مختصر تسهيل العقيدة الإسلامية
الكتاب: مختصر تسهيل العقيدة الإسلامية بسم الله
الرحمن الرحيم
(1/1) وفي ختام
هذه المقدمة آمل ممن لديه أي اقتراح يتعلق بهذا المختصر إرساله إليَّ على
صندوق البريد رقم 32454 ورمزه 11428 الرياض.
(1/2)
تمهيد
(1/3) الشرائع
والأحكام المتعلقة بكيفية العمل، كأحكام الصلاة والزكاة والبيوع وغيرها،
وتسمى "فرعية"، أو "فروع"، فهي كالفرع لعلم العقيدة، لأن العقيدة أشرف
الطاعات، ولأن صحتها شرط في قبول العبادات العملية، فإذا فسدت العقيدة لم
تقبل العبادة، وبطل أجرها، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ
وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ
عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65] .
(1/4) 2-
أهل السنة والجماعة:
(1/4) وما أجمع
عليه سلف هذه الأمة، فهم قد اجتمعوا على الحق، وعلى عقيدة الإسلام
الخالية من الشوائب.
(1/5) ومن هذه
الفرق من يأخذ عقيدته من آراء مشايخهم وأئمتهم المبنية في كثير من
الأحيان على الهوى، كالصوفية والرافضة وغيرهم، فيقدمون كلامهم على كلام
الله وكلام رسوله خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم.
(1/6) وأهل
السنة كذلك هم الفرقة المنصورة"1" إلى قيام الساعة، الذين ذكرهم النبي
صلى الله عليه وسلم بقوله: "لن تزال طائفة من أمتي منصورين، لا يضرهم من
خذلهم حتى تقوم الساعة" رواه البخاري ومسلم، وغيرهما.
(1/7) 3- السلف:
(1/7) 4-
الخَلَف:
(1/7)
المسألة
الثانية: خصائص العقيدة الإسلامية
(1/8) 2- أنها
عقيدة شاملة:
(1/8) فالعبادة
تشمل العبادات القلبية، كالمحبة، والخوف، والرجاء، والتوكل، وتشمل
العبادات القولية كالذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقراءة
القرآن، وتشمل العبادات الفعلية كالصلاة والصوم، والحج، وتشمل العبادات
المالية، كالزكاة، وصدقة التطوع.
(1/9) 3- أنها
عقيدة توقيفية:
(1/9) أن تكون
مصادر للعقيدة، فمن جعل شيئاً منها مصدراً للعقيدة فقد جانب الصواب، وجعل
العقيدة محلاً للاجتهاد الذي يخطئ ويصيب.
(1/10)
المسألة
الثالثة: وسطية أهل والجماعة بين فرق الضلال.
(1/10) هذا الباب
والآخر قصر فيه، أحدهما أفرط والثاني فرط، فهي حق بين باطلين: فأهل السنة
وسط - أي عدول خيار - بين طرفين منحرفين، في جميع أمورهم.
(1/11) رسوله صلى
الله عليه وسلم، فلم يتركوا ما أوجب الله عليهم من العبادات، ولم يبتدعوا
عبادات من تلقاء أنفسهم، عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحدث
في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ". متفق عليه.
(1/12) الأصل
الثاني: باب أسماء الله وصفاته:
(1/12) وصفه به
أعرف الخلق به رسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل
ولا تأويل ومن غير تمثيل ولا تكييف، ويؤمنون بأنها صفات حقيقية، تليق
بجلال الله تعالى، ولا تماثل صفات المخلوقين، عملاً بقوله تعالى: {لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .
(1/13) الأصل
الثالث: باب القضاء والقدر:
(1/13) معصيته،
وهو سبحانه يحب المتقين، ولا يرضى عن الفاسقين، وقد أقام الله الحجة على
العباد بإرسال الرسل وإنزال الكتب، فمن أطاع أطاع عن بينة واختيار،
فيستحق الثواب الحسن، ومن عصى عصى عن بينة واختيار، فيستحق العقاب {وَمَا
رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46] .
(1/14)
الأصل
الرابع: باب الوعد والوعيد:
(1/14) الخمر
كافر مخلد في النار.
(1/15) أما أهل
السنة والجماعة فيرون أن المسلم إذا ارتكب معصية من الكبائر لا يخرج من
الإسلام، بل هو مسلم ناقص الإيمان، ما دام لم يرتكب شيئاً من المكفرات،
فهو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وهو في الآخرة تحت مشيئة الله، إن شاء
الله عفا عنه، وإن شاء عذبه حتى يطهره من ذنوبه ثم يدخله الجنة، ولا يخلد
في النار إلا من كفر بالله تعالى أو أشرك به.
(1/16) الأصل
الخامس: باب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
(1/16) أبي سفيان
- رضي الله عنهما - وكفروا كل من لم يكن على طريقتهم.
(1/17) واحد على
اجتهاده، ويرون أن أفضلهم أبوبكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله
عنهم أجمعين -، ويحبون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم"1"، ويرون أن لهم
حقين، حق الإسلام، وحق القرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فيوالونهم، ويترضون عنهم.
(1/18) الباب
الأول
(1/19)
الفصل
الثاني: توحيد الألوهية.
(1/20) والصفات،
فإن من عبد الله تعالى وحده، وآمن بأنه المستحق وحده للعبادة، دل ذلك على
أنه مؤمن بربوبيته وبأسمائه وصفاته، لأنه لم يفعل ذلك إلا لأنه يعتقد بأن
الله تعالى وحده هو المتفضل عليه وعلى جميع عباده بالخلق والرزق والتدبير
وغير ذلك من خصائص الربوبية، وأنه تعالى له الأسماء الحسنى والصفات
العُلا، التي تدل على أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له.
(1/21)
المبحث
الأول: شهادة "لا إله إلا الله"
(1/22) المطلب
الثاني: شروطها ونواقضها:
(1/22) لكلمة
التوحيد "لا إله إلا الله"، والتي من أهمها: الحكم بإسلام صاحبها، وعصمة
دمه وماله وعرضه، ودخول الجنة، وعدم الخلود في النار، أنها لا تحصل لكل
من نطق بهذه الكلمة، بل لابد من توافر جميع شروطها، وانتفاء جميع
نواقضها، فكما أن الصلاة لا تقبل ولا تنفع صاحبها إلا إذا توافرت جميع
شروطها، من الوضوء واستقبال القبلة وغيرهما، وانتفت مبطلاتها، كالكلام
والضحك والأكل والشرب وغيرها، فكذلك هذه الكلمة، لا تنفع صاحبها إلا
باستكمال شروطها، وانتفاء نواقضها.
(1/23) فمن كان
غير جازم في إيمانه بمدلول هذه الكلمة أو كان شاكاً مرتاباً أو متوقفاً
في ذلك لم تنفعه هذه الكلمة شيئاً.
(1/24) الشرط
الخامس: الصدق المنافي للكذب، وهو أن يقول هذه الكلمة صدقاً من قلبه،
يوافق قلبُه لسانه. قال الله تعالى: {الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ
يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ
فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ
صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1- 3] .
