نبذة في العقيدة الإسلامية
الكتاب: نبذة في العقيدة الإسلامية (مطبوع ضمن كتاب الصيد الثمين في رسائل
ابن عثيمين) بسم الله
الرحمن الرحيم
(1/29)
الدين
الإسلامي
(1/30) والدين
الإسلامي: هو دين الحق الذي ضمن الله - تعالى - لمن تمسَّك به حق التمسك
أن ينصره، ويظهره على من سواه، قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ
رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ
كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [سورة الصف: 9] .
(1/31)
أركان
الإسلام
(1/32) 3- وأما
إيتاء الزكاة: فهو التعبد لله- تعالى- ببذل القدر الواجب في الأموال
الزكوية المستحقة.
(1/33)
أسس العقيدة
الإسلامية
(1/34) ولاحقها،
لابد لها من خالق أوجدها، إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها؛ ولا يمكن أن
توجد صدفة.
(1/35) أنها من
رب حكيم عليم بمصالح خلقه، وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد
الواقع بصدقها؛ دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.
(1/36) قبورهم
بإذن الله، قال الله تعالى عنه: (وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذنِ اللهِ)
[سورة آل عمران: 49] ، وقال: (وَإِذ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذنِي) [سورة
المائدة: 110] .
(1/37)
الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) [سورة الزخرف: 9] .
(1/38) الأول:
أنه ليس في هذه الآلهة التي اتخذوها شيء من خصائص الألوهية، فهي مخلوقة
لا تخلقُ، ولا تجلب نفعًا لعابديها، ولا تدفع عنهم ضررًا، ولا تملك لهم
حياة، ولا موتًا، ولا يملكون شيئًا من السموات، ولا يشاركون فيه.
(1/39)
السَّمَواتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [سورة الروم: 27] ،
وقال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)
[سورة الشورى: 11]
(1/40) فإذا أثبت
الله لنفسه أنه سميع؛ فإن السمع معلوم من حيث أصل المعنى، (وهو إدراك
الأصوات) لكن حقيقة ذلك بالنسبة إلى سمع الله تعالى غير معلومة؛ لأن
حقيقة السمع تتباين حتى في المخلوقات؛ فالتباين فيها بين الخالق والمخلوق
أبين وأعظم.
(1/41)
الإيمان
بالملائكة
(1/42) وهو جالس
في أصحابه، جاءه بصفة رجلٍ شديدِ بياضِ الثياب، شديدِ سوادِ الشعر، لا
يُرى عليه أثرُ السفر، ولا يعرفه أحد من الصحابة، فجلس إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وسأل
النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، والإيمان، والإحسان، والساعة،
وأماراتها؛ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق، ثم قال صلى الله
عليه وسلم: (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) (1) .
(1/43) والملائكة
الموكلين بسؤال الميت إذا وضع في قبره؛ يأتيه ملكان، يسألانه عن ربه،
ودينه، ونبيه.
(1/44) وهذه
النصوص صريحة في أن الملائكة أجسام لا قوى معنوية، كما قال الزائغون،
وعلى مقتضى هذه النصوص أجمع المسلمون.
(1/45)
الإيمان
بالكتب
(1/46) الثانية:
العلم بحكمة الله تعالى في شرعه، حيث شرَّع لكل قوم ما يناسب أحوالهم،
كما قال الله تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)
[سورة المائدة: 48] .
(1/47)
الإيمان
بالرسل
(1/48) وتلحقهم
خصائص البشرية: من المرض، والموت، والحاجة إلى الطعام، والشراب، وغير
ذلك، قال الله تعالى عن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - في وصفه لربه
تعالى: (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذا مَرِضْتُ
فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ) [سورة
الشعراء: 79، 81] .
(1/49)
وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ
وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [سورة الشورى: 13] .
(1/50) السماء
ملكًا رسولاً؛ ليكون مثلهم، وهكذا حكى الله تعالى عن المكذبين للرسل أنهم
قالوا: (إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن
تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ
مُّبينٍ * قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ
مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ
وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بسُلْطَانٍ إِلاَّ بإِذنِ اللهِ)
[سورة إبراهيم: 10، 11] .
(1/51)
الإيمان
باليوم الآخر
(1/52)
حِسَابَهُمْ) [سورة الغاشية: 25، 26] وقال تعالى: (مَن جَاء
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ
فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [سورة الأنعام:
160] وقال تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ
الْقِيَامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ
مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسبِينَ) [سورة
الأنبياء: 47] .
(1/53) الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ *
جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا
عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) [سورة البينة: 7، 8] وقال تعالى:
(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء
بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة السجدة: 17] .
(1/54) وللإيمان
باليوم الآخر ثمراتٌ جليلة منها:
(1/55) وقد أنكر
الكافرون البعث بعد الموت؛ زاعمين أن ذلك غير ممكن.
(1/56) بَعْضَ
يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ
وَشَرَابكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ
آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ ننشِزُهَا ثُمَّ
نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة البقرة: 259] .
(1/57)
الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة فصلت: 39] ، وقال
تعالى: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ
جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ
نَّضِيدٌ * رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا
كَذَلِكَ الْخُرُوجُ) [سورة ق: 9، 11]
(1/58) الأول:
أنه لا تجوز معارضة ما جاء به الشرع، بمثل هذه الشبهات الداحضة التي لو
تأمَّل المعارض بها ما جاء به الشرع حقَّ التأمل؛ لعلم بطلان هذه
الشبهات، وقد قيل:
(1/59)
الإيمان
بالقدر
(1/60) وقال
سبحانه: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [سورة الفرقان:
2] ، وقال عن نبيِّه إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أنه قال لقومه:
(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) [سورة الصافات: 96] .
(1/61) الثالث:
ما رواه البخاري ومسلم - واللفظ
(1/62) المريض
يؤمر بالدواء؛ فيشربه، ونفسه لا تشتهيه، وينهى عن الطعام الذي يضرُّه؛
فيتركه، ونفسه تشتهيه، كل ذلك؛ طلبًا للشفاء والسلامة، ولا يمكن أن يمتنع
عن شرب الدواء، أو يأكل الطعام الذي يضره، ويحتجُّ بالقدر، فلماذا يترك
الإنسان ما أمر الله به ورسوله أو يفعلُ ما نهى الله عنه ورسوله ثم
يحتجُّ بالقدر؟
(1/63) المؤمن
إنّ أمره كلَّه خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاءُ شكر؛
فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبر؛ فكان خيرًا له) (1) .
(1/64) وأما
العقل: فإن الكون كُلَّه مملوكٌ لله تعالى، والإنسان من هذا الكون؛ فهو
مملوك لله تعالى، ولا يمكن للمملوك أن يتصرف في ملك المالك إلا بإذنه
ومشيئته.
(1/65)
أهداف
العقيدة الإسلامية
(1/66) دَرَجَاتٌ
مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) [سورة
الأنعام: 132] ، وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الغاية في
قوله: (المؤمن القوي خيرٌ، وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير،
احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو
أنِّي فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قلْ: قدَّر الله وما شاء فعل؛ فإن
(لو) تفتح عمل الشيطان) (1) .
(1/67)
|
|