نور الإيمان وظلمات النفاق في ضوء الكتاب والسنة
الكتاب: نُورُ الإِيمان وظلمات النِّفَاق في ضوء الكتاب والسنة 11
(/) بسم الله
الرحمن الرحيم
(1/3) والنفاق،
والغفلة، قال الله - عز وجل -: {وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ
الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (1).
(1/4) وأسأله -
عز وجل - أن يصلي ويسلم ويبارك على النبي الأمين، خاتم الأنبياء
والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى
يوم الدين.
(1/5) المبحث
الأول: نور الإِيمان
(1/6) حديث شعب
الإِيمان (1).
(1/7) في
مُسمَّى الإِيمان)).
(1/8) بِهَا
وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا
كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (1) , وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن
لله تسعاً وتسعين اسماً مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة)) (2)، أي
من حفظها، وفهم معانيها، واعتقدها، وتعبَّد لله بها، دخل الجنة، فَعُلِمَ
أن ذلك أعظم ينبوع الإِيمان، ومادّة لحصوله، وقوته، وثباته؛ ومعرفة أسماء
الله - عز وجل -: هي أصل الإِيمان، وتتضمن أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد
الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وهذه الأنواع هي روح
الإِيمان، وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته
ازداد إيمانه، وقوي يقينه، فينبغي للمؤمن أن يبذل مقدوره ومُستطاعه في
معرفة الأسماء والصفات، بلا تمثيلٍ، ولا تعطيلٍ، ولا تكييفٍ، ولا تحريفٍ
(3).
(1/9) ثالثاً:
معرفة أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما تدعو إليه من علوم
الإِيمان، وأعماله، كل ذلك من مُحصِّلات الإِيمان ومقويّاته، فكلّما
ازداد العبد معرفة بكتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ازداد
إيمانه ويقينه.
(1/10) العبد
ذكراً لله قوي إيمانه، ويكون الذكر على كلّ حال: باللسان، والقلب،
والعمل، والحال؛ فنصيب العبد من الإيمان على قدر نصيبه من هذا الذكر.
(1/11) عاشراً:
الدعوة إلى الله وإلى دينه، والتّواصي بالحقّ والتواصّي بالصّبر، والدعوة
إلى أصل الدين، والتزام شرائعه بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبذلك
يُكَمِّل العبد نفسه، ويكمِّل غيره.
(1/12) خيرات
الدنيا والآخرة، ودفع الشرور كلّها من ثمرات الإيمان، ومن هذه الثمرات
والفوائد ما يأتي:
(1/13) ثالثاً:
الإيمان الكامل يمنع من دخول النار، والإيمان الضعيف يمنع من الخلود
فيها، فإنّ من آمن إيماناً أدّى به جميع الواجبات، وترك جميع المحرَّمات؛
فإنه لا يدخل النار، كما أنه لا يُخلّد في النار من كان في قلبه شيء من
الإيمان.
(1/14) الناس
{وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (1)، فالمؤمن
المتقي يُيسِّر الله له أموره، ويُيسِّره لليُسرَى، ويجنِّبه العُسْرَى،
ويُسهِّل عليه الصعاب، ويجعل له من كل همٍّ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً،
ويرزقه من حيث لا يحتسب، وشواهد هذا كثيرة من الكتاب والسنة.
(1/15) الآخرة،
وأما الكافر فيُطعم بحسناتِ ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى
الآخرة لم يكن له حسنة يُجزى بها)) (1).
(1/16) مجاهد:
((يهديهم ربهم بإيمانهم)) قال: ((يكون لهم نوراً يمشون به)) (1) , وقيل:
يُمثّل له عمله في صورة حسنة وريح طيبة، إذا قام من قبره يُعارض صاحبه،
ويُبشّره بكل خير، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك، فيجعل له نوراً من
بين يديه، حتى يُدخله الجنة (2).
(1/17) وعلمهم
ويقينهم.
(1/18)
رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (1).
(1/19) وَمَن
يُؤْمِن بِالله يَهْدِ قَلْبَهُ} (1) , ولو لم يكن من ثمرات الإيمان إلا
أنه يُسلِّي صاحبه عن المصائب والمكاره التي كلُّ أحدٍ عرضة لها في كل
وقت، ومصاحبة الإيمان واليقين أعظم مسلٍّ عنها؛ قال النبي - صلى الله
عليه وسلم -: ((عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا
للمؤمن: إن أصابته سرّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاءُ صبر،
فكان خيراً له)) (2) , والشكر والصبر هما جماع كلّ خير، فالمؤمن مغتنم
للخيرات في كل أوقاته، رابح في كل حالاته، ويجتمع له عند النّعم
والسرّاء، نعمتان: نعمة حصول المحبوب، ونعمة التوفيق للشّكر الذي هو أعلى
من ذلك، وبذلك تتمّ عليه النعمة، ويجتمع له عند حصول الضرّاء ثلاث
نِعَمٍ: نعمة تكفير السيئات، ونعمة حصول مرتبة الصبر التي هي أعلى من
ذلك، ونعمة سهولة الضراء عليه؛ لأنه متى عرف حصول الأجر، والثواب،
والتمرّن على الصبر هانت عليه المصيبة (3).