(1/25) وهذه
النواقض تجتمع في ثلاثة نواقض رئيسة، هي الشرك الأكبر، والكفر الأكبر،
والنفاق الأكبر "الاعتقادي"، وسيأتي الكلام على هذه النواقض في الباب
الثاني - إن شاء الله تعالى -.
(1/26)
المبحث
الثاني: العبادة
(1/27) بالتسبيح
والتحميد وغيرهما، والدعوة إلى الله تعالى، وتعليم العلم الشرعي، وغير
ذلك.
(1/28) ومما يدل
على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث سعد: " ولست تنفق نفقة تبتغي
بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تضعه في في امرأتك ".
(1/29) طاعة
الله، وما أشبه ذلك، كان ذلك عبادة يثاب عليها.
(1/30) المطلب
الثاني: أصول العبادة:
(1/30) والرجاء
فهو مؤمن، وقد أسمى بعض العلماء هذه الأصول "أركاناً"، وسأتكلم عليها
بشيء من الاختصار فيما يلي:
(1/31) ولهذا فإن
من يطيع الله، ويجتنب معاصيه، ويكثر من ذكره، ومن نوافل العبادات محبة
لله وخوفاً منه ورجاء لثوابه يعيش في سعادة وانشراح صدر، كما قال تعالى:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [سورة النحل:97] .
(1/32) أقرب إلى
العادة منها إلى العباده.
(1/33) الأصل
الثاني: الخوف من الله تعالى.
(1/34) العلماء
"من كان بالله أعرف كان منه أخوف"، والخوف المحمود الصادق هو ما حال بين
العبد وبين معصية الله تعالى.
(1/35) صاحب هذا
الرجاء المذموم يشبه حال من يتمنى الأولاد من غير أن يتزوج، فهو من أسفه
السفهاء، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ
هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ
اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 218] والمعنى: أولئك الذين
يستحقون أن يرجو، وقال تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ
أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] (1)
.
(1/36)
الفصل
الثالث: توحيد الأسماء والصفات.
(1/37)
المبحث
الأول: طريقة أهل السنة في أسماء الله وصفاته.
(1/38) الثاني:
طريقتهم في النفي: نفي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله
صلى الله عليه وسلم من صفات النقص، مع اعتقادهم ثبوت كمال ضد الصفة
المنفية عنه جل وعلا.
(1/38)
الثالث:
طريقتهم فيما لم يرد نفيه ولا إثباته مما تنازع الناس فيه.
(1/39)
المبحث
الثاني: أمثلة لبعض الصفات الإلهية الثابتة في الكتاب والسنة.
(1/40) وقدراً
وشرفاً، كقوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255] ،
وثبت في الحديث أنه يشرع للعبد أن يقول في حال سجوده - وهو أكثر ما يكون
سفولاً بوضعه أشرف أعضائه - وهو الوجه - على الأرض: "سبحان ربي الأعلى"،
فيصف ربه بصفة العلو وهو - أي الساجد - على هذه الحال من السفول وتنكيس
الجوارح تذللا للعلي العظيم.
(1/41) 2- صفة
الكلام:
(1/42) رَبِّ
الْعَالَمِينَ} [السجدة: 1، 2] .
(1/43) 3- صفة
الاستواء على العرش:
(1/43) 4- صفة
الوجه:
(1/44) 5- صفة
اليدين:
(1/44) جَمِيعاً
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ
بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:67] .
رواه البخاري ومسلم.
(1/45) 6-
المحبة:
(1/45) والقدم،
وأنه يراه المؤمنون يوم القيامة، وغير ذلك.
(1/46)
المبحث
الثالث: ثمرات الإيمان بالأسماء والصفات.
(1/46) أكسبه ذلك
عظمة التوكل على الله، والوثوق بنصره، وعدم الهلع من أعدائه، فيعيش قرير
العين، واثقا بحفظ الله وتأييده ونصره.
(1/47) نواقض
التوحيد
(1/49) أما تعريف
الشرك الأكبر فهو: أن يتخذ العبد لله نداً يسوِّيه به في ربوبيته أو
ألوهيته أو أسمائه وصفاته.
(1/50)
مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا
تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ
مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} [البقرة: 221] .
(1/51)
المبحث
الثاني: أقسام الشرك الأكبر
(1/51) وتفرج
الكربات، أو يعتقدون أن بعض مشايخهم يتصرف في الكون أو يغيث من استغاث به
ولو مع غيبته عنه.
(1/52)
القسم
الثاني: الشرك في الأسماء والصفات:
(1/52) ومن صور
هذا الشرك:
(1/53) ب-
الكهانة: الكاهن هو الذي يدعي أنه يعلم الغيب. ومثله أو قريب منه
"العرّاف"، و "الرمّال"، ونحوهم، فكل من ادعى أنه يعرف علم ما غاب عنه
دون أن يخبره به مخبر، أو زعم أنه يعرف ما سيقع قبل وقوعه فهو مشرك شركاً
أكبر، سواء ادّعى أنه يعرف ذلك عن طريق "الطرق بالحصى"، أم عن طريق حروف
"أبا جاد"، أم عن طريق "الخط في الأرض"، أم عن طريق "قراءة الكف"، أم عن
طريق "النظر في الفنجان"، أم غير ذلك، كل هذا من الشرك، وقد قال النبي
صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من تَطيَّر أو تُطيِّر له، أو تَكهَّن أو
تُكُهِّن له، أو سَحَر أو سُحِرَ له، ومن أتى كاهناً فصدَّقه بما يقول
فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ".
(1/54) ومما
يفعله كثير من المشعوذين والدجاجلة أن يدعي أن لكل نجم تأثيراً معيناً
على من ولد فيه، فيقول: فلان وُلِدَ في برج كذا فسيكون سعيداً، وفلان
وُلِدَ في برج كذا فستكون حياته شقاء، ونحو ذلك، وهذا كله كذب، ولا يصدقه
إلا جهلة الناس وسفهاؤهم، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "فهذا اتخذ
تعلُّم النجوم وسيلةً لادّعاء علم الغيب، ودعوى علم الغيب كفر مخرج من
الملة".
(1/55)
القسم
الثالث: الشرك في الألوهية:
(1/55) النوع
الثاني: صرف شيء من العبادات المحضة لغير الله تعالى:
(1/56) [الجن:
18] ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الدعاء هو العبادة"،
وقال صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس: " إذا سألت فاسأل الله،
وإذا استعنت فاستعن بالله "، فمن دعا غير الله فقد وقع في الشرك الأكبر –
نسأل الله السلامة والعافية -.
(1/57) ويشفع له
عنده (1) ، فهذا كله شرك بالله تعالى مخرج من الملة؛ لما فيه من دعاء غير
الله، ولما فيه من اعتقاد أن المخلوق يعلم الغيب، ولما فيه من اعتقاد
إحاطة سمعه بالأصوات، وهذا كله من صفات الله تعالى التي اختص بها،
فاعتقاد وجودها في غيره شرك مخرج من الملة.
(1/58) عقابه،
وإن لم يكن في ذلك صيغة سؤال وطلب، فهو داع لله تعالى بلسان حاله، لا
بلسان مقاله.
