عقيدة السلف مقدمة أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة
الكتاب: عقيدة السلف - مقدمة أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة عقيدة
السلف
(1/1) بسم الله
الرحمن الرحيم
(1/2) عقيدة
السلف
(1/3)
المُقَدِّمَةُ
(1/5) وقيل: بل
إِلى "نَفْزَة" من بلاد الأَندلس، القيرواني المالكي، المولود سنة 310
هـ، والمتوفى بها سنة 386 هـ على الصحيح عن "76" عاماً - رحمه الله
تعالى- كان من وجوه أَهل العلم ورفعائهم، مَعْنِيّاً بلزوم السنة
والأَثر، والرد على أَهل الأَهواء والبدع، وبخاصة العبيديين، والطرقية؛
ولهذا، ولعلمه، وصرعه، ونبوغه في المذهب المالكي لا سيما في كتابه
العُجاب: "النَّوادر والزيادات"، والذي هو الآن قيد التحقيق في "تونس" -
كان يُلَقَّبُ بمالك الصغير.
(1/6) وتدريسه:
حرفته، فشهد درسه الكبار، وتخرج به الأَقران، وأَلحق الأَحفاد بالأَجداد.
(1/7) ولندن،
وباريس، إِذ ترجمت إِلى اللغتين: الِإنكليزية، والفرنسية.
(1/8) 375 هـ
-رحمه الله تعالى- بيعت بعشرين ديناراً ذهباً.
(1/9) مخالفون
لصاحب المذهب في كثير من مسائل الاعتقاد، كما حصل في المنتسبين إِلى
الأَئمة الأَربعة، ومن أَمثلة ذلك كتاب "الفقه الأَكبر" المنسوب إِلى
أَبي حنيفة - رحمه الله تعالى- فقد شرحه أَبو منصور الماتريدي، وغيره
فمشوا فيه على التأْويل. والله المستعان (1).
(1/10) من
الصحابة -رضي الله عنهم- فمن بعدهم: في بيان حقيقة الِإيمان وأَركانه
الستة، وتقرير توحيد الله -سبحانه- في أَسمائه، وصفاته، كالاستواء،
وإثباتها على حقيقتها، وتفويض كيفيتها، إِثباتاً من غير تفويض للحقيقة،
ولا تشبيه، ولاتمثيل، ولا تعطيل. فرحم الله هذا الحبر رحمة واسعة، آمين.
(1/11) أَيديهم،
فصار واجباً عَلَى مَنْ عَلِمَ: كشف تلك الدسائس.
(1/12)
• توظيفه
التحريف لنص مقدمة الرسالة:
(1/13) 5 - ، 6 -
شرح زروق ومعه شرح ابن ناجي: (1/ 4 - 71). طبع مصر، عام 1332 هـ.
(1/14) فَحَوَّل
هذه العقيدة من انتظامها العقدي لفرائض الاعتقاد إِلى مذكرة فقهية في
قالب اصطلاح مذهبه الفقهي، بإِقحامه ستة أَلفاظ في ستة مواضع من كلام ابن
أَبي زيد في مقدمته، فهذه ست كذبات كذبها على ابن أَبي زيد - رحمه الله
تعالى- منها ألفاظ: "فرض وواجب ومطلوب"؟؟
(1/15) من مؤكدها
ونوافلها ورغائبها، وشيء من الآداب منها.
(1/16) فانظر
إِلى هذا المكر: حَذْفٌ، وَزِيَادَة، وَتَغْيِيرٌ، وَتَدْلِيسٌ،
وَفِرَارٌ مِن طَريقة السلف، وتلفيقٌ مرفوض شرعاًَ وَمَسْلَكاَ.
(1/17)
• توظيفه
التحريف لمعانيها بصرفها عن طريقة السلف:
(1/18) عقيدة
التفويض بثلاث تعليقات:
(1/19) * الحقيقة
الأُولى:
(1/20) * الحقيقة
الثانية:
(1/21) هوى
وتلاعب بالدين.
(1/22) في عصره
من ظهور المخالفين وانتشار مذاهبهم، فهو تقرير وَرَدٌّ على تلكم التوجهات
العقدية المرفوضة بمقياس الشرع المطهر، يوضحه ما بعده:
(1/23) وكان
منها- مثلاً- أَلفاظ خمسة: "بذاتها"، "بائن من خلقه"، "حقيقة"، "في كل
مكان بعلمه"، "غير مخلوق". فأَهل السنة يُثبتون: استواء الله على عرشه
المجيد، كما أَثبته الله لنفسه. فلما نفى المخالفون "استواء الله على
عرشه المجيد" وَلَجَأُوا إِلى أَضيق المسالك، فأَوَّلَهُ بَعْضٌ
بالاستيلاء، وبعض بالتفويض، وبعض بالحلول، رد عليهم أَهل السنة بإِثبات
استواء الله سبحانه على عرشه المجيد بذاته، وأَنه -سبحانه- بائن من خلقه،
وأَنه استواء حقيقة.