(1/20) وعلاج هذه
الوساوس بأربعة أمور:
(1/21) مؤمن، ولا
يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ... )) (1)
,ومن وقع منه ذلك؛ فلضعف إيمانه، وذهاب نوره، وزوال الحياء من الله، وهذا
معروف مُشاهد، والإيمان الصحيح الصادق، يصحبه الحياء من الله، والحبّ له،
والرّجاء القويّ لثوابه، والخوف من عقابه، ورغبته في اكتساب النور، وهذه
الأمور تأمر صاحبها بكل خير، وتزجره عن كل شرّ.
(1/22) والخير
الذي فيهم عائد إلى ما معهم من الإيمان القاصر، والمتعدي نفعه إلى الغير
بحسب أحوال المؤمنين.
(1/23) قال الله
- عز وجل -: {وَلَن يَجْعَلَ الله لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
سَبِيلاً} (1).
(1/24) الثلاثون:
أهل الإيمان في أمنٍ منَ الخوف والحزن، قال الله - عز وجل -:
(1/25) أمّا
الإجمال، فقد ورد في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة
من الإيمان))، وفي رواية: ((الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستّون شعبة،
فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء
شعبة من الإيمان)) (1).
(1/26)
11 - الإيمان
بوجوب الخوف من الله - عز وجل - (1).
(1/27) 28 -
الثبات للعدو وترك الفرار من الزّحف.
(1/28) 46 -
السرور بالحسنة، والاغتمام بالسيئة.
(1/29)
65 - تشميت
العاطس.
(1/30)
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى
رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} (1).
(1/31) 3 - النهي
عن المنكر، وهو كلّ ما خالف المعروف، وناقضه: من العقائد الباطلة،
والأعمال الخبيثة، والأخلاق الرذيلة.
(1/32) الظاهرة
والباطنة.
(1/33) 4 - حفظ
الفروج عن الزنا، وتجنّب ما يكون وسيلة إلى ذلك: كالنظر، والخلوة،
واللّمس.
(1/34)
المبحث
الثاني: ظلمات النفاق
(1/35) والنفاق
نوعان: أكبر يُخرج من الملّة، وأصغر لا يُخرج من الملّة (1).
(1/36) الكفّار
على بعض في الآخرة بقوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن
سَبِيلِ الله زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} (1).
(1/37) وذكر شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعض صور النفاق الأكبر فقال: ((فمن
النفاق ما هو أكبر يكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار، كنفاق عبد الله
بن أُبيٍّ وغيره، بأن يُظهر: تكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو
جحود بعض ما جاء به، أو بُغضه، أو عدم اعتقاد وجوب طاعته، أو المسرّة
بانخفاض دينه، أو المساءَة بظهور دينه، ونحو ذلك مما لا يكون صاحبه إلا
عدواً لله ورسوله، وهذا القدر كان موجوداً في زمن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -، ومازال بعده، بل هو بعده أكثر منه على عهده - صلى الله عليه
وسلم - ... )) (1).
(1/38) 5 -
المسرَّة بانخفاض دين الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
(1/39) يصير الحق
باطلاً، والباطل حقاً، وهذا مما يدعو إلى الكذب.
(1/40) 1 -
النفاق الأكبر يُخرج من الملّة، والأصغر لا يُخرج من الملّة (1).
(1/41) وصفات
المنافقين كثيرة، منها على سبيل المثال ما يأتي:
(1/42) 1 - حُسن
القول المُعجب الذي يكون له وقع في القلوب.
(1/43)
2 - إذا
قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى.
(1/44)
لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِالله
وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ
قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ
نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ} (1) , فالمنافقون
يستهزئون بالله ورسوله، والمؤمنين، وقد فضحهم الله - عز وجل - وبيّن
صفاتهم للمؤمنين.
(1/45) وَلَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ * اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن
تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِالله وَرَسُولِهِ وَالله لاَ يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (1)، فالمنافقون ظهر لهم صفات في هاتين
الآيتين، منها ما يأتي:
(1/46) آنِفًا
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا
أَهْوَاءَهُمْ} (1).
(1/47) 3 - في
قلوبهم مرض، فزادهم الله مرضاً.
(1/48)
24 - يأمرون
بالمنكر وينهون عن المعروف.
(1/49) 45 -
يُثيرون الشبهات حول الإسلام، ليصدّوا الناس عن الدخول فيه.
(1/50)
المطلب
الرابع: آثار النفاق وأضراره
(1/51)
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرًا} (1).
(1/52) بَابٌ
بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} (1).
(1/53) ويكون
صاحبه على خطر من عذاب الله تعالى.
(1/54)
|
|