(1/59) تفسيره في
تفسير هذه الآية: "يريد خشية التعظيم والعبادة والطاعة".
(1/60) محبة
محرمه، لقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ
وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ
اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ
تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ
فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24] .
(1/61) بإرادته
وقدرته، فهذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة.
(1/62) 3- ذبح
الحيوان الذي يؤكل لحمه من أجل الاتجار ببيع لحمه، أو لأكله، أو فرحاً
عند سكنى بيت ونحو ذلك، فهذا الأصل أنه مباح، وقد يكون مطلوباً فعله، أو
منهياً عنه حسبما يكون وسيلة إليه.
(1/63) علي أن
أتصدق بكذا، أو إن شفي مريضي أو جاء غائبي للشيخ فلان علي أن أتصدق بكذا،
أو لقبره علي أن أتصدق بكذا، فقد أجمع أهل العلم على أن نذره محرم وباطل،
وعلى أن من فعل ذلك قد أشرك بالله تعالى الشرك الأكبر المخرج من الملة،
لأنه صرف عبادة النذر لغير الله، ولأنه يعتقد أن الميت ينفع ويضر من دون
الله، وهذا كله شرك.
(1/64) تعالى،
فقد وقع في الشرك الأكبر بإجماع المسلمين.
(1/65) 3- أن يضع
تشريعاً أو قانوناً مخالفاً لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم ويحكم به، معتقداً جواز الحكم بهذا القانون، أو معتقداً أن هذا
القانون خير من حكم الله أو مثله، فهذا شرك مخرج من الملة.
(1/66)
أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} فقلت: إنا لسنا نعبدهم؟ فقال صلى الله
عليه وسلم: " أليس يحرِّمون ما أحلَّ اللهُ، فتُحرِّمونه، ويُحِلُّون ما
حرَّم الله، فتحلُّونه؟ " قال: قلت: بلى. فقال صلى الله عليه وسلم: "
فتلك عبادتهم ". فذكر في هذا الحديث أن طاعتهم في مخالفة الشرع عبادة
لهم، وذكر الله تعالى في آخر الآية أن ذلك شرك، ولأن من كره شرع الله
كفر، لقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [سورة محمد: 9] .
(1/67) الفصل
الثاني
(1/68)
المبحث
الثاني: أنواع الكفر
(1/68) من
أحكامه، أو خبراً من أخباره المعلومة من دين الإسلام بالضرورة والتي ورد
في شأنها نص صريح من كتاب الله تعالى، أو وردت في شأنها أحاديث نبوية
متواترة تواتراً معلوماً، وأجمع أهل العلم عليها إجماعاً قطعياً، أو ينكر
ما يجزم هو في قرارة نفسه بأنه من دين الله تعالى (1) .
(1/69) ألوهيته،
أو ينكر اسماً أو صفة لله تعالى مما أجمع عليه إجماعاً قطعياً، كأن ينكر
صفة العلم، أو ينكر وجود أحد من الملائكة المجمع عليهم كجبريل أو ميكائيل
– عليهما السلام –، أو ينكر كتاباً من كتب الله المجمع عليها، كأن ينكر
الزبور أو التوراة أو القرآن، أو ينكر نبوة أحد من الأنبياء المجمع
عليهم، كأن ينكر رسالة نوح أو إبراهيم أو هود - عليهم السلام - (1) ، أو
ينكر البعث للأجساد والأرواح، أو ينكر الحساب أو الجنة أو النار، أو ينكر
نعيم القبر أو عذابه، أو ينكر أن الله تعالى قدَّر جميع الأشياء قبل
حدوثها.
(1/70) الصحابة
أو أكثرهم، أو يقول بفسقهم كلهم، أو ينكر وجود الجن، أو ينكر إغراق قوم
نوح (1) .
(1/71) أكل
الخبز، ونحو ذلك.
(1/72)
النوع
الثاني: كفر الشك والظن:
(1/72) مِنْ
نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} [الكهف:35-38] .
(1/73)
النوع
الثالث: كفر الامتناع والاستكبار:
(1/73) [الإسراء:
61] فاعترض على حكمة الله تعالى في هذا الأمر، ورفض الانقياد له من أجل
ذلك.
(1/74)
النوع
الثالث: كفر السب والاستهزاء
(1/74) الدين، أو
يلعن دين شخص مسلم، أو يقول: إن هذا الدين متخلف، أو رجعي، أو لا يناسب
هذا العصر، أو يستهزئ بملائكة الله تعالى، أو بواحد منهم: كأن يسب ملك
الموت، أو خزنة جهنم (1) ، أو يستهزئ أو يسب شيئاً من كتب الله، كأن يسب
القرآن، أو يستهزئ به أو بآية منه بالقول، أو بالفعل بأن يهينه بوضعه في
القاذورات ونحو ذلك، أو يسب أحداً من أنبياء الله المجمع على نبوتهم أو
يستهزئ بهم، كأن يسب النبي صلى الله عليه وسلم أو يستهزئ به، أو يستهزئ
بشيء مما ثبت في القرآن أو السنة من الواجبات أو السنن، كأن يستهزئ
بالصلاة، أو يستهزئ بالسواك، أو بتوفير اللحية، أو بتقصير الثوب إلى نصف
الساقين مع علمه بأن ذلك كله من دين الله تعالى، أو يستهزئ بشخص لتطبيقه
واجباً أو سنة ثابتة يعلم بثبوتها، وأنها من دين الله، وكان استهزاؤه بكل
هذه الأمور من أجل مجرد فعل هذا الحكم الشرعي، لا من أجل شكل الشخص
وهيئته.
(1/75) وذلك لأن
الله تعالى قد حكم بكفر من استهزأ بالله تعالى وبآياته وبرسوله محمد صلى
الله عليه وسلم، مع أنهم كما قالوا كانوا يلعبون ويقطعون الطريق بذلك،
كما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا
نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ
تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}
[التوبة: 66،65] ؛ ولأن من فعل ذلك فهو مستخف بالربوبية والرسالة ومستخف
بعموم دين الله تعالى غير معظِّم لذلك كله، وهذا مناف للإيمان والإسلام.
(1/76)
النوع
الرابع: كفر البغض
(1/76)
النوع
الخامس: كفر الإعراض
(1/76) وهذا
القسم له ثلاث صور، هي:
(1/77) خلو باطنه
من الإيمان والتصديق الجازم.
(1/78)
خاتمة فصل
الكفر الأكبر:
(1/78) وله وجه
في العلم، وهذا مما لا خلاف يه بين أهل السنة.
(1/79) المعين من
مسائل الاجتهاد التي لا يحكم فيها بالكفر على شخص معين أو جماعة أو غيرهم
من المعيَّنين إلا أهل العلم الراسخون فيه، لأنه يحتاج إلى اجتهاد من
وجهين:
(1/80) مسائل
التكفير وهم ممن يحرم عليهم ذلك لقلة علمهم؛ لأن كلامهم في هذه المسائل
من الخوض في آيات الله، وقد قال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ
يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي
حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ
بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 68] .