(1/24) "1"- لفظ:
"بذاته":
(1/25) 1 - ابن
أَبي شيبة: أَبو جعفر محمد بن عثمان العبسي الكوفي المتوفى سنة 297 هـ.
(1/26) 9 - محمد
بن موهب تلميذ ابن أَبي زيد، ت 406 هـ: "اجتماع": (ص / 187، 188)،
"المختصر":
(1/27) 15 - عبد
القادر الجيلاني، ت 561 هـ: "اجتماع": (ص/ 276، 277).
(1/28) هذا
القول، ولله الحمد ... ".
(1/29) خلقه، هذا
مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات" انتهى.
(1/30) 4 - حماد
بن هناد البوشنجي، ت 230 هـ: "اجتماع": (ص / 242)، "المختصر": (رقم 108).
(1/31) 12 - أَبو
جعفر ابن أَبي شيبة، ت 297 هـ: "المختصر": (رقم 103).
(1/32) "اجتماع":
(رقم 247).
(1/33) "لا يجوز
أَن يسمى الله بهذه الأَسماء على الحقيقة" حينئذٍ كَثُرَ على لسان السلف
إِثبات صفات الله تعالى على الحقيقة، أَي: بالِإقرار والِإمرار بلا
تأْويل ولا تفويض للمعنى ولا تكييف، ولا تشبيه مع التفويض للكيفية".
(1/34) وهو تعبير
جارٍ لدى أَئمة جماعة المسلمين في كتبهم كافة، وبخاصة عند إِثبات استواء
الله- تعالى- على عرشه المجيد، وعند إِثبات معية العلم، ولم يخالفهم في
ذلك أَحد يحتج به كما قال ابن عبد البر - رحمه الله تعالى- (1):
(1/35) "مخلوق".
رد عليهم علماء السلف بالنفي والِإنكار فقالوا: "القرآن كلام الله غير
مخلوق".
(1/36) "بذاته"،
"وهو في كل مكان بعلمه"، "القرآن كلام الله ليس بمخلوق" فاستنكر عليه
الذهبي - رحمه الله تعالى- لفظة "بذاته". ونقل المعلق برقم / 2، (ص /
26)، استنكار الذهبي لها على ابن أَبي زيد المالكي، وعلى ابن الزاغوني
الحنبلي المتوفى 527 هـ.
(1/37) النفوس،
والقصد هداية الخلق إِلى الحق، والأَصل الوقوف عند لفظ النص.
(1/38) بالِإبطال
على إِثبات استواء الله على عرشه بذاته، وأَنه في كل مكان بعلمه.
(1/39) العقيدة
من مكان بعيد.
(1/40) والمعلق
لم ينقل أَيضاً كلامه بتمامه، بل بتر، وَلَفَّق، وَيَعلم هذا مَنْ قَابَل
بين النقل والكتاب المنقول منه.
(1/41) فجمعوا
بين باطلين: الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم، والمجهل والضلال بتصويب
طريقة غيرهم" انتهى.
(1/42) الخلاف
بين المجيء حقيقة، وبين التأْويل بمجيء أَمره وقضائه، وذلك فيما نقله في
التعليق رقم / 1، (ص / 37) عن كتاب: "صفوة البيان ... " للشيخ حسنين
مخلوف - رحمه الله تعالى-: (ص / 804).
(1/43) وفي هذا
التحويل: تَغْرِيرٌ بالمتعلمين وَغِشٌّ لأَولاد المسلمين.
(1/44) وبالجملة
فهذه تصرفات منه مشينة، مرفوضة بجميع معايير النقد عند السلف والخلف؟
(1/45) هذا كلام
جميل هو منه محروم، لكنه "جَرْوَل" يهجو نَفْسَهُ، ويكفينا عن هذه
الأَسماء: "مُعَلِّمُ المحككين: عبد الفتاح"، فقد فاق أَقرانه المحرفين
بالتحريف، وَبَزَّ أَهل الزمان منهم بالتزييف. ولا أَدري كيف أَجمع بين
تعليقه على كلمة ابن خلاد، واستجازته لنفسه، التقلب في ظلمات التحريف،
مرتضياً هذا لِدِييهِ، وأَدبه، وخلقه؟ لكنها جادة المخالفين أَهل
الزَّمَانَةِ والانقطاع، وَمَنْ سَطَا بالتأْويل، والتفويض على نصوص
الوحيين الشريفين، فمن باب أَولى أَن يستغفل الناس فيتصرف في كلام
المؤلفين.
