال في خبر
الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(1/15)
فصل: "
الإيمان بالملائكة"
(1/15) حجبهم
الله عنا فلا نراهم، وربما كشفهم لبعض عباده، فقد رأى النبي صلى الله
عليه وسلم جبريل على صورته، له ستمائة جناح قد سد الأفق1، وتمثل جبريل
لمريم بشرًا سويا فخاطبته وخاطبها، وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وعنده الصحابة بصورة رجل لا يعرف ولا يرى عليه أثر السفر، شديد بياض
الثياب شديد سواد الشعر، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند
ركبتيه إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم، ووضع كفيه على فخذيه، وخاطب
النبي صلى الله عليه وسلم، وخاطبه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر النبي
صلى الله عليه وسلم أصحابه أنه جبريل2.
(1/16) تسليمه
إلى مثواه، يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه، ف {يُثَبِّتُ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ
اللَّهُ مَا يَشَاءُ} 1. ومنهم الملائكة الموكلون بأهل الجنة:
{يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا
صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} 2.وقد أخبر النبي صلى الله عليه
وسلم: "أن البيت المعمور في السماء يدخله وفي رواية: يصلي فيه كل يوم
سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم" 3.
(1/17)
فصل:
"الإبمان بالكتب "
(1/17) ب-
الإنجيل الذي أنزله الله تعالى على عيسى صلى الله عليه وسلم، وهو مصدق
للتوراة ومتمم لها: {وَآتَيْنَاهُ الإنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ
وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً
وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} 1، {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي
حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} 2.
(1/18) {قُلْ
مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدىً
لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً}
1، {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ
لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ
هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ
عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ
يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ
لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ} 2، {يَا أَهْلَ
الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا
كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَاب} إلى قوله: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ
قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} 3.
(1/19)
فصل: "
الإيمان بالرسل"
(1/19)
مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى
ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً} 1.
(1/20) وقال في
عيسى بن مريم: {إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ
وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائيلَ} 1.
(1/21) هُمُ
الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً}
1.
(1/22) ونعتقد أن
ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن فقد صدر عن تأويل اجتهدوا
فيه، فمن كان منهم مصيبا كان له أجران، ومن كان منهم مخطئا فله أجر واحد،
وخطؤه مغفور له.
(1/23)
فصل: "
الإيمان باليوم الآخرة "
(1/23) ونؤمن
بصحائف الأعمال تعطى باليمين أو من وراء الظهور بالشمال: {فَأَمَّا مَنْ
أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً
وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ
وَرَاءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً وَيَصْلَى سَعِيراً} 1،
{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ
لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً اقْرَأْ
كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} 2
(1/24) كنجوم
السماء حسنا وكثرة، يرده المؤمنون من أمته، من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك.
(1/25) لَهُمْ
سَعِيراً خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً
يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا
أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا} 1.
(1/26) وأما
الكافر والمنافق فيقول: لا أدرى، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.
(1/27)
فصل: "
الإيمان بالقدر"
(1/27)
السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى
اللَّهِ يَسِيرٌ} 1.
(1/28) لكان
توجيه ذلك إليه من التكليف بما لا يطاق، وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى
ورحمته، وخبره الصادق في قوله: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ
وُسْعَهَا} 1.
(1/29) الاحتجاج
بحجة لا يعلمها المحتج بها حين إقدامه على ما اعتذر بها عنه؟. وقد أبطل
الله تعالى هذه الحجة بقوله: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ
اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ
كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا
قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ
إِلاّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَخْرُصُونَ} 1.
(1/30) ونؤمن بأن
الشر لا ينسب إلى الله تعالى لكمال رحمته وحكمته، قال النبي صلى الله
عليه وسلم: "والشر ليس إليك" 1، فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبدًا،
لأنه صادر عن رحمة وحكمة.
(1/31)
فصل: " ثمرات
هذه العقيدة"
(1/32) الخلق في
كل عصر ومكان إلى يوم القيامة.
(1/33) ثالثا:
طرد الإعجاب بالنفس عند حصول المراد، لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدره
من أسباب الخير والنجاح، فيشكر الله تعالى على ذلك، ويدع الإعجاب.
(1/34)
|
|