(1/81)
الفصل
الثالث: النفاق الأكبر
(1/82) حالاً من
سائر الكفار، لأنهم زادوا على الكفر: الكذب والمرواغة والخداع، وضررهم
على المسلمين أشدّ؛ لأنهم يندسون بين المسلمين ويظهرون أنهم منهم،
ويحاربون الإسلام باسم الإصلاح، ولذلك فهم أشد عذاباً في الآخرة من سائر
الكفّار، كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ
الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145] .
(1/83)
المبحث
الثاني: أعمال المنافقين الكفرية
(1/83) 2- سبُّ
الله تعالى، أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو تكذيبهما، قال الله تعالى
عنهم: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 58] أي
ومن المنافقين من يعيبك في تفريق الصدقات، فيتهمونك بعدم العدل. وأصل
اللمز: الإشارة بالعين ونحوها.
(1/83)
3- الإعراض
عن دين الإسلام،
وعيبه، والعمل على إبعاد الناس عنه، وعلى عدم التحاكم إليه، قال تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
(1/83) وَإِلَى
الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً}
[النساء: 61] .
(1/84)
4- التحاكم
إلى الكفار، والحرص
على تطبيق قوانينهم مفضلاً لها على حكم الله، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ
إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى
الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ
الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً} [النساء: 60] .
(1/84) 5- اعتقاد
صحة المذاهب الهدَّامة والدعوة إليها مع معرفة حقيقتها، ومن هذه المذاهب
ما جدَّ في هذا العصر من مذاهب هي في حقيقتها حرب للإسلام، ودعوة
للاجتماع على غير هديه، كالقومية والوطنية، فكثير من المنافقين في هذا
العصر ممن يسمون "علمانيين" أو "حداثيين" أو "قوميين" يعرفون حقيقة هذه
المذاهب، ويدعون إلى الاجتماع على هذه الروابط الجاهلية، ويدعون إلى نبذ
رابطة الإيمان والإسلام التي ذكرها ربنا جل وعلا بقوله: {إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] .
(1/84)
6- مناصرة
الكفار ومعاونتهم على المسلمين؛ لأن المنافقين في حقيقتهم كفار فهم يناصرون إخوتهم من الكفار على المسلمين،
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا
يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا
دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ
عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}
[المائدة: 51، 52] .
(1/84)
7- إظهار
الفرح والاستبشار عند انتصار الكفار، وعندما يصيب المسلمين هزيمة أو أي ضرر، قال الله تعالى: {هَا أَنْتُمْ
أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ
كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا
عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ
(1/84)
تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ
تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ
بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 119، 120] ، ولهذا تجد منهم في
هذا العصر من لا يكترث لمصاب المسلمين في أي مكان، بل قد تسمع منهم أو
تقرأ كلاماً لبعضهم في المجلات أو الجرائد ينهى عن مساعدة المسلمين في أي
مكان وعن الوقوف معهم في مصائبهم، بحجة أنهم ليسوا عرباً أو ليسوا
مواطنين مثلاً، فيدعون إلى التحزب على أساس القومية والوطنية فقط، ولا
يرفعون رأساً لرابطة الإسلام، بل يحاربونها.
(1/85)
8- سب وعيب
العلماء والمصلحين
وجميع المؤمنين الصادقين، بغضاً لهم ولدعوتهم ولدينهم، قال الله تعالى
عنهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا
أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ} [البقرة: 13] ، وقال سبحانه:
{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي
الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ
مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة:
79] ، ولهذا تجد منهم في هذا العصر من يعيب العلماء والمصلحين، ومن يعيب
الدعاة والمجاهدين في وسائل الإعلام وغيرها.
(1/85)
9- مدح أهل
الكفر، ومدح
مفكريهم، ونشر آرائهم المخالفة للإسلام، قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ
إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ
مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ
يَعْلَمُونَ} [المجادلة: 14] ، ولهذا تجد منهم في هذا العصر من يمدح بعض
الملاحدة في القديم والحديث أمثال: "أبي العلاء المعري"، و "الحلاَّج" و
"فرويد" وغيرهم.
(1/85)
المبحث
الثالث: صفات المنافقين
(1/86) 2- الجبن
وشدة الخوف والهلع، وهذه الصفة من أهم الأسباب التي جعلتهم يخفون كفرهم
ويظهرون الإسلام؛ لأنهم يخافون من القتل ومن أن تسلب أموالهم لكفرهم،
وليس عندهم شجاعة فيقاتلون مع الكفار، فيلجأون إلى النفاق، قال الله
تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا
تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ
صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ
أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون: 4] ، فهُم لشدة خوفهم كلما سمعوا صياحاً
ظنوه صياح نذير من عدو هجم عليهم، وقال جل وعلا: {وَيَحْلِفُونَ
بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ
قَوْمٌ يَفْرَقُونَ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ
مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} [براءة: 56، 57] ،
فهم يتصفون بالفرق - وهو الخوف - فلو وجد أحدهم في حال القتال حصناً أو
كهفاً في جبل أو نفقاً في الأرض يدخله ليختفي فيه لذهب إليه مسرعاً.
(1/86)
3- السفه
وضعف التفير وقلة العقل.
(1/86) أ)
إيثارهم الدنيا الفانية على الآخرة، وحرصهم على حطام الدنيا أكثر من
حرصهم على طاعة الله التي هي سبب لسعادتهم في الدنيا والآخرة، ففي صحيح
البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في شأن المنافقين الذين
يتخلفون عن صلاة الجماعة: " لو يعلم أحدهم أنه يجد عظماً سميناً أو
مرماتين حسنتين لشهد العشاء والفجر "، فهم معرضون عمَّا فيه نجاتهم،
حريصون على ما لا يستفيدون منه إلا اليسير، وسيتركونه خلف ظهورهم، ولا
يغني عنهم من عذاب الله شيئاً، كما قال تعالى في شأن المنافقين: {لَنْ
تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً
أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المجادلة: 17] .
(1/87) ربه، غير
مفكر في عاقبة أمره، وأنه غداً في قبره وحشره في قبضة ملائكة القوي
العزيز، وأن أمامه عذاب في القبر، وعذاب في النار إن مات على نفاقه، وغير
مفكر في مصير من سبقه من المنافقين قبل عشرات أو مئات السنين، كابن أبي
سلول، وأبي العلاء المعري، وجمال عبد الناصر وطه حسين، وعموم الباطنية،
كالإسماعيلية، والدروز، والنصيرية، وغالب أئمة الرافضة، وغيرهم من
الزنادقة ممن مات منهم على الزندقة، وما هم فيه الآن من العذاب الأليم
الذي لا يتحمله البشر في قبورهم، وما سيلاقونه من العذاب في قعر جهنم
خالدين فيها. نسأل الله السلامة والعافية.