(1/46) وعندي
أَنه لا يوثق بنقل هذا الرجل إِخراجاً أَو تعليقاً؛ لاختلال أَمانته،
وفساد مشربه.
(1/47) والصفات"
للبيهقي (1)، فإِنه حَوَّله وَحَرَّفَه إِلى حمل مذهب السلف على التفويض،
وهذا من الظلم العظيم للصحابة الأَبرار من المهاجرين والأَنصار، ومن
تبعهم بإِحسان، لكنه الهوى وفساد المشرب، والمهم أَن يعرف طلاب العلم أَن
ما هنا جزء مما هنالك، نعوذ بالله من الهوى وأَهله.
(1/48) والواجب
أَمام هذا الرهط: الحجر على امتداد أَقلامهم إِلى كتب السلف، وهجر ما
تعمله أَيديهم، والبعد عن نشره وتخريجه، وتواصي الكتبيين بعدم تسويقها،
والِإنكار عليهم إِن فعلوا، وعدم تمكين كل صاحب هوى وبدعة من تعليم
أَولاد المسلمين: الفقه في الدين.
(1/49)
الِإسلامية" فهي أَبسط مما هنا، وفي غاية النفاسة، فَلْيُرجع لإِليها.
(1/50) [مقدمة
مؤلف الرسالة]
(1/53) مختصرة من
واجب أمور الديانة مما تنطق به الألسنة، وتعتقده القلوب، وتعمله الجوارح،
وما يتصل بالواجب من ذلك من السنن من مؤكدها ونوافلها ورغائبها، وشيء من
الآداب منها، وجل من أصول الفقه وفنونه على مذهب الإمام مالك ابن أنس
رحمه الله تعالى وطريقته، مع ما سهَّل سبيل ما أشكل من ذلك من تفسير
الراسخين وبيان المتفقهين، لما رغبت فيه من تعليم ذلك للوالدان كما
تعلمهم حروف القرآن، ليسبق إلى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه ما ترجى
لهم بركته وتحمد لهم عاقبته، فأجبتك إلى ذلك، لما رجوته لنفسي ولك من
ثواب من علم دين الله أو دعا إليه.
(1/54) قلوبهم
وتعمل به جوارحهم؛ فإنه روي أن تعليم الصغار لكتاب الله يطفي غضب الله،
وأن تعليم الشيء في الصغر كالنقش في الحجر.
(1/55) باب ما
تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة
(1/56) في
ظُلُمَات الأرضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِس إلاَّ في كتاب مُبين.
(1/57) أعمالِهم،
والمُقَدِّرُ لِحَركاتِهم وآجالِهم، الباعثُ الرُّسُل إليهِم لإقَامَةِ
الحُجَّةِ عَلَيهم.
(1/58) وسلم مَن
شَفَعَ لَه مِن أهلِ الكبائِر مِن أمَّتِه.
(1/59) والإيمانُ
بِحَوْض رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، تَرِدُهُ أمَّتُهُ لاَ يَظْمَأُ
مَن شَرب مِنه، ويُذَادُ عنه مَنْ بَدَّلَ وغَيَّرَ.
(1/60) الأرواحَ
بإذن ربِّه.
(1/61) نظم
الأحسائى لمقدمة الرسالة
(1/62) عقيدة ابن
أبي زيد كما نظمها الشيخ أحمد بن مشرف
(1/63) وأنَّه
أوَّل باق فليس له ... بدءٌ ولا منتهى سبحان من قدرَا
(1/64) حتى إذا
ما تَجلَّى ذو الجلال له ... تصدَّع الطورُ من خَوف وما اصطبَرَا
(1/65) وأنَّها
في جنان الخلد سارحةٌ ... من كلِّ ما تشتهي تجنِي بها الثَّمَرَا
(1/66) وكلُّ ذنب
سوى الإشراكِ يغفرُه ... ربِّي لِمَن شا وليس الشركُ مُغتَفرَا
(1/67) إلاَّ إذا
أمروا يوماً بمعصية ... من المعاصي فيُلغى أمرهم هَدَرَا
(1/68) محمد خير
كلِّ العالَمين به ... ختم النبيِّين والرُّسل الكرام جَرَا
(1/69)
|
|