(1/88) 4-
التذبذب والمراوغة والتلوُّن، فهم كالحِرْباء التي يتغير لونها بحسب
حرارة الشمس، فأول النهار لها لون، ووسط النهار لها لون، وآخره لها لون،
وكالشاة العائرة بين الغنمين، فهي متحيرة أيهما تتبع، فتتبع هذه مرة،
وتتبع هذه مرة، فالمنافق حائر يخشى أن يعلن الكفر فيقتله المسلمون أو
تتضرر مصالحه، ويخشى أن ينتصر الكفار فيقتل أو تتضرر مصالحه من قبلهم،
فيلجأ إلى إظهار الإسلام، ويسر إلى الكفار وإلى أمثاله من المنافقين بأنه
منهم، قال الله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا
آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ
إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14] ، وقال جل وعلا في شأنهم:
{مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} [النساء: 143] .
(1/88) 5-
الانهزامية واحتقار الذات والشعور بالنقص أمام الأعداء، فهو يشعر أن عموم
الكفار أفضل منه ومن بني جنسه – وبالأخص في هذا الزمن الذي تفوق فيه
الكفار في النواحي المادية – ولذلك فهو يقلدهم في جميع الأمور، حتى في
الأمور التي لا فائدة منها، بل إنه يقلدهم في
(1/88) أمور يعلم
هو ضررها، فهو كالبعير المقطور – أي المربوط – رأسه في ذنب بعير آخر،
فيسير خلفه ويطأ على ما يطأ عليه، ويبول على رأسه، وهذا منتهى الضلال
والضياع والخسران.
(1/89) 6- قلة
الحياء وسلاطة اللسان، قال الله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ
الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ
إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً أَشِحَّةً
عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ
تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا
ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى
الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا} [الأحزاب: 18، 19] .
(1/89) منقصات
التوحيد
(1/90) الدرب
وصل؛ ولأن الشيطان يزين للإنسان أعمال السوء، ويتدرج به من السيء إلى
الأسوأ شيئاً فشيئاً حتى يخرجه من دائرة الإسلام بالكلية – إن استطاع إلى
ذلك سبيلاً – فمن انقاد له واتبع خطواته خسر الدنيا والآخرة.
(1/91)
المبحث
الأول: الغلو في الصالحين
(1/91) يتصرفون
في الكون، وأنهم يسمعون كلام من دعاهم ولو من بعد، وأنهم يجيبون دعاءه،
وأنهم ينفعون ويضرون، وأنهم يعلمون الغيب، مع أنه ليس لديهم دليل واحد
يتمسكون به في هذا الغلو، سوى أحاديث مكذوبة أو واهية ومنامات، وما
يزعمونه من الكشف إما كذباً، وإما من أثر تلاعب الشيطان بهم، وقد أدى بهم
هذا الغلو إلى الشرك في الألوهية أيضاً، فدعوا الأموات من دون الله،
واستغاثوا بهم، وهذا والعياذ بالله من أعظم الشرك.
(1/92) ثانياً:
تصوير الأولياء والصالحين: من المعلوم أن أول شرك حدث في بني آدم سببه
الغلو في الصالحين بتصويرهم، كما حصل من قوم نوح عليه السلام، وقد سبق
ذكر قول ابن عباس - رضي الله عنهما - في ذلك في مقدمة هذا المبحث.
(1/92)
..........................................................
(1/93) ومن
النصوص الواردة في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " إنّ أشدَّ الناس
عذاباً يوم القيامة المصورون ". رواه البخاري ومسلم، وروى البخاري ومسلم
أيضاً عن ابن عباس - رضي الله عنهما – أنه أتاه رجل فقال: إني رجلٌ أصوّر
هذه الصور، فأفتني فيها، فقال له: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفساً فتعذبه في جهنم
". وقال: إن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له.
(1/94) وثبت عن
الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج
الأسدي: "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا
تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته". رواه مسلم.
(1/95)
المبحث
الثاني: التبرك الممنوع
(1/95) والتبرك
ينقسم من جهة حكمه إلى قسمين:
(1/96) ب- تبرك
ممنوع:
(1/96) وهذا
القسم من التبرك – وهو التبرك البدعي – ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
(1/97) لها
لذاتها، وإنما لأنه صلى الله عليه وسلم كان موجوداً في هذه الأماكن وقت
تعبده لله تعالى بهذه العبادة، ولم يرد دليل شرعي يدل على فضلها.
(1/98) ينزلون
فيصلون في مسجد، فسأل عنهم، فقالوا: مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه
وسلم، فقال: "إنما هلك من كان قبلكم أنهم اتخذوا آثار أنبيائهم بيََعاً،
من مر بشيء من هذه المساجد فحضرت الصلاة فليصل، وإلا فليمض".
(1/99) كما قالت
بنو إسرائيل: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [سورة
الأعراف: 138] ، ثم قال: إنكم قوم تجهلون، لتركبن سنن من كان قبلكم ".
(1/100) الشرع،
وذلك كمن يخص ليلة القدر بعمرة، وكمن يتبرك بجدران الكعبة بتقبيلها أو
مسحها، أو يتمسح بمقام إبراهيم أو بالحجر المسمى حجر إسماعيل، أو بأستار
الكعبة، أو بجدران المسجد الحرام، أو المسجد النبوي وأعمدتهما ونحو ذلك،
فهذا كله محرم، وهو من البدع المحدثة، وقد اتفق أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم وسلف هذه الأمة على عدم مشروعيته، ومثله أن يتبرك بأحجار أو
تراب شيء من المواضع الفاضلة بالتمرغ عليه أو بجمعه والاحتفاظ به.
(1/101)
المبحث
الثالث: رفع القبور وتجصيصها وبناء الغرف أو المساجد عليها
(1/101) رواه
البخاري ومسلم.
(1/102) وورد في
الأحاديث أيضاً النهي عن اتخاذ قبره صلى الله عليه وسلم عيداً، والعيد
المكاني هو المكان الذي يقصد الاجتماع فيه وانتيابه للعبادة.
(1/103) بغير ذلك
من العبادات أن ذلك كله من البدع المنهي عنها.
(1/104)
الفصل
الثاني: الشرك الأصغر
(1/105)
المبحث
الثاني: أنواع الشرك الأصغر
(1/106) وقد وردت
أدلة كثيرة تدل على تحريم الرياء وعظم عقوبة فاعله، وأنه يبطل العمل الذي
يصاحبه، منها حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه مرفوعاً: " إن أخوف ما
أخاف عليكم الشرك الأصغر "، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال:
" الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم:
اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، هل تجدون عندهم جزاءً؟ ".
(1/107) ليكون ذلك
حرزاً له بإذن الله من فتن الشبهات، وليعرف عظمة ربه جل وعلا، وضعف
المخلوقين وفقرهم، فيحمله ذلك كله على مقت الرياء واحتقاره والبعد عنه،
وليعرف أيضاً مداخل الشيطان ووساوسه، فيحذرها.
(1/108) يعلمه إلا
علاّم الغيوب، واتهام المسلمين بالرياء هو من أعمال المنافقين، والأصل في
المسلم السلامة، وأنه إنما أراد وجه الله، وأيضاً فإن المسلم يندب له في
بعض المواضع أن يظهر عمله للناس، إذا أمن على نفسه من الرياء، كما إذا
أراد أن يُقتدى به في الخير، فليس كل من حرص على إظهار عمله للناس يعتبر
مرائياً.
(1/109) ب- حديث
عمر رضي الله عنه مرفوعاً: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما
نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت
هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ". رواه
البخاري ومسلم.
(1/110) المثال
الثالث: من أمثلة الشرك الأصغر في الأعمال القلبية: الاعتماد على
الأسباب:
(1/111) الشرك
الأكبر، وإن اعتمد على السبب مع اعتقاده أن الله هو النافع الضار فقد وقع
في الشرك الأصغر، فالمؤمن مأمور بفعل السبب مع التوكل على مسبّب الأسباب
جل وعلا.
(1/112) والتطيّر
محرم، وشرك أصغر. ومثله: الفعل الذي يقدم عليه العبد أو يعزم عليه لرؤيته
أو سماعه ما يسر به - كما سبق - ويستثنى منه الفأل الحسن، وهو: أن يكون
الإنسان قد عزم على أمر معين فيرى أو يسمع أمراً حسناً من غير قصد له،
فيسر به ويستبشر به، ويزيده ذلك اطمئناناً بأن ما كان قد عزم على فعله
سيكون فيه خير وبركة بمشيئة الله تعالى، ويعظم رجاؤه في الله تعالى في
تحقيق هذا الأمر، من غير اعتماد على هذا الفأل، فهذا حسن، فالفأل حسن ظن
بالله تعالى، ورجاء له، وباعث على الاستعانة به، والتوكل عليه، وعلى سرور
النفس، وانشراح الصدر، وهو مسكن للخوف، باعث للآمال، والطيرة على النقيض
من ذلك: فهي سوء ظن بالله، وتوكل على غيره، وقطع للرجاء، وتوقع للبلاء،
وقنوط للنفس من الخير، وهو مذموم وباطل شرعاً وعقلاً.
(1/113) قال
الحافظ ابن رجب بعد ذكره أن التشاؤم باطل شرعاً وعقلاً، قال: "وفي الجملة
فلا شؤم إلا المعاصي والذنوب فإنها تسخط الله عز وجل، فإذا سخط على عبده
شقي في الدنيا والآخرة، كما أنه إذا رضي عن عبده سعد في الدنيا والآخرة،
فالشؤم في الحقيقة هو معصية الله، واليُمن هو طاعة الله وتقواه كما قيل:
(1/114)
النوع
الثاني: الشرك الأصغر في الأفعال
(1/114) في السنة
أو الأدعية الأخرى المشروعة التي يقرؤها الإنسان على نفسه أو يقرؤها عليه
غيره ليعيذه الله من الشرور بأنواعها، من الأمراض وشرور جميع مخلوقات
الله الأخرى من السباع والهوام والجن والإنس وغيرها، فيعيذه منها بدفعها
قبل وقوعها، بأن لا تصيبه، أو يعيذه منها بعد وقوعها بأن يرفعها ويزيلها
عنه، وغالباً يصحب قراءة هذه الأذكار نفث من الراقي، وقد تكون الرقية
بالقراءة والنفث على بدن المرقي أو في يديه ويمسح بهما جسده ومواضع الألم
إن وجدت، وقد تكون بالقراءة في ماء ثم يشربه المرقي أو يُصبُّ على بدنه،
وبعضهم يقوم بكتابة الأذكار بزعفران أو غيره على ورق أو في إناء، ثم
يغسله بماء، ثم يسقيه المريض.
(1/115) عائشة رضي
الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث
في كفيه ب: قل هو الله أحد، وبالمعوذتين جميعاً، ثم يمسح بهما وجهه وما
بلغت يداه من جسده. قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به.
(1/116) ومن الرقى
المحرمة: أن تكون الرقية فيها طلاسم، أو ألفاظ غير مفهومة، والغالب أنها
رقى شركية، وبالأخص إذا كانت من شخص غير معروف بالصلاح والاستقامة على
دين الله تعالى، أو كانت من كافر كتابي أو غيره.
(1/117) على
الأطفال أو على أبواب البيوت ونحو ذلك، والتي يزعمون أنها تدفع العين أو
المرض أو الجن أو أنها سبب للشفاء من الأمراض.
(1/118) إحداث
عبادة لا دليل عليها.
(1/119)
النوع
الثالث: الشرك الأصغر في الأقوال:
(1/119) بغير الله
سواء أكان نبياً أم ولياً أم الكعبة أم غيرها فقد ارتكب كبيرة من كبائر
الذنوب، ووقع في الشرك، لقوله صلى الله عليه وسلم: " من حلف بغير الله
فقد كفر أو أشرك "، ولأن الحلف فيه تعظيم للمحلوف به، فمن حلف بغير الله
كائناً من كان، فقد جعله شريكاً لله عز وجل في هذا التعظيم الذي لا يليق
إلا به سبحانه وتعالى.
(1/120) ابن عباس
رضي الله عنهما: " الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء
في ظلمة الليل، وهو أن يقول: والله وحياتك يا فلانة، وحياتي، ويقول: لولا
كلبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل
لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها
"فلان"، فإن هذا كله به شرك "، وما روته قتيلة بنت صيفي - رضي الله عنها
- أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنكم تندِّدون، وإنكم
تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة"، فأمرهم النبي صلى
الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، ويقولوا: ما
شاء الله ثم شئت. فأقر النبي صلى الله عليه وسلم هذا اليهودي على تسمية
هذا العطف شركاً، وعليه: فإن كان هذا القائل يعتقد أن ما نسبه إلى
المخلوق الذي عطفه على اسم الله تعالى بـ "الواو" ليس على سبيل
الاستقلال، ولكن نسبه إلى هذا المخلوق لأنه هو المباشر لهذا الأمر لا
غير، مع اعتقاده أن الله هو الخالق المقدِّر، فهو شرك أصغر، من أجل هذا
اللفظ الذي فيه تشريك. وإن كان يعتقد أن هذا المخلوق مشارك لله تعالى على
سبيل الاستقلال، وأن تصرفه في ذلك بدون مشيئة الله تعالى فهو شرك أكبر.
(1/121) فيه أن
يُنسب الغيث إلى النجم، كما كان أهل الجاهلية يزعمون، فكانوا إذا نزل مطر
في وقت نجم معين نسبوا المطر إلى ذلك النجم، فيقولون: مطرنا بنوء كذا، أو
هذا مطر الوسمي، أو هذا مطر الثريا، ويزعمون أن النجم هو الذي أنزل هذا
الغيث.
(1/122) غير الله
تعالى.
(1/123) أن يقول:
"هذا مطر أنزله الله في وقت نجم كذا"، أو يقول: "مطرنا في نوء كذا"، ونحو
ذلك من العبارات الصريحة التي لا لبس ولا إشكال فيها، فقول "مطرنا بنوء
كذا" أقل أحواله الكراهة الشديدة، والقول بالتحريم قول قوي، لما يلي:
(1/124)
خاتمة فصل
الشرك الأصغر
(1/124) التصوير
لذوات الأرواح إذا كان فيه نوع تعظيم، ومنها سبّ الدهر، ومنها الحكم بغير
ما أنزل الله، وبالأخص إذا كان في قضية واحدة.
(1/125)
الفصل
الثالث: الكفر الأصغر
(1/126)
المبحث
الثاني: أمثلته:
(1/126) النساء "
قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: " بكفرهن "، قيل: يكفرن بالله؟ قال: "
يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت
منك شيئاً، قالت: ما رأيت منك خيراً قط ".
(1/127)
الفصل
الرابع: النفاق الأصغر
(1/128)
المبحث
الثاني: خصاله وأمثلته:
(1/128) 3- أن
يخاصم غيره، ويفجر في خصومته، بأن يعدل عن الحق إلى الباطل متعمداً،
فيدّعي ويحتج بالباطل والكذب، ليأخذ ما لا يجوز له أخذه.
(1/129) 8- إظهار
مودة الغير، والتقرب إليه بما يحب، مع إضمار بغضه، أو التكلّم فيه في
غيبته بما لا يرضيه، فقد روى البخاري عن محمد ابن زيد ابن عبد الله بن
عمر، قال: قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا، فنقول لهم بخلاف ما
نتكلم إذا خرجنا من عندهم، قال: كنا نَعُدُّ هذا نفاقاً.
(1/130)
الفصل
الخامس: البدعة
(1/131)
المبحث
الثاني: أقسامها
(1/131) القسم
الثاني: البدعة العملية:
(1/131)
السم الثالث:
بدعة الترك
(1/132)
المبحث
الثالث: حكمها
(1/132)
المبحث
الرابع: التفصيل في بيان بدعتين من أخطر البد العملية
(1/133) أو أن
يدعو الله تعالى بجميع صفاته، كأن يقول: "اللهم إني أسألك بصفاتك العليا
أن ترزقني رزقاً حلالاً" أو أن يدعوه بصفة واحدة من صفاته تعالى تناسب ما
يدعو به، كأن يقول: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، أو يقول مثلاً:
"اللهم انصرنا على القوم الكافرين إنك قوي عزيز".
(1/134) قصة
الثلاثة أصحاب الغار، فأحدهم توسل إلى الله تعالى ببره بوالديه، والثاني
توسل إلى الله تعالى بإعطاء الأجير أجره كاملاً بعد تنميته له، والثالث
توسل إلى الله تعالى بتركه الفاحشة، وقال كل واحد منهم في آخر دعائه:
"اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه".
(1/135) كما في
قول أبناء يعقوب عليهم السلام له: {يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا
ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [سورة يوسف: 97] ، وكما في قصة
الأعرابي الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو بنزول المطر،
فدعا صلى الله عليه وسلم، وكما في قصة المرأة التي طلبت منه عليه الصلاة
والسلام أن يدعو الله لها بأن لا تتكشف، وكما طلب عمر - ومعه الصحابة -
في عهد عمر من العباس أن يستسقي لهم، أي أن يدعو الله أن يغيثهم بنزول
المطر.
(1/136) فلا يجوز
للمسلم أن يدعو الله تعالى بشيء من هذه التوسلات، ولذلك لم يثبت في رواية
صحيحة صريحة أن أحداً من الصحابة أو التابعين توسل إلى الله تعالى بشيء
منها، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، وقد نقلت عنهم أدعية كثيرة جداً، وليس
فيها شيء من هذه التوسلات، وهذا إجماع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
والتابعين على عدم مشروعية جميع هذه التوسلات.
(1/137) البدعة
الثانية: إقامة الأعياد والاحتفالات البدعية:
(1/137) وقد أحدث
كثير من المسلمين في العصور المتأخرة أعياداً واحتفالات وعبادات في كثير
من الأزمان، مع أنه لم يرد دليل صحيح يدل على مشروعيتها، وهذه الأزمنة
ثلاثة أنواع:
(1/138) يوم عرفة،
وكالاحتفال في يوم عاشوراء، كما لا يجوز للمسلم تخصيص شيء من هذه الأوقات
الفاضلة بعبادة يكررها كلما جاء هذا الوقت الفاضل مما لم يرد في الشرع ما
يدل على تخصيصها بها، كتخصيص ليلة القدر بعمرة أو بذكر خاص أو بصلاة خاصة
يكررها في كل عام.
(1/139) وكان كثير
من هؤلاء العبيديين من الملاحدة الحاقدين على الإسلام وعلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فقد ادعى بعضهم الألوهية، وعلى رأسهم الحاكم بأمر الله
العبيدي الذي يؤلهه الدروز إلى الآن، ومنهم أو من أتباعهم: القرامطة،
الذين قتلوا الحُجَّاج في عرفات وعند الكعبة المشرفة، وهدموا جزءاً من
الكعبة، وأخذوا الحجر الأسود منها، ولم يعيدوه إلا بعد عدة سنوات.
(1/140) الولاء
والبراء
(1/141) وعذاب
الآخرة، كما تقتضي المحبة للعاصي إقامة الحدود والتعزيرات عليه ليتوب
ويرجع إلى الله تعالى، ولتكون تطهيراً له من ذنوبه.
(1/142) والقسم
الثاني من المبتدعة: من كانت بدعته مكفرة، كغلاة الصوفية الذين يدعون
الأموات والمشايخ، وكغلاة الرافضة "الشيعة الإمامية" الذين يزعمون أن
القرآن محرف أو بعضه غير موجود أو يستغيثون بالمخلوقين، فهؤلاء إذا
أُقيمت عليهم الحجة وحكم بكفرهم فحكمهم في باب الولاء والبراء حكم بقية
الكفار على ما سيأتي تفصيله في المبحث الآتي - إن شاء الله تعالى -.
(1/143) وجوب
التوحيد وتحريم ضده" ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أوثق عرى
الإيمان الحب في الله والبغض في الله ".
(1/144)
المبحث
الثاني: مظاهر الولاء
(1/145) 2- نصرة
المسلم لأخيه المسلم إذا ظُلم أو اعتدي عليه في أي مكان، ومن أي جنسية
كان، وذلك بنصرته باليد، وبالمال، وبالقلم، وباللسان فيما يحتاج إلى
النصرة فيه، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " انصر أخاك
ظالماً أو مظلوماً ". رواه البخاري، والأمر للوجوب.
(1/145) فإذا
اعتدى الكفار على بلد من بلاد المسلمين وعجز أهلها عن صد عدوانهم وجب على
من يليهم من المسلمين نجدتهم والدفاع عنهم بالأموال والأنفس، وكذلك يجب
على المسلم أن يعين أخاه على أخذ حقه ممن ظلمه، وأن يذب عن عرض أخيه
المسلم إذا اغتيب أو قدح فيه وهو يسمع، كما يجب على المسلم أن يدافع عن
المسلمين بلسانه أو قلمه عندما يقدح فيهم أحد في كتاب أو غيره، وهذا كله
من فروض الكفايات.
(1/146) 3-
مساعدتهم بالنفس والمال عند اضطرارهم إلى ذلك.
(1/146) 4-
التألُّم لما يصيبهم من المصائب والأذى، والسرور بنصرهم، وجميع ما فيه
خير لهم، والرحمة لهم وسلامة الصدر نحوهم، قال تعالى في وصف أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ
بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن
أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ". رواه البخاري ومسلم.
(1/146) ومنها ما
هو فرض كفاية، كرد السلام، وتجهيز الميت، والصلاة عليه، ودفنه، والقيام
بما يحتاج إليه المسلمون في أمور دينهم من طلب للعلم، ومن تعليم له، ومن
دعوتهم إلى الله تعالى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ومن القيام بما
يحتاجون إليه في أمور دنياهم من أمور الطب والصناعة والزراعة وغيرها، ومن
تحذيرهم مما يضرهم، وإرشادهم إلى ما ينفعهم في أمور حياتهم.
(1/147)
المطلب
الثاني: مظاهر الولاء المحرم
(1/147) المسلمين
وعابهم فهو كافر عدو لله ولرسله ولعباده المؤمنين.
(1/148) 6- الدعوة
إلى وحدة الأديان، أو إلى التقريب بين الأديان، فمن قال إن ديناً غير
الإسلام دين صحيح ويمكن التقريب بينه وبين الإسلام أو أنهما دين واحد
صحيح فهو كافر مرتد، بل إن من شك في بطلان جميع الأديان غير دين الإسلام
كفر، لرده لقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً
فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85] ، ولرده لما هو معلوم من دين
الإسلام بالضرورة من أن دين الإسلام قد نسخ جميع الأديان السابقة، وأنها
كلها أديان محرفة، وأن من دان بشيء منها فهو كافر مشرك.
(1/149) وبين من
يقاتله الكفار من المسلمين، فهذه الإعانة محرمة، وكبيرة من كبائر الذنوب،
ولكنها ليست من الكفر المخرج من الملة.
(1/150) القسم
الثاني: الموالاة المحرمة غير الكفرية:
(1/150) 1- محبة
الكفار، واتخاذهم أصدقاء، قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ
إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ
الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ
اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22] والمودة: المحبة، وقال الله
تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ
وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ
وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا
بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى
تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ
لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ
رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ
الْمَصِيرُ} [الممتحنة: 4] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يحب
رجلٌ قوماً إلا جاء معهم يوم القيامة ".
(1/151) وإذا أسلم
الكافر وبلده بلد كفر فإن كان لا يستطيع إظهار شعائر دينه ويستطيع الهجرة
وجبت عليه الهجرة إلى بلد من بلاد المسلمين بإجماع أهل العلم، ولا يجوز
له البقاء في هذا البلد إلا في حال الضرورة، قال الله تعالى: {إِنَّ
الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا
فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا
أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا
فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً إِلَّا
الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا
يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} [النساء: 97، 98] .
(1/152) الثاني:
أن يكون في مأمن وبعد عن أسباب الفتنة في الدين والخلق.
(1/153) فيحرم على
المسلم أن يقلدهم في كل ما هو خاص بهم من عبادات أو عادات وتقاليد أو
آداب أو هيئات، سواء أكان أصل ذلك مباحاً في ديننا أم محرماً، فلا يجوز
للمسلم أو المسلمة أن يقلدهم مثلاً في اللباس أو هيئة الأكل أو الشرب، أو
طريقة تسريح أو حلق شعر الرأس أو شعر الوجه، أو طريقة الأكل والشرب أو
طريقة الجلوس أو المشي أو كيفية السلام أو طريقتهم في بناء مساكنهم أو في
أنظمتهم في الحكم والإدارة والاقتصاد ونحو ذلك مما لا فائدة فيه ظاهرة
للمسلمين.
(1/154) وقد وردت
أدلة شرعية كثيرة تدل على تحريم التشبه بالكفار، منها:
(1/155) أو تركهم
يظهرون المعاصي بين المسلمين.
(1/156) لنا، ولا
يؤمن على المسلم من ضررهم في دينه أو بدنه، أما إن زاره من أجل قرابته له
أو جواره له فلا بأس، وهكذا إن زاره المسلم أو طلب منه أن يزوره وكان ذلك
لحاجة شرعية، كتأليف قلبه ودعوته إلى الإسلام وأَمِنَ من ضرره على دين
المسلم وبدنه أبيح بقدر الحاجة، كما تباح ضيافته واستضافته.
(1/157)
المبحث
الثالث: ما يجوز أو ما يجب التعامل به مع الكفار
(1/158) القسم
الثاني: الذِّمِّيون: وهم الكفار الذين يسكنون بلاد المسلمين وصالحهم
المسلمون على أن يدفعوا للمسلمين الجزية.
(1/158)
الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29] .
(1/159)
القسم
الثالث: المستأمنون.
وهم الذين يدخلون بلاد المسلمين بأمان من ولي الأمر أو من أحد من
المسلمين.
(1/159)
القسم
الرابع: الحربيون:
وهم من عدا الأصناف الثلاثة السابقة من الكفار.
(1/159)
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ
عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً} [النساء: 91] .
(1/160) أما
الأمور التي تجب للكفار غير الحربيين على
المسلمين فمن أهمها:
(1/160) 5- يحرم
على المسلم أن يعتدي على أحد من الكفار غيرالحربيين في بدنه بضرب أو قتل
أو غيرهما، فقد روى البخاري عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: " من قتل
معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً "،
وروى الإمام أحمد والنسائي عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل رجلاً من أهل الذمة لم
يجد ريح الجنة ".
(1/161) المسلم
بقول: "السلام عليكم" وجب على المسلم أن يرد عليه بقوله: "وعليكم" فقط،
لقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم ".
متفق عليه. لكن لا يجوز أن يبدأ الكافر بالسلام عليه،
(1/162)
الأمور التي
يباح أو يستحب للمسم أن يتعامل بها مع الكفار
(1/163) هذه
الأمور من المصالح الشرعية، قال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ
عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ
مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8] ، والبر هو: الاحسان
إليهم بالمال أو غيره، والقسط هو: العدل، أما إذا كانت الهدية من باب
الصداقة أو المحبة ونحوهما فهي محرمة.
(1/164) 8- يجوز
للمسلم أن يتزوج بالكافرة الكتابية فقط إذا كانت عفيفة عند الأمن من
ضررها على الدين والنفس والأولاد، قال الله تبارك وتعالى: {الْيَوْمَ
أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ
الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ
قَبْلِكُمْ} [المائدة: 5] ، والمحصنة هي العفيفة عن الزنى، وإن كان
الأولى للمسلم أن لا يتزوج بكافرة؛ لأن ذلك أسلم له ولذريته، ولذلك عاتب
عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعض من تزوج بكافرة، وأمره أمر ندب بطلاقها.
(1/165) 12- يجوز
للمسلم أن يشارك الكافر في التجارة، لكن بشرط أن يلي المسلم أمرها أو
يشرف عليها، لئلا يقع في تعامل محرم عند إشراف غير المسلم على هذه
التجارة وتصريفه لها.
(1/166)
|
|